في أمسية شعرية ضافية حل الشاعر شوقي بغدادي ضيفاً على بيت الشعر، بيت الشاعر إبراهيم العريض وذلك ضمن البرنامج الثقافي لمركز الشيخ إبراهيم للدراسات والبحوث، بحضور مجموعة من المثقفين وروّاد المركز، وذلك مساء الاثنين 6 ديسمبر/ كانون الأول 2010م حيث ألقى بغدادي مجموعة من قصائده منها قصيدة دمشق، وقصيدة تغادرين، وقصيدة شيء يخص الروح وقصائد أخرى.
شـيء يـخـــص الــــروح
أقبل الليل
وكان الباب مفتوحاً
فأفسحت مكاناً للتي تأتي ولا تأتي
فتقضي ساعةً عندي
وتمضي في أمان
إيه يا زائرة الليل
التي تقرع بابي
ثم لا تدخل إلا في غيابي
من تُرى في هذه المرة؟
من غيرك؟
أم لا أحد إلا أنا والريح
في الكهف الذي امتص كياني
أتقرّي فوق ثلج الحائط الصخري
تشكيلاً بدائياً
لما يشبه صياداً على ظهر حصان
باحثاً عن فجوة أطلقه منها
وأنجو معه
لكنه يهرب من دوني
وأبقى في مكاني
إنني أبحث عن حب
وهذا الحب في غير زماني
وأنا أعرف أني ساذج
أُبدع نصاً فارغاً
يملؤه القراء من بعدي بآلاف المعاني
إنني أبحث عن دائرة الوجه
التي تحتضن الدنيا
وعن أرجوحة الشعر التي تقذفني
حتى حدود الكون في بضع ثوانٍ
وأنا أدرك أني واهم
أصنع للناس إطاراً خالياً
يملؤه الزوار من وحي الدخان
ما الذي يحجب هذا الوجه عني؟
الأني
مثلما الماء على الرمل يغني
ويرى اثنين من العشاق
فوق الشاطئ الواحد لا يلتقيان؟
أم لأن الوجه لم يوجد
سوى في ابتكار الروح أسطورتها
والمغني جسداً يعبده
من دم اللحن
وأعصابِ الأغاني؟
آه لو كنت أنا حقاً أنا
لو خيروني
لو سوى لهجة صوتي
أو سوى لون عيوني
لو سوى الشعر
وغير الثغر
لو غير غضوني
لو سوى الاسم الذي أُعطيتُ
والحزن الذي أهديت
لو بعض شذوذي، واندفاعي، وجنوني
آه لو كنت أنا حقاً أنا
لو في بياني
بعض ذرات المجرات
التي يسبح فيها عنفواني
من ترى خططني شكلاً
ومضموناً محاني
كلما حاولت أن أدنوَ من نفسي احتواني
ناشراً حرَّاسه ما بين قلبي ولساني
أقبل الليل
فغادرت، وأغلقت ورائي
سوف أختار أنا
في هذه المرة زواري
فيا زائرة الليل ارجعي
إنني أبحث عن شيء يخص الروح
في هذا المساء
العدد 3023 - الأربعاء 15 ديسمبر 2010م الموافق 09 محرم 1432هـ
