العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ

عبد الجبار الغضبان: المشاريع القادمة ستبرز تغيراً في مفهوم اللوحة وبنائها الفني

في معرضه بجمعية البحرين للفنون التشكيلية

صرح الفنان عبد الجبار الغضبان لـ «لوسط» بأن «لديه مشاريع قادمة ستبرز تغيراً مختلفاً في تناول مفهوم اللوحة، وارتباطها بالبناء التكويني للعمل الفني»، جاء ذلك في لقاء «الوسط» معه استعدادا لمعرضه الشخصي القادم بجمعية البحرين للفنون التشكلية بالقدم والذي يفتتحه مساء الأحد الموافق 5 ديسمبر/ كانون الأول ويستمر حتى 15 ديسمبر الأول الجاري.

في صمت ممعن وحرفية متواصلة يَجِدُّ الفنان عبد الجبار الغضبان يوماً بعد يوم ومعرضاً بعد معرض في مراكمة جهده الإبداعي، في إثراء مشروع فني آخذ في التكامل بالشكل الذي يريده، ممسكا بأدواته بحرفية أخاذة تأخذك لأن تستجلي معه أهم الموتيفات التي ينثرها في اللوحة، فثمة صفاء لوني آخذ في التشكل نحو الأمل الجميل والتفاؤل البهي، وثمة تكريس لعنصر المرأة في كل لوحة كم يبحث عن رؤية ويشكلها أو يجيب على سؤال يظل يبحث عنه في كل الوجوه، وثمة عناصر أخرى تغيب أو تحضر معادلاً موضوعياً أو تكويناً يحكي عما وراء اللوحة، وثمة لوحات طولية بل وحتى أشكال طولية ذات قوام سامق مبهر تجعلك تتساءل أيهما جلب الآخر اللوحة أم الشكل وماذا وراء ذلك هل هو اختبار وتحدٍ للذات في القدرة على التكثيف في هذه المساحة الضيقة.

كل معرض يسهم في إبراز المشروع الفني الذي يشتغل عليه الفنان ومراكمة جهده الفني، فما الإضافة التي تقدمها في هذا المعرض ما الجديد؟

- تناولت في هذا المعرض مشروع اللوحة الطويلة الذي تناولته بشكل جزئي في معارضي السابقة، أما في هذا المعرض فقد توسعت في هذا المقاس المستطيل حتى أوفي هذا الموضوع حقه من حيث الإضافات والاسترسال الفني بحرية لإشباع الموضوع من حيث الدراسة اللونية والجانب البنائي في العمل الفني.

خاصة وأنني أضفت مجموعة كبيرة من هذه الأعمال بنفس القياس بدون إضافة قياس آخر، وأعتقد أن هذا من وجهة نظري يعطي وحدة متماسكة من حيث الشكل على المستوى البصري والجمالي.

تعتمد في كل لوحاتك في المعرض على الشكل الطولي للوحة ماذا وراء توظيف هذا الشكل الطولي؟

- اخترت هذه الأعمال المستطيلة رغم ضيق المساحة إلا أنني وظفت البناء الأساسي للعمل الفني في اللوحة بشكل يعطي بؤرة أساسية للتركيز عليها بصرياً، بحيث لا يبتعد البصر عن محيط اللوحة.

وعلى الرغم من ضيق المساحة إلا أنني حاولت أن أضفي لمسة لونية لكل لوحة على حدة تختلف عن اللوحة الأخرى، معبراً بشكل مبسط ومختصر عن روح العمل الفني في استخدام اللون.

كذلك أردت أن أبسّط كثيراً ما بين المساحة والأخرى على مستوى التدرجات اللونية، والتي باعتقادي ستبقى مشهدا مترابطا خاصة، وأني اشتغلت على موضوع اللوحة ذات العناصر المتعددة بدلاً من التركيز على شكل المرأة فقط، فهناك عناصر أخرى مثل الورد أو التماثيل أو الأشكال الأخرى التي تكمل عنصر المرأة في اللوحة.

حضور المرأة واضح في معارضك السابقة وأغلب اللوحات في هذا المعرض يلحظ المتلقي فيها اهتمامك بالمرأة، ما سر حضور المرأة بهذا الشكل المكثف، هل ذلك في ظل مشروع معين أو فكرة تشتغل عليها في هذا المعرض.

- لم أغيّر كثيراً في مضمون اللوحة لأنني اخترت العنصر الذي اشتغلت عليه في معارض سابقة، وهو المرأة، وركزت على إبراز جوانب إنسانية وجمالية متعددة، ربما تعطي بعداً نفسياً يرتبط بالمشاعر الإنسانية كالحزن أو الفرح أو الهدوء والسكينة، وتلك جوانب مهمة في التركيز عليها لإظهار الجانب الجمالي والإنساني في حركة أوضاع الشكل المرسوم للمرأة، ولا أخفي عليك اهتمامي وبحثي في هذا الجانب المتمثل في كيفية تلخيص وجهة نظري الشكلية والجمالية في رسم الأشكال الإنسانية الآدمية بما فيها المرأة، رغم معرفتي بأن الأسلوب الذي أطرحه هو الأسلوب الذي ساد في المعارض السابقة مع التأكيد على مفردة التنوع في عناصر العمل الفني والاختزال اللوني.

وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لدي مشاريع قادمة ستبرز تغيرا مختلفا في تناول مفهوم اللوحة، وارتباطها بالبناء التكويني للعمل الفني.

ثمة صفاء لوني في الوجوه هل هو الأمل والتفاؤل؟

- مساحة اللوحة وشكلها المستطيل يفرض جانباً أساسياً في أن يكون اللون محصوراً في الشكل الآدمي، وذلك لإبراز الموتيفات الأساسية للعمل الفني ولكي تفرض وحدة متماسكة في أجزاء اللوحة، ولابد من اختيار الألوان الفاتحة من أجل تغطية المساحات حول الشكل وداخل العنصر الأساسي في اللوحة.

- اللون الأزرق شائع في الكثير من لوحات هذا المعرض فما السر في شيوع كل هذه الزرقة وتوظيفها في اللوحة.

سر الاهتمام باللون الأزرق يرتبط في ذاكرتي منذ زمن بعيد بالطفولة، ويرجع ذلك ربما إلى أكثر من أربعين سنة، عندما كنت طالباً وأمارس الرسم، واختياري لهذا اللون ارتبط بمفهوم الصفاء والهدوء تعبيراً عن السماء الصافية، وقد استخدمت هذا اللون في الكثير من أعمالي السابقة أحيانا كخلفية للعمل الفني، ومرات في شكل العنصر الأساسي للوحة، وعلى الرغم من اهتمامي بالأزرق إلا أنه ليس اللون الوحيد، فقد استخدمته ضمن علاقات لونية ترتبط بشفافية الألوان الأخرى، كارتباط الأزرق مع البرتقالي والأحمر الفاتح والبنفسجي، وذلك من أجل خلق جمالية لونية غير متكررة.

على رغم شيوع المرأة في كل اللوحات إلا أن ثمة عناصر أخرى تتنوع في كل لوحة وكأنها معادل موضوعي للمرأة على المستوى الجمالي يبرز ما وراء المرأة فماذا وراء هذه الإضافات؟

- المعرض يأخذ رتماً واحدا وهو تنويعة في مشروع اشتغلت عليه بشكل جزئي وفي هذا المعرض اشتغلت على نفس الموضوع بشكل متكامل، ففي الأعمال السابقة كانت عناصر اللوحة من ضمنها المرأة في لوحات قليلة جدا، حاولت أن أركز فقط على شكل المرأة بشكل فردي وفي حالة سكونية معينة، ولكني اشتغلت على هذا المفهوم أو هذا الموضوع بشكل متكامل وهو يحمل مضموناً تعبيرياً له ارتباط تشكيلي وجمالي بما يعطي بعداً أدبياً وثقافياً للموضوع هذا ما أعتبره العنصر الأساسي الذي تغير في اللوحة المستطيلة عندي ومن الممكن أن تلاحظ مجموعة من الأعمال الفنية التي توضح علاقة عنصر المرأة في اللوحة بالجوانب الأخرى التعبيرية وارتباطها بالرموز الموجودة معها على مستوى التكوين كعلاقة المرأة بالورد أو علاقة المرأة بالحمامة أو علاقة المرأة بالقنديل، وإضافة أخرى وهي تعددت الأشكال الأدمية وأشكال المرأة في ترابط بين بعضهم البعض إما على شكل وجوه أو على شكل علاقة ثنائية، قد تكون هي جزء من محيطنا الاجتماعي بشكل عام في أبعاده العاطفية أو الإنسانية الطبيعية.

فبعض اللوحات تحتمل الحالة التعبيرية فليست المرأة لوحدها بل معها قنديل وهي في حالة معينة، أو مع الحمامة، أو مع المزهرية، وكأنه ثمة موضوع أدبي جلسة سكونية أو في حالة حركة مع الطيور، أو علاقة تعاط مع الحبيب، وآخر ينثر الورد على حبيبته وهي تعزف والورد يكون جزءاً منها، أو مع تمثال، وأخرى تتطلع للأعلى بنسيج يختلف عما سبق من معارض.

العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً