العدد 2999 - الأحد 21 نوفمبر 2010م الموافق 15 ذي الحجة 1431هـ

بين صرخة «بورفاع» والملف القطري فوارق!

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

الصرخة الاستغاثية التي أطلقها رئيس نادي الرفاع في مؤتمره الصحافي الذي عقده قبل أسبوعين تقريباً دعا اليه الكثير من الشخصيات الرياضية والصحافة الرياضية على صدى استقالته التي تقدم بها بعد خسارة الفريق الأول للكرة أمام المنامة لتسخن معها الساحة الرياضية في ردود فعل متباينة، وتعالت الأصوات حينها من الجميع بضرورة عدول الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة عن قرار استقالته وبدأت معها التحركات، ولكن الصرخة التي اطلقها الرئيس في هذا المؤتمر هي المفاجأة الكبيرة التي لفتت انتباه كل الحضور الذين استثمروا الفرصة بأن يحولوا هذا المؤتمر إلى ندوة رياضية قلما نرى مثلها بل لن تتكرر. ما قاله الرئيس ليس بالجديد فقد قاله رؤساء أندية آخرون وبح صوتهم حتى دخل اليأس والإحباط نفوسهم ونفوس من يعمل معهم لانهم لم يروا في الأفق ما يعطيهم الأمل لمواصلة العمل في الإدارة التطوعية. ولكن أن تصدر مثل هذه التصريحات الساخنة من أكثر الرؤساء في الأندية حضوراً مع فريقه بالدعم المعنوي والمالي من دون ان يتلفظ بكلمة (الآه) أو التململ، ولكن كما يقولون للصبر حدود، ولم يستطع هذا الرئيس ان يصبر أكثر من هذه المدة وهو يرى بعينه انهيار القاعدة الرياضية من أساسها من دون أية تحركات من قبل القائمين على الرياضة ولا من القيادة السياسية في المملكة لإنقاذ ما يجب إنقاذه، وخصوصاً أن «بورفاع» في فترات سابقة يرى بأم عينه الشأن الرياضي لدى الدول الشقيقة في الخليج وتقدمهم المستمر نحو النجاح من خلال الدعم المالي الكبير واللامحدود لكل الأندية هناك ما يعطي المساحة الكافية بالراحة للعمل الإداري ومنها تظهر النتائج الايجابية، إلى ذلك تحركات الاخوة في الشقيقة دولة قطر بالتقدم السريع نحو النجاحات المستمرة في اقامة الكثير من الفعاليات والبطولات المختلفة، ولكن كل ذلك جاء بعد أن وضعت القيادة في تلك الدولة العزيزة أساسات البنية التحتية في إنشاء الأندية النموذجية بكامل مرافقها بالإضافة إلى المخصص المالي الكبير الذي به يستطيع الإداريون العمل براحة نفسية، والانتقال من حال إلى أخرى من خلال هذه الوضعية المحلية والتي جعلت المسئولين في قطر يتجاوزون كل النقاط الإقليمية نحو الآمال العالمية عبر التقدم بالملف لتنظيم نهائيات كأس العالم 2022 بجرأة غير مسبوقة في الدخول عبر المنافسة الشريفة بكل ثقة واطمئنان بالنجاح، والدليل تنظيم اقامة مباراة البرازيل والأرجنتين على أرض دوحة الخير وسط هالة إعلامية نالت استحسان الجميع في العالم وأكدت إلى الجميع قدرة الاخوة في قطر الصغيرة في مساحتها الكبيرة في عطائها بانها قادرة على تنظيم مثل هذه البطولات العالمية، بل انا هنا أجزم بقدرة قطر على النجاح الكبير والباهر فيما لو أتيحت لها الفرصة التاريخية لتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير في العام 2022. وهو حدث تاريخي لو قدر لقطر الحصول على الموافقة من الفيفا. أملنا كبير وقلوبنا تخفق بالدعاء بان يوفق الاخوة القطريون لبلوغ هذا الهدف والامل الكبير، وسنشاركهم في افراحهم وسنبارك لهم بإذن الله.

في ظل هذا الوضع ونحن نشاهد كل هذه الأمور المتقدمة بالنجاحات المستمرة ترانا نبحث لنا عن أمل أو قل بريق أمل يقودنا إلى إصلاح البنية التحتية المتهالكة والساقطة فعلاً، ونحن نعيش في الألفية الثالثة في عصر المعلومات والتكنولوجيا والتقنية الحديثة ومازلنا نلعب على ملاعب رملية للكرة وعلى الاسفلت للألعاب الأخرى وبدعم مالي لا يكفي والعجز المالي لدى كل انديتنا مضاعف، حتى بات الذي يعمل في الحقل الرياضي منهوكاً ومرهقاً ومستهلكاً يحمل في حشاه وقلبه الألم والحسرة والقهر، ولو يحدث هذا الأمر في قطر او اي دولة خليجية أخرى فلن يستطيع ايّ منهم الاستمرارية، وبالتالي نحن بحاجة ماسة وضرورية لدعم مالي كبير يفوق ما هو موجود حالياً حتى نصل على أقل تقدير للحالة التي معها نستطيع العمل من دون مشكلات كالتي نراها، بالإضافة الى ضرورة إصلاح البنية التحتية حتى نصل لما وصل إليه الآخرون. وجاء الاوان للاستماع لصرخة رئيس نادي الرفاع نيابة عن كل الأندية المحلية لتتم تلبية هذه الصرخة بأسرع ما يمكن، والا فعلينا إلغاء كل المسابقات المحلية التي نصرف عليها دمنا وأموالنا بالخسارة. وأخيراً نقولها بصراحة إذا لم يكن هناك تحركات كبيرة من القيادة الرياضية لإصلاح الوضع المالي والبنية التحتية للرياضة فلا جدوى من كل هذه المسابقات الرياضية.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2999 - الأحد 21 نوفمبر 2010م الموافق 15 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً