العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ

صحوات معادية تعود إلى التمرد في شمال بغداد

التحق عناصر «صحوات» عدة حاربت في الماضي تنظيم «القاعدة» ورأت أنها لا تلقى ود السلطات العراقية، بالتمرد من جديد في شمال بغداد لكن الحكومة تقلل من أهمية هذه الظاهرة.

وقال قائد إحدى الصحوات في ديالى المحافظة الزراعية والتي كانت معقلاً لـ «القاعدة»: «برأيي عاد 15 في المئة من أصل 14500 من أفراد الصحوات في المحافظة إلى القاعدة». وسمح انقلاب زعماء العشائر وإنشاء ميليشيات محلية وشن حملات عسكرية عنيفة جداً في الحد من قوة تنظيم «القاعدة» من دون القضاء عليه. وأضاف خليل الكرخي «يمكنني أن أؤكد أن للقاعدة جواسيس في صفوفنا ومن الصعب جداً كشفهم». وتابع هذا المسئول عن القطاع الغربي للمحافظة أن هذا الانقلاب داخل الصحوات نجم عن «نقص ثقة الحكومة التي سحبت منا قبل عام تصاريح حمل السلاح وغياب الحماية كما أن القوات الأمنية يمكنها سحب أسلحتنا وعدم دفع رواتبنا أو التأخر في دفعها». وأوضح أنه من أصل 14500 من «أبناء العراق»، كما يطلق على عناصر الصحوات، في المحافظة لم يبق سوى 7 آلاف تستهدفهم في غالب الأحيان هجمات عنيفة للتنظيم.

وأكد زعيم الصحوة في حي الهاشميات في بعقوبة، شلال النعيمي: «عدة مرات فوجئنا عند توقيفنا إرهابيين بأنهم مازالوا يعملون في صفوفنا». وأضاف أن «كثيرين غادرونا ليجدوا عملاً والشرطة والجيش جندا ألفين بفضل علاقاتهم الشخصية. لكن البعض عادوا إلى القاعدة التي كانوا ينتمون إليه من قبل». وتابع أن هذه الظاهرة تفسر بأن «قوات الأمن توقف عناصرنا بحجة أنهم كانوا ينتمون في الماضي إلى القاعدة وأسر الضحايا لا يتلقون أي تعويض بينما يدفع تنظيم القاعدة 250 ألف دينار (210 دولارات) عن كل هجوم».

وتحدث مسئول الصحوات في الدورة جنوب بغداد عن ظاهرة مماثلة لكن بحجم أقل. وقال الكرطاني إن «عشرات فقط من أعضائنا السابقين عادوا إلى القاعدة خصوصاً في المناطق الزراعية حول الدورة».وأوضح أنه كان هناك 2500 من أعضاء الصحوة ولم يبق سوى مئتين. وقال إن: «تراجع عدد أعضاء صحوتنا هو الذي يعطي القاعدة حرية التحرك، أكثر من تزايد حالات الفرار».

في المقابل لم يحدث شيء كهذا في محافظتي صلاح الدين والأنبار. وقال زعيم صحوة سامراء (110 كيلومتر شمال بغداد) «لم ألاحظ شيئاً كهذا لكن إذا حدث ذلك فسأعدم الخونة بلا رحمة». وكانت واشنطن تمول الصحوات. وقد نقلت مسئولية 118 ألف رجل منهم إلى الحكومة العراقية التي تعهدت بتجنيد عشرين في المئة منهم في قواتها الأمنية والباقين في الإدارة.

وقال مسئول ملف الصحوات في الحكومة العراقية، زهير الجلبي أن 52 ألفا منهم مازالوا موجودين. وأضاف «لدي تقرير من الجانب الصديق وليس من جهة حكومية. لا يوجد أي تأخير في دفع رواتب أبناء العراق وهم يتلقون رواتبهم حسب الأصول وخاصة في ديالى». من جهته، صرح مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، علي الموسوي أن «أبناء العراق وضعهم منتظم ويتقاضون رواتبهم بشكل منتظم ويقومون بدورهم بشكل فاعل». وأضاف أن «الاختراقات موجودة حتى في أجهزة الدولة. يمكن (أن يكون) للقاعدة عنصر أو اثنان في الصحوات. كما يتم هذا الاختراق في أجهزة الشرطة أو الجيش لكن لا يمكن أن يتصف جميع الصحوات بهذه الصفة».

العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً