العدد 3011 - الجمعة 03 ديسمبر 2010م الموافق 27 ذي الحجة 1431هـ

قطر وروسيا تؤكدان الاتجاه الجديد للفيفا

أدركت إنجلترا أخيرا أن التراث لم يعد مهما كما لم تستفد الولايات المتحدة من حجمها لتفوز روسيا وقطر بدلا منهما بحق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب. وأكدت عملية التصويت التي جرت أمس الأول (الخميس) بين أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على حق استضافة فعاليات البطولة أن الاتجاه داخل الفيفا يصر على محو المناطق الفارغة على خريطة تنظيم بطولات كأس العالم، وكذلك الأحداث الرياضية الكبيرة.

واستضافت جنوب إفريقيا كأس العالم منتصف العام الجاري كما ستقام بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) في بولندا وأوكرانيا بالتنظيم المشترك، بينما يستضيف منتجع سوتشي الروسي أولمبياد 2014 الشتوي وتستضيف ريو دي جانيرو بالبرازيل أولمبياد 2016 الصيفي كما استضافت العاصمة الصينية بكين أولمبياد 2008 الصيفي. كما امتدت سباقات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا1 لمناطق عديدة في آسيا على مدار العقد الأخير، ووسعت ألعاب القوة سلسلة لقاءاتها من سوقها التقليدية والمعتادة في أوروبا إلى أميركا وآسيا.

وقال رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر: «ذهبنا إلى أرض جديدة في بطولتي كأس العالم 2018 و2022 لأن كأس العالم لم تقم من قبل في أوروبا الشرقية، ولا في الشرق الأوسط».

ولعب الملف الروسي بالبطاقة السياسية نفسها التي استخدمتها ريو دي جانيرو العام الماضي قبل أن تمنحها اللجنة الأولمبية الدولية حق استضافة أولمبياد 2016. ومنحت اللجنة التنفيذية بالفيفا حق استضافة مونديال 2018 إلى روسيا لتكون المرة الأولى التي تقام فيها البطولة بأوروبا الشرقية بعد عشر مرات أقيمت فيها بغرب القارة. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي إيجور شوفالوف: «بصوت واحد فقط يمكنك كتابة التاريخ».

وسار الفيفا على النهج نفسه ودخل في مغامرتين دفعة واحدة بمنح استضافة البطولتين إلى روسيا وقطر علما بأن الملف القطري واجه منافسة من أربعة ملفات قمتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا. وعلى رغم تفوق الملفات الأخرى، التي خسرت السباق أمس الأول، من ناحية الخبرة على الملفين الروسي والقطري، لا يمكن اعتبار أي من الدولتين الفائزتين ضمن قائمة المبتدئين في مجال الرياضة لأن كلا منهما كان له بصماته في مجال المنافسة الرياضية وكذلك تنظيم البطولات الكبيرة.

وتمثل روسيا أكبر جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وسبق للاتحاد السوفيتي أن استضاف العديد من الأحداث الرياضية الكبرى واليت كان في مقدمتها أولمبياد موسكو العام 1980 كما تستضيف روسيا بطولة العالم لألعاب القوى العام 2013 قبل استضافة أولمبياد سوتشي الشتوي في العام التالي.

وينتظر أن تساهم الدورة الأولمبية الشتوية في إعادة تشكيل منتجع سوتشي ولكن بطولة كأس العالم ستساهم بشكل أكبر في إعادة تشكيل ورسم روسيا بأكملها.

وقدم الملف الإنجليزي عرضا نهائيا رائعا أمام مسئولي الفيفا إذ تولى الأمير ويليام ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونجم كرة القدم الإنجليزي الشهير ديفيد بيكهام مسئولية العرض النهائي للملف أمام اللجنة التنفيذية ومسئولي الفيفا قبل ساعات قليلة من عملية التصويت. وعلى رغم العرض الرائع للملف الإنجليزي، خرج الملف من الجولة الأولى في عملية التصويت بعدما نال صوتين فقط من 22 صوتا في اللجنة التنفيذية للفيفا. وما من أحد يعرف بالضبط إلى أي مدى بلغ تأثير التقارير الإعلامية البريطانية التي فجرت أكثر من فضيحة تتعلق بأعضاء اللجنة التنفيذية على مدار الفترة الماضية. ولكن المدير التنفيذي للجنة الملف الإنجليزي آندي أنسون يقول الآن انه يتعين على بلاده إلا تتقدم مجددا بطلبات استضافة المونديال حتى يتم إصلاح نظام التصويت في الفيفا. ومع الدرجات العالية التي حصل عليها الملف الإنجليزي من لجنة التقييم التابعة للفيفا والتي تفوق نظيرتها في الملف الروسي، ظن وفد الملف الإنجليزي أن هذا الملف سيحصل على نصف دستة على الأقل من أصوات اللجنة التنفيذية.

وأثار اختيار قطر لمونديال 2022 الدهشة بأكثر مما أثاره اختيار الملف الروسي لمونديال 2018، وذلك بسبب تقرير لجنة التقييم التابعة للفيفا بعد زيارتها إلى الدول المتنافسة على حق الاستضافة إذ أشار التقرير إلى مخاوف قوية بسبب ارتفاع درجة الحرارة بالإضافة إلى التعداد السكاني المتواضع للبلاد، والذي لا يتجاوز 1.7 مليون نسمة. ولكن الملف القطري، في المقابل، تغلب على ذلك بتوفير كل الموارد لخدمة البطولة بالإضافة للطموح القوي لدى القطريين.

وتمثل بطولة كأس العالم أبرز وأسمى الطموحات الرياضية القطرية بعدما نظمت العاصمة القطرية الدوحة دورة الألعاب الآسيوية العام 2006 بخلاف تنظيمها لبطولات تنس عالمية وكذلك بطولات دولية في ألعاب القوى. كما تمتلك قطر أكاديمية ذات مستوى رفيع لتطوير الرياضة فيها وهي أكاديمية «أسباير» للتفوق الرياضي.

ستكون المحطة التالية في سلسلة البطولات التي تنظمها قطر هي بطولة كأس آسيا التي تستضيفها الشهر المقبل والتي سيكون لها ثقل أكبر وأهمية بالغة بعد فوز قطر بحق استضافة المونديال. وقال رئيس لجنة الملف القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني إنه يتعين على الفيفا أن يثق في قدرة قطر على تنظيم بطولة كأس عالم رائعة وآمنة.

العدد 3011 - الجمعة 03 ديسمبر 2010م الموافق 27 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً