قال عدد من معلمات تعليم الكبار «محو الأمية» خلال حديثهن لـ «الوسط» أمس (الأربعاء) بأن وزارة التربية والتعليم عمدت منذ شهر مارس/ آذار الماضي للبدء في استقطاع زهاء 100 دينار من رواتبهن ومن المزمع أن تستمر في ذلك حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لتبلغ مستقطعاتها منهن 800 دينار.

وأشرن إلى أن مجلس الوزراء سبق أن وجه لتعديل أوضاع 95 معلمة في محو الأمية من الحاصلات على شهادة الثانوية العامة بموازنة تتجاوز المليون ونصف المليون دينار، بتثبيتهن على الدرجة الثانية كمعلمات في الفترة الصباحية وصرف رواتبهن بأثر رجعي منذ شهر مايو/ أيار للعام الماضي.

وبينّ أن وزارة التربية والتعليم أوضحت لهن أن سبب الاستقطاع هو خلل فني في صرف الرواتب وأنه لا حق لهن في راتبي شهر مايو/ أيار ويونيو/ حزيران بدعوى أنهن تسلمن رواتبهن كمعلمات بنظام جزئي في هذين الشهرين.

وبينّ أن الوزارة سبق أن طلبت منهن التوقيع على التنازل عن المبلغ، مستدركات بالقول إنهن رفضن ذلك على اعتبار المكرمة من رئيس الوزراء بتعديل ظروفهن جاءت بأثر رجعي اعتبارا من شهر مايو/ أيار للعام 2008 وأنهن عملن خلال هذا الشهر والشهر الذي يليه كمعلمات بنظام جزئي ولهن الحق في رواتبهن.

وأضفن أن الوزارة وجهتهن لدفع المبالغ بشكل نقدي أو استقطاعها منهن اعتبارا من شهر مارس/ آذار وحتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

رسالة إلى رئيس الوزراء

وتساءلن عن الأسباب وراء هذا الإجراء، في الوقت الذي شدد فيه رئيس الوزراء في أكثر من مناسبة على الاهتمام بهن وتعديل أوضاعهن الوظيفية، وناشدن رئيس الوزراء للنظر في أمرهن وتوجيه وزارة التربية والتعليم للعدول عن هذا القرار المجحف بحقهن.

وذكرن أنهن ظلمن في آلية تطبيق توجيهات سمو رئيس الوزراء ومكرمته، إذ عمدت الوزارة إلى ظلمهن في سنوات الخدمة والدرجة الوظيفية وصرف الرواتب على حد قولهن.

وأوضحن أن البعض منهن عمل لأكثر من 30 عاما كمشرفات إداريات ومع تعديل أوضاعهن حُوّلن كمعلمات إلى الدرجة الثانية في الفترة الصباحية الأمر الذي أعادهن سنين للوراء من دون احتساب سنوات خبرتهن وعطائهن طوال تلك السنين.

وفي الجهة المقابلة جددن أكثر من 30 معلمة بمحو الأمية من حملة شهادة البكالوريوس عمدت الوزارة إلى استثنائهن من قرارها الأخير والصادر بناء على توجيهات مجلس رئيس الوزراء بتعديل أوضاع معلمات محو الأمية مطالبتهن بتعديل أوضاعهن وتوظيفهن ضمن شواغر 2009/2010.

وتابعن بأن سنوات خدمتهن تمتد إلى أكثر من 25 عاما ومن الحاصلات على شهادة البكالوريوس ودبلوم التربية على حد السواء، مستدركات بالقول بأنهن مازلن يعملن بنظام الساعات ويتقاضين عن الساعة أربعة دنانير فقط أي ما يعادل 140 دينارا في الشهر في أحسن الظروف.

وأضفن أنهن عمدن في كل عام لتقديم امتحانات توظيف وزارة التربية والتعليم على أمل تثبيتهن.

يذكر أن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي أعلن أخيرا عن الموافقة على تخصيص مبلغ 1.65 مليون دينار لتعديل الأوضاع الوظيفية لمعلمات محو الأمية، بحيث يخصص نحو (570 ألف دينار) لتوظيف 95 معلمة لمحو الأمية وتعليم الكبار وتخصيص نحو 367 ألف دينار لشراء خمس سنوات خدمة افتراضية لكل معلمة إلى جانب تخصيص نحو 713 ألف دينار لسداد اشتراكات مدة الخدمة السابقة والتي تمت معادلتها بسنوات خبرة فعلية وذلك بعد دراسة وزارة التربية والتعليم لأوضاع معلمات ومشرفات محو الأمية وتعليم الكبار بناء على توجيه مجلس رئيس الوزراء تقديرا لجهودهن الرائدة في الحد من الأمية وخفض نسبتها في السنوات الماضية وتأكيدا لما تحظى به كل فئات المجتمع البحريني من عناية ومتابعة من القيادة، لما يشكله رفع مستوى عيش المواطن من أولوية مطلقة في فكر القيادة وتوجيهاتها.