العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ

البحث عن علاج لمرض النوم مستمر

توصل العلماء من المملكة المتحدة وكندا إلى تركيب دوائي لعلاج المرض الطفيلي المميت الموجود في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى المعروف باسم مرض النوم. ويتسبب هذا الداء في تعطيل دورة النوم لدى الإنسان عندما تصيب الطفيليات الدماغ.

وقد تم قبل 30 عاماً تقديم دواء الإيفلورنيثين لعلاج هذا المرض الذي ينتشر عن طريق ذبابة التسي تسي.

ولكن المرضى في المناطق الريفية الأكثر عرضة للخطر قلما يستطيعون تحمل كلفة الدواء الذي لا يتسم بفعالية كبيرة لمكافحة الأشكال الأكثر تقدماً من المرض، وفقاً لوحدة مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وقد أخبر خوسي رامون فرانكو، وهو مسئول طبي بمنظمة الصحة العالمية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه «على الرغم من بعض الجهود والعقاقير الواعدة إلا أنه لم يتم إضافة أي عقار جديد لعلاج مرض النوم».

وأضاف فرانكو أن الجزء الصعب يكمن في التوصل إلى عقار يقتل الطفيليات دون الإضرار بالدماغ. ويتسبب العقار المبني على الزرنيخ والمصمم للهجوم على الطفيليات بمجرد إصابة الدماغ بها في قتل مريض واحد من بين كل 20 مريضاً.

من جهته، أفاد بول وايت، مدير برنامج اكتشاف الأدوية للأمراض الاستوائية بجامعة دندي باسكتلندا، أن العلماء اكتشفوا طريقة جديدة لقتل الطفيليات من دون الإضرار بالمريض.

وأوضح وايت مراحل العلاج قائلاً: «في البداية يتم تحديد نقطة ضعف الطفيليات، كإنزيم ضروري لبقائها على قيد الحياة، وهو ما نسميه هدف العقار. وفي المرحلة الثانية يتم التأكد من أن الجزيئات قادرة على تعطيل هذه الأهداف وقتل الطفيليات». وأشار إلى أن الجامعة تعمل حالياً على تطوير العقاقير التي قد تكون جاهزة للاختبار على البشر في غضون 18 شهراً.

وقد أخبر فرانكو من منظمة الصحة العالمية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه لا بد من أخذ الدواء المثالي لمرض النوم عن طريق الفم، وأن يكون منخفض السمية وسهل الاستعمال والتخزين وفعالاً في الحالات المبكرة والمراحل متقدمة وفي أشكال المرض الموجودة في غرب ووسط إفريقيا وكذلك في شرق القارة وجنوبها. «ولكن الأهم من ذلك كله، أن يكون في متناول الجميع».

ولكن آلان فيرلامب، من قسم الأدوية بجامعة دندي، أفاد أنه حتى لو نجح العقار في كل التجارب، إلا أن موضوع تكلفته سيبقى مطروحاً. وأشار إلى أنه «لا يوجد هناك حافز اقتصادي كبير لشركات الأدوية الكبرى للتركيز على الأمراض الموجودة بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. فقد لاحظنا أن هذه الشركات تهتم الآن بآسيا وأمريكا اللاتينية باعتبارها أسواقاً ناشئة، ولكن لا يوجد سوق ناشئ في إفريقيا حتى الآن».

وقد بدأت الشركات المصنعة للأدوية في إنتاج لقاحات للدول الفقيرة بأسعار مخفضة مقابل تعهد الجهات المانحة بضمان الطلبات على المدى الطويل فيما يعرف «بالالتزامات المسبقة للسوق».

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن عشرات الآلاف من الأشخاص في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مصابون بفيروس مرض النوم. ولكن بسبب حاجة التشخيص لفحص سوائل الدماغ، فإن العديد من المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية سيموتون دون أن يتم تشخيص مرضهم.

العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً