العدد 1180 - الإثنين 28 نوفمبر 2005م الموافق 26 شوال 1426هـ

نصف مليون دينار تبرعات لفقراء الخارج... فماذا عن فقراء البحرين؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

نحن أمة مسكونة بالشعارات ومأخوذة بالعواطف، نغرم بالشعار ولو لم يؤكلنا خبزا، نحب التصفيق ولو زادتنا حرارته حزنا ووجعا. الواحد منا "يدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته". نضحي ونقدم القرابين لنوزع الثمار على الآخرين فنزداد على الجوع جوعا وعلى القهر قهرا. العالم يعيش حرب مشروعات اقتصادية لتأهيل أفراده ونحن نعيش حرب مشروعات توزيع "بوسترات" وصور عملاقة وبين مسجد ضد مسجد. متى يكبر الطموح ونرفع الهامة نحو الشمس؟ نعلم أبناءنا "لا تمد ارجولك الا على قد الحافك"... وتلعب في ذاكرتنا امثال الاحباط. فالقاعدة يجب ان تعكس "مد رجلك اكبر من الحافك". ولا ترض بالقليل ولا تمش جنب الحائط. ليس قدرنا كأمة أن نصبح فقراء. قدرنا أن ندخل التجارة ونلقي بأبنائنا في كل مكان. قدرنا ان نرسل أبناءنا الى افضل الجامعات. ويا لروعة لوحة الفنان محمد بحرين عندما رسم رجلا عملاقا واضعا جبينه على الحائط متسائلا: "أخلق هذا الجبين ليوضع على الحائط؟". لا تقتلوا المبدعين لتحيوا التافهين. تقرحت أرجلنا من المشي في الشوارع واصبح الشاب كهلا لفرط ما اتعبناه من هوس الانتقال والمشي. ولماذا نصبح مهووسين بقضايا الآخرين أكثر من قضايانا؟ سقط الشهداء فلم نر بيانا واحدا من مسلم في الخارج يسأل عنهم. وسؤالي: هل خرجت مسيرة واحدة تسأل عنا؟ هل صدر بيان واحد يفكر فينا؟ إذا لماذا "واقول الف لماذا" يصبح الواحد منا يدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته؟! لماذا الدفاع بالوكالة؟ لماذا هذا الافتتان؟ لست ضد لبنان ولا فلسطين ولا العراق. ولكن أليس من حقنا ان نسأل عن قضايانا... عن ابنائنا الفقراء... عن اجيالنا المتعبين؟ أليس الاقربون أولى بالمعروف؟ قبل عام ونصف العام جمع من الناس نصف مليون دينار وارسلت الى الفقراء في الخارج وهو جهد يشكر عليه الجميع. لكن ما نتمناه ان تتم حملة بالمستوى نفسه لفقراء البحرين. والسؤال: كم عدد الفقراء في البحرين؟ هل سأل عنهم أحد ذات يوم؟ هل جمعت لهم تبرعات من أي شعب في الخارج؟ هل سئل عن شهدائهم؟ هل سأل احد عن بيوت سقطت بسبب الامطار؟ مستشفيات ومكتبات ضخمة ومبرات تبنى في الخارج بسبب "أخماس الخليج" فلماذا يبني الخمس في الخارج ولا يبني في الخليج شيئا؟ لماذا لا يتحول اداء المرحوم حجي حسن العالي الى ظاهرة في بناء بيوت للفقراء وتحت الغطاء الشرعي؟ هل اللبنانيون والفلسطينيون وغيرهم يفكرون في مشكلاتنا بقدر ما نفكر في مشكلاتهم؟ ولاعتب... فلهم مصالحهم وانشغالاتهم وأجندتهم ولكن، لماذا نحن لا تكون لنا أيضا اجندتنا؟ لهم ظروفهم ولنا ظروفنا كمجتمع فقير يفكر في تأهيل أبنائه وتعليمهم وبناء مستقبل لهم. هل احد فكر في شاب من شبابنا أو في مثقف أو عالم من علمائنا طيلة هذه الاعوام الماضية ممن تهجر أو سجن أو تغرب؟ كم من عائلة متضررة من عوائل الشهداء تحتاج الى مأوى أو سكن أو عمل؟ من سأل عن عوائل الشهداء؟ أنا لست ضد التفاعل مع القضايا الاخرى من العالم ولكن شريطة ألا نصاب بالهوس ليكون على حساب مجتمعنا، والأقربون أولى بالمعروف. على ذكر مساجدنا والاسراف مع وجود تكدس الفقراء احد الكتيبات تشير إلى إحدى الثريا: "فان الثريا التي تتدلى من القبة والتي صنعت بإيطاليا بقطر يبلغ 5 امتار وارتفاع يبلغ 6 امتار وتم استخدام أجود وافضل انواع الكريستال من النمسا وقد تم طلاؤها بعيار 42 قيراطا من الذهب وبعض الخطوط من الفضة". هذا حدث في قرية خارج البحرين فماذا عن الوضع في البحرين ربما يكون الوضع أكثر قتامة. وهذه الظاهرة آخذة في الانتشار. ظاهرة الاسراف في الشكليات. لو كنت مكان هؤلاء لدعوت - بدلا من هذه الثريات - الى ارسال 4 ابناء فقراء للدراسة في جامعة اكسفورد فينتجون 4 اسر ناجحة. والأربع تنتج عشرا وهكذا أفضل من هذه الشكليات.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1180 - الإثنين 28 نوفمبر 2005م الموافق 26 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً