العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ

«معضلة باكستان وأفغانستان» محور زيارة أوباما للهند الشهر المقبل

رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما
رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما

نيودلهي، واشنطن - رويترز 

28 أكتوبر 2010

يقوم الرئيس الأميركي، باراك أوباما بزيارة للهند في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وصفت بأنها زيارة لقوة اقتصادية صاعدة للتباحث في كيفية تعامل نيودلهي مع معضلة باكستان وأفغانستان.

وبعد تسع سنوات من الحرب هناك مؤشرات على أن الولايات المتحدة والرئيس الأفغاني، حامد قرضاي يحاولان بدء محادثات مع «طالبان» وتريد نيودلهي أن تضمن أن تحمي الهند من خطر الجماعات المتشددة الموجودة على عتباتها.

وقد يعني هذا بحث الهند عن مبادرات إقليمية لضمان تحقيق الاستقرار لأفغانستان بما في ذلك إقامة علاقات أوثق مع إيران وروسيا - وكل هذه الدول مجاورة لأفغانستان وتشعر بالقلق من وجود «طالبان» في فنائها الخلفي - إذا انسحبت واشنطن.

وتتفق الهند مع الولايات المتحدة بشأن العديد من القضايا، إذ تولي نيودلهي حليفة الاتحاد السوفياتي السابق إبان الحرب الباردة وجهها شطر الغرب بشكل متزايد. وربما تعتبر الدولتان أن مصالحهما في أفغانستان مختلفة غير أنها لا تمثل تهديداً يذكر للعلاقات الأوسع نطاقاً كما تظهر زيارة أوباما وهي أطول زيارة رئاسية يقوم بها لأية دولة.

وسعدت واشنطن بتقديم نيودلهي هذه المساعدات لكن باكستان حليفة الولايات المتحدة وعدو الهند اللدود وهي أيضاً قوة نووية لم يسعدها هذا، و خصوصاً الجيش الباكستاني الذي يعتبر أفغانستان فناءه الخلفي.

وقال المسئول السابق بوزارة الخارجية الأميركية الذي يعمل الآن بكلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز، وولتر أندرسن «الهند تعتقد أن الولايات المتحدة تعتمد كثيراً على باكستان في أفغانستان وهي لا يمكن الوثوق بها».

وأضاف أن أوباما قد يستفيد من الخصومة بين الهند وباكستان للضغط على إسلام آباد لتبذل المزيد من الجهد بشأن أفغانستان. وقال أندرسن «تساءلت كثيراً لماذا لم يفعل هذا من قبل».

وأكثر ما تخشاه الهند هو العودة إلى التسعينات حين تزامن حكم «طالبان» الذي دعمته باكستان مع زيادة كبيرة في هجمات المتشددين عبر حدودها والشعور بأن المتشددين يستطيعون أن يفعلوا ما يحلو لهم بالمنطقة دون أن يطالهم العقاب.

وأنحت الهند بالفعل على باكستان باللائمة في «حرب بالوكالة» في أفغانستان شهدت في الأعوام الأخيرة هجوماً بسيارة ملغومة على السفارة الهندية في كابول.

والمشكلة بالنسبة للهند هي معرفة ما الذي يعتزم أوباما أن يفعله في أفغانستان مثل متى سيسحب القوات أو كم سيكون عددها؟ ما التأثير الذي يمكن أن يكون لـ «طالبان» في أي تسوية سلمية.

وبالنسبة للكثير من المعلقين أبرز كتاب (حروب أوباما) وهو كتاب جديد للصحافي الأميركي، بوب وودوارد أن إدارة أوباما منقسمة بشدة بشأن استراتيجيتها في أفغانستان.

وقال محرر الشئون الاستراتيجية بصحيفة (ذا هيندو)، سيدهارث فاراداراجان «متى يتضح ما تريد الولايات المتحدة أن تفعله نستطيع أن نلعب اللعبة الأخيرة... ما إذا كنا على سبيل المثال سنحسن العلاقات مع الجيران مثل إيران».

وسيحتاج هذا إلى مراعاة توازنات دقيقة بشأن إيران فيما تصعد الولايات المتحدة العقوبات. وبحثت الهند بالفعل إحياء المحادثات بشأن خط لأنابيب الغاز يمتد من إيران وزاد عدد الزيارات الرسمية بين الدولتين.

لكن حتى الآن تحسنت العلاقات مع الولايات المتحدة بعد عدد من المشاكل في بداية عهد أوباما حين نجحت نيودلهي في وقف محاولات واشنطن لإدخال حل مشكلة كشمير ضمن استراتيجية لتحقيق الاستقرار لباكستان وأفغانستان. وتعتبر الهند كشمير قضية ثنائية وترفض أي تدخل خارجي.

وتدنت العلاقات بين الهند وباكستان منذ هجمات مومبي العام 2008 حين عبر متشددون باكستانيون إلى العاصمة المالية للهند وقتلوا 166 شخصاً.

ولأن هجمات مومبي محفورة في أذهان الهنود فمن المرجح أن تطلب نيودلهي من واشنطن أن تكون حذرة بشأن باكستان والتحدث مع «طالبان»، لكن نيودلهي تجنبت حتى الآن تصعيد التوتر مع إسلام آباد وهي سياسة حظيت بإشادة واشنطن.

وكتب ستيفن بي. كوهين الباحث المتخصص في دراسات السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز في واشنطن في رد بالبريد الإلكتروني «لا توجد أدلة - وبالطبع ليس في كتاب وودوارد - على أن الإدارة تفكر في الهند فيما يخص أفغانستان أكثر من مطالبتها بعدم الضغط على باكستان».

كما تحجم الهند عن التدخل بصورة أكبر في أفغانستان. وعلى الرغم من المساعدات التي تقدمها أحجمت نيودلهي عن اقتراحات طموحة لتدريب الجيش والشرطة الأفغانية.

وقال محرر الشئون الاستراتيجية في صحيفة «أنديان أكسبرس»، سي. راجا موهان «الهند لاعب ثانوي في أفغانستان».

وبالتالي قد تدفع الهند مبادرات صغيرة مثل تعزيز الدعم للزعماء المرتبطين بتحالف الشمال وهو تجمع مناهض لـ «طالبان» دعمته الهند في التسعينات.

وكتب كوهين «لا نستطيع التوصل إلى طريقة لاستخدام الهند التي هي قوة إقليمية».

وأضاف أنه يبدو أن من المقدر أن يلعب الخصمان اللدودان دورين متعارضين في أفغانستان.

العدد 2975 - الخميس 28 أكتوبر 2010م الموافق 20 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً