العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ

الرئيس مريض؟! استغفر الله

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

في عالمنا العربي هناك محرمات سياسية يجب ألا نقترب منها، بل يجب علينا أن نستغفر الله سبحانه وتعالى 300 مرة عندما نسمعها أو نتداولها فيما بيننا. من أبرز هذا المحرمات أن نسمع أن «الرئيس مريض» أو «أدخل المستشفى»، حتى وأن كان مرضه انفلونزا أو حتى مغص (أمراض البشر المتعارف عليها). أنظمتنا العربية بتمجيدها للرؤساء وتكتمها على أمراضهم، جعلتنا نعتقد أنهم لا يمرضون ولا يموتون، بل هم خالدون، لا يخطئون. أقرب مثال على ذلك، مرض الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إذ مرت ثلاثة أسابيع ولا نعرف إلا الشائعات عن صحته، ما تسبب في مخاوف الشعب الجزائري على مستقبل مبادرة «السلم والمصالحة» التي انتظرها منذ وقت طويل. كل ذلك سببه تكتم الحكومة الجزائرية على وضع بوتفليقة الصحي. فلماذا تخفي الحكومات أمراض الرؤساء أو حتى وفاتهم، فإذا كانت تخشى تعميم الفوضى، فماذا تسمي تصديق الناس للشائعات؟، الجزائريون اليوم هم في قلق وفضول يتابعون أخبار صحة الرئيس الذي رقد مريضا منذ فترة في أحد مستشفيات فرنسا وغادرها منذ أيام لجهة غير محددة في العاصمة الفرنسية بغرض النقاهة كما ذكر، فهم لم يعتادوا مرضه طوال سنوات حكمه. فقد عرف الجزائريون بوتفليقة بأنه رجل تخطى جميع الحواجز والتقاليد المعمول بها في التفاصيل الدقيقة للحياة الخاصة للرؤساء، فهو يعتمد على أفراد عائلته والمقربين منه في إدارة الشئون الخاصة به من مأكل ونوم وغيرهما. فقد أوكل على سبيل المثال أمور الطبخ إلى والدته التي تسهر على طهي الوجبات الخاصة بالرئيس، وعليه فان ما يمكن إثارته بشأن هذه المسائل عند إصابته بالوعكة الصحية على مستوى الجهاز الهضمي غير وارد البتة. لا تنسى الحكومة الجزائرية، فإن بوتفليقة راع ورعيته بحاجة للاطمئنان عليه، فلماذا التكتم؟،

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً