العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ

البحرينيون يتمسكون بثقافة التسامح والتعايش في يومها العالمي

دعا عدد من العلماء والناشطين بمناسبة اليوم الدولي للتسامح إلى ضرورة إحياء ثقافة التسامح والعمل على إزالة كل مسببات الفرقة بين البشر.

واقترح راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية استحداث مناهج تعليمية تساهم في تعزيز الوعي بأهمية احترام الاختلافات بين البشر.

يُشار إلى أن الأمم المتحدة تحتفل سنوياً في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني بـ «اليوم الدولي للتسامح».


البحرينيون يتمسكون بثقافة التسامح والتعايش في ذكرى يومها العالمي

الوسط - وسام السبع

دعا عدد من العلماء والناشطون إلى ضرورة إحياء ثقافة التسامح والعمل على إزالة كل مسببات الفرقة بين البشر، واقترح راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية إلى استحداث مناهج تعليمية تساهم في تعزيز الوعي بأهمية احترام الاختلافات بين البشر. جاء ذلك بالتزامن مع ذكرى اليوم الدولي للتسامح الذي يحتفى به يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.

وقال الشيخ صلاح الجودر: «يتصادف عيد الأضحى المبارك هذا العام مع اليوم العالمي للتسامح (16 نوفمبر)، وكأن القدر يريد أن يربط لنا هاتين المناسبتين للتأكيد أن هذا الدين هو دين التسامح والتعايش الإنساني، لذلك يحق لنا أن نتحدث عن هاتين المناسبتين، فديننا العظيم من ابرز ميزاته أنه دين التسامح والتعايش، ليس فقط بين الإخوان في البيت الواحد، ولكن التسامح مع بقية خلق الله في المجتمع والكون، من الأنس والحيوان والطيور وكل ما هو كائن على وجه هذه الأرض، فمن محاسن هذا الدين هو رعايته للمثل والأخلاق والقيم الإنسانية أبرزها سمات التسامح والوسطية والاعتدال، قال تعالى: «وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».

وأضاف الجودر «مع هاتين المناسبتين (عيد الأضحى واليوم العالمي للتسامح) نجد أنه من الضرورة تجديد هذا الوعي الإنساني في وجدان شباب وناشئة الأمة، وقد وجه الدين الإسلامي أبناء هذه الأمة إلى انتهاج مسلك التسامح، فقد جاء عن النبي (ص) انه قال: «دخل رجل الجنة بسماحته». وجاء عن الإمام علي: «الناس صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق». فالدين الإسلامي دين التسامح، لذا ربى أتباعه على هذا النهج القويم، فأرشد الله إلى التسامح والحوار فقال تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم» آل عمران:64]، ثم أوضح لأتباعه منهج التحاور والمجادلة: «ولا تجادلوا أهـل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون».

وقال الجودر: «إننا اليوم في حاجة ماسة لإشاعة ثقافة التسامح بين البشر، التسامح الديني بأن نحترم أديان الآخرين، وشعائرهم الدينية، والتسامح الاجتماعي بالعمل سوياً والعيش المشترك، والتسامح الفكري بنزع دعاوى التطرف والغلو والعنف. التسامح بكل أبعاده الدينية والوطنية والإنسانية يحتم علينا فتح قنوات الحوار، وعمل الزيارات، وتأكيد التواصل مع شعوب العالم، وأن نبدأ بنقل صور التسامح التي نمتلكها إلى العالم الخارجي، لنقول للعالم بأن هذا هو تراثنا، وهذا هو تاريخنا الإنساني الذي اقتبسناه من الصحابة وآل البيت وسلف الأمة. فعلى قادة الرأي والعلماء والدعاة وأتباع هذا الدين الحنيف إشاعة ثقافة التسامح بين الناس، قولاً وعملاً، بالزيارات واللقاءات والحوارات، فهذا هو الأساس في استقرار الدول والمجتمعات».

من جهته، قال المنسق العام لجمعية البحرين للتسامح والتعايش (تحت التأسيس) الناشط يوسف بوزبون إن البحرين اليوم تمثل أنموذجاً رائعاً للتسامح الديني والتعايش بين الأديان على المستوى العربي، وقد راودتني فكرة تأسيس جمعية البحرين للتسامح والتعايش لتعميم ثقافة احترام الأديان وتفعيل التواصل الإنساني والاجتماعي بين مختلف المذاهب والأديان وعرضت الفكرة مع القس هاني عزيز والقس أفروم طعمي اللذان رحبا بالفكرة وتحمسا لها وعملنا كمجموعة في سبيل إنجاح هذه الفكرة وإخضاعها لحيز التنفيذ، ثم قمنا خلال فترة وجيزة بتنفيذ عدد من الحوارات واللقاءات والفعاليات والزيارات للقرى والمدن والمساجد والمآتم والكنائس والأديرة وكان لكل هذه الفعاليات صدى طيب في الأوساط الاجتماعية وحظيت بإشادة من لدن القيادة السياسية وأصحاب الفضيلة العلماء من كل المذاهب».

وقال بوزبون: «نبارك لشعب البحرين وللأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك الذي يتزامن مع هذا اليوم العالمي، فالبحرين تمثل بحق أنموذجاً فريداً للتسامح والتعايش بين الأديان».

من ناحيته أوضح رئيس جمعية الرسالة الإسلامية السيد جعفر العلوي أن هذا اليوم العالمي يذكرنا بالمعاني الإسلامية الجليلة التي دعت إلى اعتبار الأخوة الإنسانية معياراً أساسياً للنظر إلى الآخر، وأن هذه النظرة الرفيعة توجب على المسلمين أن يكونوا متسامحين ومتعاونين مع بني البشر كافة إلا من ظلم».

أما زعيم طائفة البهرة الإسلامية في البحرين الشيخ مقداد أصغر زين الدين فذكر أن «التسامح يشكل أساس الاحترام المتبادل بين الشعوب والمجتمعات، وهو أمر لا بد منه لبناء مجتمع عالمي ‏واحد تجمعه قيم مشتركة. والتسامح فضيلة من الفضائل وسجية من السجايا، ولكنه فوق كل ذلك فعل ‏يكمُن في مد الأيدي إلى الآخرين والنظر إلى الاختلافات لا كحواجز، بل كدعوات مفتوحة إلى الحوار ‏والتفاهم». ‏

وأضاف زين الدين «التسامح لا يعني وضع جميع التقاليد والآراء في كفة واحدة. بل على العكس، فأهميته ‏تكمن في بث المزيد من الوعي بحقوق الإنسان والحريات الأساسية العالمية واحترامها».

واعتبر أن هذا اليوم في مسماه ومعناه ينبغي أن يحترم ويقدّر ويشجع هو والعاملون فيه وعليه، ومضامينه تتفق مع التعاليم الإسلامية حيث تتكاتف فيه الجهود للتذكير بوحدة البشرية جنسا ومعنى، إذ كلنا لسيدنا آدم ومنه تناسلت هذه البشرية التي تمثل الأخوة الكبرى في رابطة جامعة تحوي البشرية أجمع مهما اختلفت أديانها أو تباينت مشاربها. لذلك جاء الإسلام ليؤكد هذه الحقيقة في قوله تعالى «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء».

الشيخ ناجي العربي أشار بدوره إلى «أننا نعتقد أن مثل هذه الدعوة لمثل هذا اليوم تتفق في إطارها الواسع مع الإسلام الذي جاء من أجل سعادة البشرية أجمع، من آمن بالإسلام أو من لم يؤمن ولم يصطدم به، فإن كان الأمر كما نظنه فإننا نقول للقائمين عليه قد جاءت ساعة الصدق مع النفس ومع المبادئ والقيم؛ فأين دور الأمم المتحدة من حقيقه دعواها المتمثلة في هذا اليوم حين يسحق شعب بأكمله؟ ونعني به الشعب الفلسطيني حيث تسلب حريته وتطمس هويته ويمسخ تاريخه وتذوب كرامته. هل يعقل أن يصدق أبناء العراق وأفغانستان وأطفال غزة أن هذه الدعوة إلى التسامح صادقة؟».

أما راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية القس هاني عزيز فرأى أن «المجتمع البحريني مجتمع متسامح تلفت نظرك طيبة الشعب وصفاؤه وله امتداد حضاري، متمسك بالدين وليس متعصبا، وفرق بين التعصب والتمسك». وأردف أن «البحريني شخص مثقف يحب الثقافة، لذلك هناك أرضية ومناخ للتعايش في البحرين... هناك بوذيون، هندوس، مسيحيون، مسلمون، وكل يعيش طقوسه، والجميع يشعر على الأرض بالأمن والأمان».

وأضاف «لعل وجود الكنيسة الإنجيلية الوطنية، وهي أقدم كنيسة في البحرين حيث أنشئت سنة 1906 يعكس عمق التسامح في البحرين. ومن هذا المنطلق نحن نشعر في هذا اليوم بمزيد من الاعتزاز بالبحرين كبلد يحتضن هذا كل التنوع الديني ويعيش فيه الجميع بتناغم حضاري يعكس عمق الاحترام الذي يكنه هذا الشعب للتعدد الموجود. ونحن في الجمعية الوطنية للتعايش بين الأديان نحاول أن نرسخ هذه الثقافة ونعمقها لا أن نوجدها لأنها موجودة أصلا، كما أن من المناسب أن تتبنى وزارة التربية والتعليم في مناهجها ما يدعو لهذه الثقافة عبر استحداث مناهج تؤكد احترام البشر وتوقير الأديان والتعامل مع كل الاختلافات بروح سمحة».

كما رأى أحد بهائيي البحرين عطاالله محمد حسن روحاني أن البحرين تحتضن كل الأديان وجميع هذه الأديان سواء كانت سماوية أو جديدة كلها تدعو للتسامح وتؤكد احترام الإنسان، وإذا كان التسامح إحدى صفات الله (جل وعلا) فإنه حري بنا مهما كانت اختلافاتنا الدينية أن نتمسك بهذه الصفة».

وأكمل روحاني: لعل أحد أهم وصايا الدين البهائي «ليس الفخر بحبكم أنفسكم بل لحب أبناء جنسكم». وتابع «هي إحدى الوصايا التي تستهدف الوصول إلى وحدة العالم الإنساني، والبحرين بموقعها الاستراتيجي توافرت على وعي منفتح مع الآخر وصارت عبر التاريخ محطة لاستقبال الوافدين من كل بلاد الدنيا وهو ما ساهم في ترسيخ ثقافة التسامح».

العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 4:52 ص

      ام بدر

      حمدالله والشكر لك يارب نحن البحرينيين الأصل متسامحين طول عمرنا وتعلمنا هالتسامح من أجداد أجدادنا على مر السنين وحتى لو احد يغلط علينا بعد نسامح ولازم يعطونا وسام علمي على هالطيبة والتسامح وكل عام والتسامح بخير

    • زائر 6 | 2:42 ص

      كنا نتمنى لو صادفت الذكرى مع الانتخابات

      كنا نتمنى لو صادفت الذكرى مع الانتخابات وذلك لنعرف كيف الجمعيات السياسية متاسمحة و تتعايش مع بعضها البعض
      و الله لراينا العجب العجاب
      لراينا وحوش كاسرة تتحارب من اجل ايهما اكبر عدد بغض النظر ايهما اكثر نوعا و كفاءه
      البحرين كانت تعيش التعايش بصورة اكبر
      و لكن مع الاسف التعايش انحسر نوعا ما
      ولكن يبقى امل موجود
      و لكن لنبعد التحزبات و لنبعد الاختلافات الدينية
      نحن لدينا يوم عالمي للتسامح و المحبة وهو مولد الرسول-ص-

    • زائر 5 | 11:21 م

      البحريني الاصلي أباً عن جد مو التقليد!!

      البحريني الأصلي يبين وبالذات في مواقف الشدة ولو تعرض لصنوف الظلم والإضطهاد ،والتقليد يدور أول طيارة في أول أزمة ويهرب لديرته الأصلية ويحن لها وإذا خلص أسنين عمره حول معاش التقاعد على ديرته الأصلية وأجر بيته على نفس ملته وأفلوس الأيجار توصله ويافلوس التقاعد على نفس الحساب اللي يستنزف من حساب الدولة الحبيبة. وألحين موظة جديدة بين عالي وسلماباد البيوت للاعبين والمجنسين ....... وأهالي القرية الأصليين أباً عن جد يعرضون عليهم الشقق. عالي أصلي وبموت من الغيرة.

    • زائر 4 | 11:13 م

      999

      أرقى وأطيب شعب شعب البحريني الأصيل من الجواز الأحمر معرف عن طيبته وتسامحه وخلقه وكلشي القول المأثور قاله هو عالم وفيلسوف معروف عند شعب البحرين ألأبي ( لا يصيدك الفخ إنتبه )) هههههههههههههههه

    • فجر الحرية | 10:37 م

      خلقنا للتسامح

      خلق الله البشر ليكونوا متسامحين متحابين غير
      متجافين , ونحن هنا بالبحرين نريد أن نصبح اجمل
      الشعوب تسامحاً .

    • زائر 3 | 10:32 م

      صفات شعب البحرين أصيلة أصالة الشعب وقدمه

      شعب البحرين لا يحتاج الى شهادة الشهود على تسامحه فالشعب الأصيل المتحضر والمؤمن هذه صفاته والشواهد التاريخية خير مثال وابرزها دخول البحرين في الاسلام طوعا حافظوا على هذه الصفات وابعدوا عنا التجنيس حتى نسلم ويسلم الوطن وتبقى صورة البحرين وشعبها ناصعة البياض كما كانت ولا تهدموا ما بناه الأجداد

    • زائر 2 | 10:29 م

      بهلول

      البحريني كالسجاد الايراني كلما دست عليه ازداد نظارة وجمالا
      !!!!!!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      زائر رقم 1 : من وين هالكلام المأثور العجيب الغريب !!!!!!؟؟؟؟؟؟

    • أبو ولايـة | 10:13 م

      البحرين مثال المحبة..!

      البحرين على مدى التأريخ مثال للإخوة بين السنة والشيعة والمسلمين المسيحيين على طوال التأريخ .. وطالما اثبتت التجارب تآزرهم على هذه الارض ضد من يريد النيل منهم وتفرقتهم ..!

    • زائر 1 | 9:46 م

      البحريني المتسامح

      مسكين ايها البحريني والله ، فمتى لم تكن متسامحاً ، فهل بعد كل هذا السكوت على أكل قوتك ونهب أرضك وقتل زرعك وتشريدك وجلب من يملي الارض محلك ، تكن غير متسامح ؟َّ!ّ انها والله الطامة حينها ان شك أحد في اريحيتك وصبرك على الصعاب التي تنهد لها الجبال
      البحريني كالسجاد الايراني كلما دست عليه ازداد نظارة وجمالا

اقرأ ايضاً