العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ

بمناسبة السنة الدولية للشباب يوم القراءة التونسي في مركز الشيخ عيسى الثقافي

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

احتضن مركز الشيخ عيسى الثقافي بالجفير صبيحة يوم السبت 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 فعالية ثقافية تربوية استثنائية حيث - وكما صرح رئيس قسم الخدمات المكتبية العامة بالمكتبة الوطنية ناصر محمد علي - تعتبر هذه البادرة الرائدة سابقة في التعاون بين الجاليات العربية ومركز الشيخ عيسى الثقافي بمملكة البحرين.

انعقد هذا اللقاء الثقافي التربوي بمبادرة من سفير الجمهورية التونسية بمملكة البحرين خالد الزيتوني، حيث تم التنسيق بين اللجنة المنظمة من السفارة التونسية ومدير المكتبات بمركز الشيخ عيسى الثقافي خلدون أبوحسن وتوافرت بهذا التعاون كل السبل والإمكانات التي ساهمت في إنجاح هذا اللقاء التربوي، حيث حضر عدد غفير من الجالية التونسية كهولاً وشباباً وأطفالاً وأمُّوا قاعات المكتبة وقاعة مكتبة الأطفال خاصة وانتشروا بين أروقتها يختارون ما لذّ ونفع من الكتب التي زخرت بها رفوف المكتبة ويطالعونها مبحرين في عالم الكتب ومتعة القراءة.

وقد تراوحت الفئات العمرية للأطفال ما بين 3 سنوات و15 سنة وتوزعوا في شكل فرق تشرف على كل واحدة إحدى المعلمات التونسيات المقيمات في المملكة.

فضلا عن ذلك دُعِي الحضور إلى إحدى القاعات المخصصة لهذه الفعالية وتم بث عرض تقديمي يشرح فيه أحد أعضاء لجنة التنظيم للأطفال أهميّة المطالعة، كما تم عقد جلسة قرائية للاستماع إلى بعض التلاميذ وهم يقرؤون قصصهم بصوت مرتفع على مسامع الجميع وتم تشجيعهم بالهدايا التذكارية كما تم توزيع هدايا رمزية لكل الأطفال الحاضرين. ومن المفاجآت السارة لرواد المكتبة هو ما وفّره القائمون على المكتبة ولجنة التنظيم من عناوين كتب تونسية متوافرة بقدر محترم في مكتبة المركز.

إن مثل هذه الفعاليات تنبئ عن تأصّل ثقافة المقروء والكتاب الورقيّ في ثقافتنا العربيّة مشرقا ومغربا وهي لا تدلّ فقط على عمق الروابط الأخويّة بين البلدين الشقيقين تونس والبحرين وإنما أيضا تصف بعض الحلول الممكنة لمقاومة عزوف الطلاب عن المطالعة.

إنّ مبادرة بهذا الشكل يمكن أن تحدث المصالحة بين الطفل العربي والكتاب هذا المصدر الذي لايزال أساسيا رغم تنوع مصادر المعلومات فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن نحو 70 في المئة من المعلومات التي يتعلّمها الإنسان ترد إليه عن طريق القراءة وما عدا ذلك يتعلمه الإنسان بالبحث والسؤال والاستماع والمعرفة... وغيرها من المواقف الحياتية المختلفة.

ومثل هذه الفعاليات يمكن أيضا أن تصالح حتى الكبار مع الكتاب حيث ارتاد الحاضرون من الكهول وخاصة أمهات الأطفال وآباؤهم قاعة المطالعة ليسترجعوا أيام الثانوية والجامعة حين كان الكتاب رفيق درب «فما أحلاها من ذكريات» هكذا علّق بعض الحاضرين وهكذا تحولت الذكريات إلى واقع بفضل هذا المجهود الكبير الذي قامت به السفارة التونسية بالتعاون مع مركز الشيخ عيسى.

ولقد كان هذا اللقاء أيضا مناسبة ممتازة ليكتشف بعض أفراد الجالية التونسية هذا المعلم الثقافي النادر ولينوهوا بجهود المملكة في هذا الإطار.

وعلى هامش هذه الزيارة تعالت الأصوات إلى إدارة المركز منادية بفتح قاعة البحث والمطالعة يوم السبت على الأقل من الساعة 10 صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا لتكون ملاذا للكثير من الشغوفين بالكتب حتى يتسنّى لهم الاستفادة من هذا المركز على أتمّ وجه. علما أن المكتبات العمومية في الجمهورية التونسية تكون مفتوحة كامل أيام الأسبوع من الثامنة صباحا إلى الثامنة ليلا.

كل ما نتمنّاه ألا تقف هذه الفعالية الجميلة هنا وإنّما تتواصل مثل هذه المبادرات الرائدة في الترغيب في المطالعة ولِمَ لا تنسج السفارات العربية الأخرى على هذا المنوال إذ ليس المهم من بدأ بل الأهمّ أن تتواصل وتعمّ الدعوة عددا كبيرا من القراء لتحقيق مصالحة أكبر بين الشباب والكتاب.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:05 م

      جميلة هذه المبادرات

      والله يا ريت كل الجاليات تعمل فعاليات لإنعاش حال الثقافة في بلدنا
      شكرا لمركز عيسى وللسفارة التونسية
      +...................

    • زائر 1 | 2:30 ص

      أفضل سنة

      أعجبني هذا اليوم وقد شاركت فيه وأتمنى أن يعاد مرة أخرى

اقرأ ايضاً