العدد 1164 - السبت 12 نوفمبر 2005م الموافق 10 شوال 1426هـ

تحفظات لبعض الدول العربية تؤجل “إعلان البحرين”

اختتام أعمال المؤتمر الثاني في المنامة

اختتمت عصر أمس أعمال المؤتمر الثاني لمنتدى المستقبل الذي عقد في المنامة وترأست دورته الحالية المملكة المتحدة من دون «إعلان بيان البحرين» الذي أعلن عنه المسئولون البحرينيون حتى أمس الأول في مؤتمرات صحافية.

وخرج المنتدى من دون توصيات بسبب التحفظ الذي أبدته بعض الدول العربية على عدم استخدام قوائم مسجلة لمؤسسات المجتمع المدني في حال تقديم أي دعم مادي لها من قبل مؤسسة المستقبل التي تم الإعلان عنها خلال المنتدى وخصصت موازنة لها قدرها 60 مليون دولار أميركي لدعم وتنشيط الحراك المدني في دول الشرق الأوسط الموسع وشمال افريقيا.

ومن الدول التي تحفظت على البيان مصر والسعودية وتونس وعمان بحسب ما أكده دبلوماسيون وناشطون عرب.

وعلمت “الوسط انه خلال اليومين الماضيين للمنتدى حاولت هذه الدول التوصل الى توافق في الآراء بشأن اللغة الواردة في “مبادئ ميثاق مؤسسة المستقبل” غير انه لم يتم ذلك على رغم ان هذه الدول حرصت على ضمان تسيير عمليات المؤسسة المقترحة وذلك بأسلوب سلس وبدأت بالتشاور أكثر من شهر، بعد أن تم التعامل بإيجابية مع هذا المقترح بما يتوافق مع القوانين الخاصة عند تلك الدول المتحفظة.

فبحسب ما جاء من تلك الدول التي بعضها يحظى بأكثر من 18 ألف منظمة مجتمع مدني مسجلة قانونياً مثل مصر أن يحظى طلبها باقتصار تمويل منظمات المجتمع المدني على تلك المسجلة قانونياً فعلاً في الدول المختلفة بالقبول.

وفي هذا الشأن قالت مصادر مطلعة لـ «الوسط» انه للأسف لم يحدث ما كان يتمناه البعض ولذلك فإن مصر حاولت التحفظ على أية اشارة تتضمن موافقة جميع دول المنتدى أو ترحيبها بإنشاء مؤسسة المستقبل في أي وثيقة صادرة عن المؤتمر الوزاري في حال عدم تضمينها هذه التعديلات.

في حين أكد وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط قبيل ختام المنتدى لـ «الوسط» أن “التحفظات مازالت محل حديث الأطراف”. وهو ما اتفق عليه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في رده على الصحافيين، موضحاً أن المسألة مازالت محل نقاش الأطراف. وقال إن اجتماعا سيعقد الشهر المقبل في الأردن لمناقشة ميثاق مؤسسة المستقبل.

وفي هذا السياق، أوضح وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ان سلطنة عمان لم تتحفظ بل هناك صياغات مختلفة بما يسمى بـ «إعلان البحرين»، موضحاً “ان لدينا ملاحظات وهي فقط من أجل تقوية الإعلان لا أكثر”.

ورداً على سؤال «الوسط» عن متى يتم الافراج عن عضو مجلس الشورى العماني طيبة المعولي أجاب الوزير العماني انها محكومة من قبل القضاء وهذا أمر متعلق بالقضاء.

من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان مشروعي مؤسسة المستقبل وصندوق المستقبل في تصريح مقتضب للصحافيين “ان كلا المشروعين سيجنيان فوائد على دول المنطقة في شتى النواحي كون المنتدى يسعى لتوسيع دائرة الشراكة والتعاون الساعية للاصلاح”.

وفي أول ردة فعل من قبل مؤسسات المجتمع المدني إزاء التحفظات أوضح رئيس مركز ابن خلدون الاجتماعي سعد الدين إبراهيم لـ «الوسط» ان مصر والسعودية وتونس وسلطنة عمان كانت وراء تعثر «إعلان البحرين» وحتى فيما يتعلق بميثاق مؤسسة المستقبل، واصفاً بأن ذلك أسلوباً من أساليب التضييق على عمل مؤسسات المجتمع المدني داخل بلدانهم.

وأضاف إبراهيم ان “مصر هي السبب وراء هذا التحفظ وبالتالي حرضت دولاً أخرى مثل السعودية وتونس وسورية وعمان، فهم لا يريدون ان يتحكموا في المساعدات المالية التي تأتي لمنظمات المجتمع المدني».

وأوضح إبراهيم ان هذه المنظمات لابد ان تكون “موالية” ومسجلة عند الحكومة، مشيرا إلى غالبية الحكومات في المنتدى موافقة عدا بعض الدول العربية.

وفي السياق ذاته قال عضو اللجنة التحضيرية في الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي لـ «الوسط» ان بعض «الدول ضد شعوبها» وانها حكومات غير مستعدة للاصلاح.

وعن موقف البحرين أوضح الدرازي ان موقفها كان مشرفاً ومع إصدار «إعلان البحرين» وأيضاً مع دعم مؤسسة المستقبل.

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقد في ختام أعمال المؤتمر الثاني لمنتدى المستقبل أوضح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ان “إعلان البحرين” كانت عبارة عن فكرة طرحت في مسودة، مشدداً انه بسبب ضيق الوقت لم تتسنَّ للجميع مناقشته مقارنة لمشروعي مؤسسة المستقبل وصندوق المستقبل اللذين تمت مناقشتهما منذ أشهر طويلة.

وفي رد على سؤال لـ «الوسط» عن مطالبة بعض الدول المتحفظة بضرورة وجود قوائم مسجلة للمنظمات غير الحكومية من أجل دعمها مادياً من مؤسسة المستقبل أجاب الوزير البحريني قائلا «لا توجد قوائم حكومية بل آراء متباينة ان كانت مسجلة قانونيا وغير مسجلة (...) هذه الكلمات لا تقال بسهولة بل تبحث وتبحث، ولضيق الوقت أحببنا ان نعطي الموضوع حقه حتى لا نأخذ قراراً سريعاً».

في حين نفى الوزير البحريني في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره البريطاني جاك سترو في ختام اجتماعات منتدى المستقبل عصر أمس بالمنامة وجود أية تحفظات سياسية من جانب الدول المشاركة على مشروع مؤسسة المستقبل وصندوق المستقبل، موضحا ان هناك آراء متباينة سيجري بحثها والتريث بشأنها في الفترة المقبلة.

كما شدد الوزير البحريني على عدم وجود أجندة أميركية مفروضة للاصلاح على المنطقة قائلا “هناك أفكار طرحها علينا حلفاؤنا وأصدقاؤنا من الجانب الأميركي كما تم طرح أفكار أخرى من جانب بقية الدول المشاركة وبالتالي كان اللقاء عبارة عن استمزاج وتبادل الآراء والأفكار بين الدول الصديقة”.

من جانبه، قال سترو ان “إسرائيل” جزء من الشرق الأوسط، معرباً عن تطلعه في ان تعيش في امان واستقرار إلى جانب دولة فلسطين وفقاً لرغبة الأمم المتحدة.

وأضاف الوزير البريطاني خلال المؤتمر انه يدعو إلى تبادل تجارب مشتركة “وعلى ان ينطلق من هذا المنطلق”

العدد 1164 - السبت 12 نوفمبر 2005م الموافق 10 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً