العدد 1170 - الجمعة 18 نوفمبر 2005م الموافق 16 شوال 1426هـ

المرأة وقصائد «fast food»

من أراد ن ينظر إلى امرأة «سوبر»، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، فليمرر بنظرة خاطفة على ما نسبته 99 في المئة من قصائد الـ «take away» والـ «fast food» التي تمتلئ بها معظم مطبوعاتنا الخليجية.

من أراد أن يقف على الدرجة التي تم فيها تسخيف وتسطيح وتجريد المرأة من معانيها المتعددة، وإمكاناتها الثرية، وتأثيراتها البالغة في أوجه الحياة العامة، فليجل ببصره في أسواق قصائد الجملة التي تكتب هربا من أزمنة النعي، وندرة المواجهات، ووفرة التنبلة، واضطراد البطالات، وتكدّس شهادات الزور.

باستثناء شعراء قليلين، لا تتجاوز المرأة كونها «موديل» للشَعْر الذي لا يتقصف، فهي موضوعة رئيسية لتسويق منتج - أي منتج - من «الشامبو» في الكثير من القصائد ولتسويق العدسات اللاصقة، بالاستماتة والإطناب في وصف «العيون»، أو تسويق عقد من الماس لدار شهيرة للمجوهرات (الجِيد). باختصار، وباختصار شديد جدا: المرأة لدى تلك العيّنة من الشعراء، غارقة في الشكل، وأسيرة فيه، فيما المضمون، مغيّب، مقصى، مستبعد، و هي في قصائد، فهد عافت، حكمة، وفي قصائد نايف صقر، فلسفة، وفي قصائد مساعد الرشيدي، انكسارجميل أمام حالة أجمل، وفي قصائد عبدالله حمّاد، وجود وموقف، وفي قصائد علي عبدالله خليفة، تاريخ طويل من النبل والطهر في أروع صورهما، ومستقبل لمّا يأت بعد، وفي قصائد بدر الدوسري، تأمّل في الذروة من حساسيته، وفي قصائد يونس سلمان، ذاكرة للمستقبل.

فيما (أنا) الشاعر هي الطاغية، ساعة يدلف الى موضوعة يتكرّم فيها بمنح المرأة استراحة من العرْض، الـ (show)، يُركن مفاتنها جانبا ريثما ينهي استعراض مفاتن أو خديعة (أناه):

أنا مأساتي أكبر من مجال الشرح والتفسير

ما اقول إلا هذيك اللحظه الله لا يسامحها!

قصة شفقْ ورده

بنتٍ لها في النورْ

قصة شفقْ ورده...

يمطر نهار شْعورْ...

والليل في مَدّه...

كنّك هنا مرّيتْ

مرّيتْ في صحوي...

والوقت لو ابطيت

شفته قَرَفْ يَذْوي...

العدد 1170 - الجمعة 18 نوفمبر 2005م الموافق 16 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً