العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ

أطلال امرأة

كتابة - زهرة عبدالله أحمد 

10 نوفمبر 2005

أطفأت الأنوار وأضاءت المصباح المجاور لسريرها... جلست تكتب في دفترها ما يختلج في نفسها ولا تجيد التعبير عنه... أمسكت القلم... بدأت تكتب:

كلهم رحلوا... وبقيت وحدي...!

عجيبة هذه الحياة... والأعجب منها هم...!

لم يلتفتوا لي... بل ربما التفتوا...

لست أدري... لكنهم تركوني لوحدي ورحلوا...

عندما أهاتفهم الكل مشتاق... الكل يريد حضوري...

وعندما أطلب مساعدتهم لألحق بركبهم ذاك يتردد...

وهذا يعرب عن رغبته في مساعدتي ولكنه لا يحرك إلا لسانه في المساعده...؟!

وأهم شخص يتهرب من سؤالي إن طرحته تلميحاً أو تصريحاً...

هروب من مواجهت استفساراتي...

هروب من أسئلتي البسيطة...

هروب كلي مني...!

حتى عندما أرسلت رسالة... بقيت في ظرفها مغلقة لم يفتحوها...؟!

آه...

لماذا الشوق الكاذب الذي يسمعونه لأذني بأصواتهم...؟!

الحياة غريبة...

الآن أنا على قيد الحياة بالنسبة إليهم...

لا أحد يفكر إن كنت من أعماقي ميتة أم لا...

وما همهم...؟!

يكفيهم أن يعلموا بأني مكبلة بقيد الحياة... أما عندما أموت وأفك بموتي قيد الحياة...

سيبدأ مطر عيونهم بالهطول على صحراء قلوبهم الجرداء...

أو الخضراء...

لست أدري...

سيبدأ عقلهم ويدهم بالمساعدة في إعادة جسدي إلى حيث رحلوا...

سيفيق للحظة ضميرهم ويتساءل...

ما ضر لو حاولنا أن نكون معها...؟!

ما ضر...؟!

ثم يعود إلى سباته المعتاد... وهو يترحم عليَّ ويقول:

جاءت إلى الدنيا خفيفة... ورحلت خفيفة...!

خفيفة...

خـ..

.. فيـ..

.... ـة

توقفت عن الكتابة إذ خنقتها العبرة...

بكت قليلاً على وسادتها...

ونامت في صمت

العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً