استعرضت موسوعة البحرين التاريخية التي أشرف عليها الباحث التاريخي محمد حسن كمال الدين وشاركه في التأليف مجموعة من الأكاديميين والباحثين في تاريخ البحرين هم ( منصور سرحان، علي أحمد هلال، تمام همام تمام، سالم النويدري، خالد محمد السندي وعبدالله خليفة الغانم).

وقد وثقت الموسوعة أسماء مناطق البحرين التاريخية والتي لايزال الكثير منها مأهولاً ويحمل نفس التسمية، وتستعرض «فضاءات الوسط» حلقات عن تلك المناطق التي تمثل عمقاً تاريخياً ووجهاً حضارياً للبحرين.

حرف الزاي

الزلاق

قرية تقع قرب رأس يعرف باسمها على بعد أربعة أميال إلى الغرب شمالاً من (جبل الدخان). وهي من قرى ساحل البحرين الغربي. وكانت من مساكن قبيلة (الدواسر) لا الذين من أعمالهم صيد اللؤلؤ. وفي (الزلاق) مركز ضخ يزود مدينة (عوالي) بالمياه، وكانت في وقت سابق نقطة تفريغ لحاملات البترول، التي كانت تحمل النفط الخام من المملكة العربية السعودية إلى البحرين، قبل إنشاء خط أنابيب البترول تحت البحر. وفي (الزلاق) حدائق غناء وشاطئ جميل يقصد للنزهة والاستجمام. واسم هذه القرية - لكونها من قرى الساحل - مشتق من مادة (زلق)، وموضع زلاق، كثير الزلق، أي لا يمكن الثبوت عليه من شدة زلقه.

الزمة

موضع فيه مزرعة نخيل واسعة، تقه على بعد نصف ميل شمالي (الحد)، وفيه الينبوع الذي يروي هذه المدنية. واسمها مشتق من الفعل (زم)، ففي القاموس: زم القربة ملأها، وزمزم: بئر عند الكعبة معروف.

الزنج

قرية واقعة بين (المنامة) و(البلاد القديم)، على بعد ميل واحد في الجنوبي الغربي من (قلعة المنامة). وكانت ذات بساتين وعيون، وحرفة أهلها الفلاحة، وتحضير الجص والطين للبناء قديماً. ومن مساجدها القديمة (مسجد الصبور). ولعل وجه تسميتها ذات علاقة بصاحب (الزنج) الذي احتل البحرين في عهود سابقة. وهي موطن السادة (آل شبانة) من ذوي الجاه والفضل في المنطقة سابقاً، ومنهم (السيد ناصر بن عبدالصمد آل شبانة) المتوفى في البصرة العام 1331هـ (1912م).

حرف السين

الساجة

أو (السابة)، جزيرة صغيرة على الساحل الصخري، على بعد ميل واحد غربي (البسيتين)، بجزيرة المحرق. ترتفع قدمين فوق سطح البحر. وبها نبع ماء عذب يعرف باسمها. وفيها جرت موقعة، عرفت (وقعة الساجة)، أو (وقعة المحرق). وكانت بين (الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة)، و(الشيخ محمد بن خليفة)، حيث نزل بجيوشه على ساحلها سنة 1258هـ (1843م) محاصراً جيوش (الشيخ عبدالله)، مما اضطره إلى الهروب خارج البحرين، وبذلك خلصت البلاد للشيخ محمد بن خليفة. و(الساجة): واحدة الساج، وهو ضرب من الشجر.

سار

قرية قديمة، قامت على أنقاضها القرية الحالية، وهي على بعد ثلاثة أميال في الجنوب الشرقي من قرية (البديع). وقد اتسع عمرانها حديثاً، حيث الأحياء الجديدة، والمباني الحديثة، إلى جوار المساكن القروية المتواضعة.

وكانت ذات بساتين، ومياه، وأهلها في الأصل يعملون في الزراعة.

وشرقها آثار ممتدة إلى (سلماباد)، و(مقطع توبلي). وتحوي حقلاً من المدافن الأثرية، متصلاً بحقل آخر من التلال الأثرية في منطقة (الجنبية)، وقد عثر فيها على فخاريات ترجع غالبيتها إلى الألف الثالث قبل الميلاد. واكتشف فيها العام 1977م آثار مقبرة على شكل خلية نحل، يعود تاريخها إلى نحو 1900 ق.م، إلى جانب مستوطنة ومعبد يعودان إلى فترة دلمون المبكرة نحو الألف الثاني .ق.م. وتوجد بها قنوات تحت الأرض تعود لفترات سابقة، وهي امتداد لمجموعة شبكة المياه الموجودة في شمال الجزيرة. وقد بني في مدخلها الآن جامع فخم قامت بإنشائه إحدى الجمعيات الإسلامية بالبلاد.

ومن المؤسسات الثقافية في هذه القرية (نادي سار الثقافي) الذي مازال يؤدي رسالته الحضارية في هذه البلدة العريقة. وفي القاموس: (سار) الحائط وغيره سوراً: تسوره وتسلقه.

سافرة

موضع بين مدينتي (الرفاع) و(عوالي)، يجري فيه سباق الفروسية.

سبسب

قرية قديمة خرجت، كانت جنوبي قرية (دار كليب) في المنطقة الغربية من البلاد، فيها مزار (الشيخ محمد السبسبي) أحد علماء البحرين في العصور السابقة. جاء في رحلة (الطباطبائي) البحرية قوله:

مبيتنا كان برمل مسلس

بخير موضع لطيف سلس

أنزه (سبسب) من الصحاري

في قرب جدول زلال جار

وفي القاموس: السبسب: المفازة، أو الأرض المستوية البعيدة. يقال بلد سبسب وسباسب.