العدد 2430 - الجمعة 01 مايو 2009م الموافق 06 جمادى الأولى 1430هـ

لا للأبيض ولا للأحمر ولا للبرتقالي

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كلنا عمال، وكلنا معنيون بالاحتفال بالأول من مايو/ أيار من كل عام (عيد العمال)، ولكل عمال البحرين كل عام وأنتم بخير.

يمر علينا عيد العمال هذا العام كعادته يحمل في طياته تحديات كبيرة، إذ لا يخلو عام دون أية قضايا حساسة يعيشها العامل البحريني فبعد تحدي العام الماضي وارتفاع الأسعار مقابل ثبات الأجور، يقبل علينا تحدي هذا العام بتداعيات الأزمة المالية التي أجبرت الاقتصاديات العالمية على تقليص النفقات ومن ثم تسريح العمال.

قد تشهد البحرين خلال العام الجاري موجة تسريح كبيرة بين صفوف العمال بسبب ادعاء وأؤكد «ادعاء» شركات بالتضرر من الأزمة المالية فقط من أجل التخلص من العمالة الوطنية، مع إبقائها كما نشهد على العمالة الأجنبية.

ما هو مطلوب من العمال وبالتحديد من تلك الكيانات التي تعمل على تحريك العمال وبالخصوص الكيانات السياسية أن تسعى إلى توحيد الطبقة العاملة في البحرين للتصدي بجدية للمخاطر التي تهدد العامل البحريني، وقبل ذلك أن يتحدوا فيما بينهم ليس سياسيا ولكن عماليا من أجل أكبر شريحة في أي مجتمع في العالم وهي شريحة العمال.

لست ضد أن يكون لكل تيار لون يمثله، وأهازيج تُعبّر عن ما يجول في داخله، ولكن أن يتحول هذا اللون وتلك الأهزوجة إلى شعار يطغى على شعارات الوحدة العمالية أمر غير منطقي، فما نشهده في كل عام هو تكرار لمشهد واحد لا يمكن تفسيره إلا بمعنى واحد، وهو أن الحركة العمالية في البحرين مازالت تعيش انقسامات وصراعات التيارات السياسية.

نعم الحركة العمالية تعيش الانقسام وهو السبب الرئيسي وراء ضعف هذه الحركة حتى الآن، ولا تفسير للمسافات الشاسعة التي تشهدها المسيرة العمالية كل عام بين كل فريق وآخر سوى الانقسام والتباين وسعي كل طرف لأن يعبر عن فرحته ومطالبه بعيدا عن الطرف الآخر.

نعم لا للأبيض ولا للأحمر ولا للبرتقالي... ونعم للأزرق العمالي، نعم للوحدة الحقيقية التي لا تخفي وراءها أية ضغائن أو مكائد، نعم للوحدة العمالية التي تسعى بصدق لتحقيق مكاسب لجميع العمال دون النظر لانتماءاتهم السياسية أو العقائدية.

متى نرى مسيرة عمالية يختلط فيها الوفاقي بالمنبر التقدمي والوعدي الديمقراطي أو أي كيان سياسي؟ متى نرى كل فريق يتخلى عن نرجسيته وحبه لذاته ويقدم حب الجميع على نفسه؟ ومتى نرى مسيرة عمالية خالية من المظاهر السياسية؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2430 - الجمعة 01 مايو 2009م الموافق 06 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً