العدد 3020 - الأحد 12 ديسمبر 2010م الموافق 06 محرم 1432هـ

السيدة الرباب ومكانة المرأة في الإسلام

لفت نظري ضمن متابعتي لأخبار الاحتفالات بيوم المرأة العالمي في إحدي الدول العربية الإسلامية، أن ختام تلك الاحتفالات كان بمحاضرة تناولت «عقد الزواج بين الطموح والواقع». وتساءلت لبرهة: هل هذا هو فعلاً تقدير للمرأة في نيل حقوقها مع الرجل وليس بعيداً عنه! هل الزواج هو كل شيء في حياة المرأة لنيل حقوقها فيه؟

وهنا طافت بي السنوات في ربي التاريخ حتى توقفت عند ذكر الرباب زوجة الإمام الحسين (ع) ورفيقة درب نهضته كما كانت السيدة زينب (ع) الصوت الإنساني والإعلامي لثورة الحسين ورفيقة درب الثورة حتى النهاية.

ذكرت مواقف الرباب في يوم كربلاء، الرباب المرأة، الأم الزوجة، الرفيقة في درب النضال لإحقاق الحق والحفاظ على دين محمد (ص) من الانحراف الأموي الدنيوي، الرباب القدوة حيث ضربت أروع الأمثلة من موقعها كزوجة لقائد مسيرة الحق الإلهي... الزوجة الصالحة الصابرة المؤازرة والأم المثالية المضحية بأعز ما لديها في سبيل المبادئ الدينية ولحماية حياض الإسلام المحمدي الأصيل، نقيض الإسلام في نسخته الأموية التي خططوا لها أن تسود الأرض ومن عليها.

الرباب موقف وفكر لأهم عناوين المرأة التي ننشد وتنشدها بالطبع كل امرأة، موقف وعقيدة ومبدأ وإصرار على الحق وبذل كل غالٍ ونفيس من أجله والصبر لنيله.

هذه المرأة هي عنوان لكل نساء الأرض وإن كن بعيدات عن أراضي المعارك وسوح الصراع بين الحق والباطل بين الخير والشر، بين الاستقامة والانحراف، بين العدل والظلم.

فحري بنا أن نتخذ من سيرة الرباب مع الحسين عبرة للمرأة المسلمة.

المرأة حقيقة هي كل المجتمع لا نصفه لأنها هي من ينجب الرجال ولا عيب في الرجال بعدها فكيف يصبح العيب في المرأة؟ فبحكم أمومتها وقيمومتها ودورها التربوي العظيم الذي تتقنه أكثر من الرجل بحكم ما اختصها الله بها من عواطف رقيقة جياشة وحس مرهف وعقل راجح مخطط.

الرجل والمرأة من نفس واحدة كما يذكر القرآن ذلك في سورة النساء، إذاً هي كل المجتمع كما هو الرجل كل المجتمع، فالمرأة تبني المجتمع بالروح الرقيقة الجياشة والحضن الدافئ المربي للأجيال، والرجل بالقوة والسواعد يبني بجانبها صروح المجد والنهضة بتقواه والتمسك بدينه قبل دنياه.

ولا نعتقد أن الحضارة الحديثة أمنت الحرية الصحيحة للمرأة حيث إنها، أي الحضارة، أعلنت عن تحرير المرأة لكنها قيدتها عملياً بمختلف وسائل الإعلام والتجارة والأزياء والحفلات، قيدتها بجميع الوسائل، وركزت على الجانب الأنثوي فيها. وهذا يؤدي إلى تقليل فرص المرأة وازدياد قيودها وشئونها.

وفي الحقيقة لو حاولنا تحرير المرأة تحريراً حقيقياً فإننا نجد في التعاليم الدينية ما يؤمن ذلك لها. فالدين لا يمنع إطلاقا من ممارسة المرأة لمختلف النشاطات الاجتماعية وان كان يفضل لها ولا يفرض عليها النشاط الأسري في البيت.

الرباب (رضوان الله عليها) هي ابنة امرئ القيس زوج الإمام الحسين، خطبها إليه الإمام علي (ع). فولدت الربَاب للحسين سُكينةَ عقيلة قريش، وعبدَ الله (ع) الذي قُتِل يوم الطف وأمُّه تنظر إليه .

ولما استُشهد الإمام الحسين (ع) في أرض كربلاء حزنت عليه الربَاب حزناً شديداً.

وكان قد خطبها بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) خلق كثير من الأشراف، فقالت: ما كنت لأتخذ حَمْواً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فو الله لا يؤويني رجل بعد الحسين (عليه السلام) سقفٌّ أبداً. ويروي أنها أخذت رأس الحسين الشريف في يوم كربلاء ووضعته في حجرها، وقبلته وقالت شعراً :

وَاحُسَيناً فَلا نسيتُ حُسيناً

كما قالت في رثاء الحسين (ع) أيضاً:

إنَّ الذي كَان نوراً يُستَضَاءُ بِهِ بِكَربلاءَ قتيلٌ غَير مَدفونِ

العدد 3020 - الأحد 12 ديسمبر 2010م الموافق 06 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً