أدان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس (الخميس) تهديدات زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن لفرنسا، معتبراً أنها «غير مقبولة»، ومؤكداً أن «مستوى التيقظ مرتفع جداً» في فرنسا.
وقال كوشنير لوكالة «فرانس برس» وإذاعة فرنسا الدولية (آر إف آي) أن «هذه التهديدات غير المقبولة ليست جديدة». ورأى أن بن لادن «برهن على انتهازية» بإدلائه بهذه التصريحات. ووجه بن لادن في رسالة صوتية منسوبة إليه وبثت قناة «الجزيرة» مقاطع منها أمس الأول تحذيراً إلى فرنسا مطالباً إياها بسحب قواتها من أفغانستان.
وقال زعيم «القاعدة» في هذا التسجيل إن «السبيل لحفظ أمنكم هو رفع مظالمكم وأهمها انسحابكم من حرب (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش المشئومة في أفغانستان».
وأضاف في المقتطفات التي بثتها «الجزيرة» أن «المعادلة بسيطة واضحة: فكما تقتلون تقتلون وكما تأسرون تؤسرون وكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم والبادي أظلم». وقال الوزير الفرنسي على هامش اجتماع دبلوماسي «لم نستغرب وأبقينا على مستوى التيقظ والاستعداد بكل ما يعنيه الحد الأقصى وسنواصل تطبيق ذلك».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن عمليات التحقق الأولية تبين صحة رسالة بن لادن. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو إن «هذه الرسالة التي يمكن اعتبار صحتها أمراً مفروغاً منه بعد عمليات التحقق الأولية، لا تفعل سوى تأكيد حقيقة التهديد الإرهابي الذي اتخذت السلطات الفرنسية وتتخذ لمواجهته التدابير الملائمة لتوفير سلامة الأراضي والرعايا الفرنسيين». وأضاف المتحدث أن «السلطات الفرنسية تحشد كامل قواها للإفراج عن الرهائن السبعة الذين اختطفوا في 16 سبتمبر/ أيلول في النيجر. وتصريحات بن لادن هذه لا تغير تقويمنا لوضع رهائننا ولا تؤثر بالتأكيد إلى جهودنا للإفراج عنهم».
في سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الموريتاني، حمادي ولد حمادي أمس الأول للصحافيين أن بلاده اختارت اعتماد «إستراتيجية هجومية» تقوم على تعزيز قواتها للتصدي لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي شن عدة عمليات على أراضيها في الأشهر الماضية.
إلى ذلك، قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الذي يمثل الإسلاميين في موريتانيا أن «المقاربة الحالية التي تعتمدها الحكومة في التصدي للإرهاب وتنظيم القاعدة لا تخدم مصالح البلاد وهي في المكان والوقت الخطأ». وأوضح ولد منصور في مداخلة أمام الندوة الوطنية للحوار حول الإرهاب والتي تنظمها الحكومة، «إن التنسيق الخارجي مع القوى العظمى، لا سيما فرنسا والعمليات المشتركة معها وما تسميه الحكومة بالضربات الاستباقية خطأ كبير لا يخدم مصالح موريتانيا ولا يتماشى مع قدراتها وإمكاناتها». من جانبه، دعا نائب رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، محمد يحي ولد حرمه في مداخلة أخرى إلى عدم «تسييس القضايا التي تهدد الأمن الوطني».
العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ