العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ

خيارات أميركا محدودة في الضغط على اليمن بعد مؤامرة الطرود الملغومة

لقطة بثتها قناة «سي إن إن» للطابعة المفخخة التي كانت في أحد الطردين اللذين عثر عليهما أمس الأول    (أ. ف. ب)
لقطة بثتها قناة «سي إن إن» للطابعة المفخخة التي كانت في أحد الطردين اللذين عثر عليهما أمس الأول (أ. ف. ب)

قال مسئولون أميركيون إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تبحث سبل تكثيف الضغوط على متشددي تنظيم «القاعدة» في اليمن بعد اكتشاف مؤامرة الطردين الملغومين لكن خياراتها تبدو محدودة.

ويقول محلل إن الحكومة اليمنية الضعيفة تواجه مشاكل اقتصادية ضخمة ومشاعر قوية معادية للولايات المتحدة تعقد الشراكة مع واشنطن. وتحرك المسئولون الأميركيون بحذر منذ اكتشاف المؤامرة في الأسبوع الماضي. وبدلاً من المطالبة بحملة أوسع نطاقاً أشادت إدارة أوباما علنا برد فعل صنعاء السريع بعد اكتشاف الطردين - اللذين كانا في طريقهما من اليمن إلى الولايات المتحدة- في دبي وبريطانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بي.جي كراولي «الحقيقة أن الحكومة اليمنية نفذت ما طلبناه منها». لكن بياناً صدر من السفارة اليمنية في واشنطن مطلع الأسبوع شدد على سيادة اليمن وحذر من أن «التدخل الأجنبي في شئوننا الداخلية ليس موضع ترحيب».

وجاء في البيان الصادر باللغة الانجليزية «سيواصل اليمن تعقب مقاتلي القاعدة مستخدماً مقاتلاتنا ومعداتنا وقواتنا العسكرية». وأشار محللون لمخاوف محلية باستغلال المؤامرة -التي يقول مسئولون إنها تبدو من تدبير تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» - لتبرير تدخل أميركي أكبر. ويقول المحللون إن تورطاً أميركياً أكثر من اللازم قد يثير رد فعل غاضباً مما يساعد «القاعدة» على تجنيد متشددين وأضعاف صنعاء.

ويواجه الرئيس علي عبدالله صالح بالفعل اضطرابات انفصالية في الجنوب وهدنة هشة مع متمردين في الشمال كما أن قوات الأمن اليمنية منيت بخسائر ضخمة في مواجهاتها مع «القاعدة».

وقال المسئول الأميركي السابق في مجال مكافحة الإرهاب، ريك نيلسون والذي يعمل حالياً في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «ما يجعل الأمر بالغ الصعوبة أن سيطرة الحكومة اليمينية على البلاد محدودة للغاية». كما أن الحكومة الأميركية مكبلة هي الأخرى بقيود تثقل كاهلها حيث تخوض حربين في أفغانستان والعراق وتقدم مساعدات ضخمة لباكستان لمكافحة الإرهاب.

وزادت الولايات المتحدة بالفعل مساعدات مكافحة الإرهاب لليمن من 4.6 ملايين دولار فقط العام 2006 إلى 155 مليون دولار في 2010 مما يعكس تنامي تهديد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» والذي ينظر إليه على أنه أكثر أجنحة «القاعدة» نشاطاً خارج معقلها التقليدي في أفغانستان وباكستان.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أن إجمالي المساعدات الأميركية لليمن بما في ذلك المساعدات المدنية اقتربت من 300 مليون دولار في العام 2010 وأضافت أن من المتوقع أن تكون المساعدات المالية لعام 2011 بنفس القيمة. وصرح مسئولون أميركيون طلبوا عدم نشر أسمائهم لوكالة «رويترز» إن إدارة أوباما تدرس العديد من الخيارات لتكثيف الضغط على تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي أعلن مسئوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة للولايات المتحدة في عيد الميلاد.

وأكد كراولي أن واشنطن تحاول تعزيز قدرات اليمن حتى يتمكن من «التعامل مع متطرفين يتسمون بالعنف يمثلون تهديداً لليمن وللولايات المتحدة أيضاً».

وقال «قدرات حكومة اليمن محدودة وعملنا جاهدين على تحسين إمكانياتها من أجل تأمين اليمن لمواطنيه ولآخرين أيضاً». وصرح المسئول البارز السابق في وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، هانك كرامتون، أن الخيارات محدودة بسبب السياسة القبلية المعقدة في اليمن ووعورة أراضيه ونقص البنية التحتية. وقال «ملاحقة أفراد عملية صعبة في الأساس وتزداد صعوبة في مثل هذه البيئات فلا يكفي أن تكون المعلومات محددة بل ينبغي أن ترد في الوقت المناسب».

ويأوي تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» رجل الدين الأميركي المتطرف الذي ينحدر من اليمن، أنور العولقي. وأعلن مسئولون أميركيون في وقت سابق أن واشنطن كلفت وكالة المخابرات المركزية بقتل العولقي أو القبض عليه. وعلى رغم أحجام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن مناقشة تفاصيل العمليات في اليمن علنا فإنها حرصت على نفي تقرير في وسائل الإعلام ذكر أن واشنطن تدرس نشر وحدات قناصة سرية في اليمن تخضغ لسلطة وكالة المخابرات المركزية.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الاقتراح سيسمح للولايات المتحدة بضرب أهداف من دون موافقة واضحة من الحكومة اليمنية وهي إستراتيجية من المؤكد أن تثير غضب المواطنين في اليمن. وقال المتحدث باسم «البنتاغون»، بريان ويتمان: «لا يفكر أي أحد من قيادات وزارة الدفاع جدياً في الاقتراح الذي ورد في هذا المقال».

العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:22 م

      ديراوي

      مانبغي حرب على اليمن موقاصرين

    • زائر 1 | 10:52 م

      التدخل الاميركي

      امريكا لم تعد القوه التي يتصورها البعض لهذالاتسطيع ان تواجه جبهات متعددة في العراق افغانسنان باكستان كوريا قلاقل من الداخل اقتصاد منهار واليمن حيكون اسوا من هؤلا ء جميعا اذا فكروا بغزوه لان هؤلاءاليمانيين رجال حرب لا يخافون الموت

اقرأ ايضاً