العدد 3023 - الأربعاء 15 ديسمبر 2010م الموافق 09 محرم 1432هـ

الكعبي والديري يناقشان الهويات والمجاز

عبر مشاركتهما في مؤتمر التأويلية بالقاهرة

يشارك كل من الناقدين علي الديري وضياء الكعبي في مؤتمر النقد الدولي الخامس الذي تعقده الجمعية المصرية للنقد الأدبي في القاهرة بالتعاون مع كلية الآداب بجامعة عين شمس في الفترة من 14 إلى 18 ديسمبر/ كانون الثاني الجاري، تحت عنوان «التأويلية والنظرية النقدية المعاصرة».

وتنطلق الورقة التي يقدمها الديري تحت عنوان «التأويل والصور المجازية» من فرضية أن تأويل الخطاب يعني جعل صوره المجازية موضوعاً للقراءة تفسيراً وتحليلاً وتفكيكاً. وتذهب إلى أن مفاهيمنا للتأويل مركبة من صور مجازية، وهي تحاول أن تثبت ذلك من خلال تحليل الصور المجازية المستخدمة في تعريف التأويل عند الشريف الرضي باعتباره نموذجاً من التراث. كما تحلل الدارسة الصور المجازية المستخدمة عند (جادمير) مؤسس التأويل الفلسفي المعاصر، وتناقش كون التأويل يرجع في النهاية إلى الصور المجازية، عبر تقليب وجوه معانيها، وتبيين متعلقاتها، وكشف وجوهها، وأن العالم ندركه من خلال صور الأشياء. وللتدليل على ذلك، اتخذت الورقة من صورة الدائرة المجازية في خطاب إخوان الصفاء (القرن الرابع الهجري)، وصورة النور المجازية في خطاب الإخوان وخطاب ابن عربي(558-638)هـ (1162-1240)م نموذجاً آخر لكيفية تأويل الخطاب للعالم عبر الصور المجازية.

الناقدة والأكاديمية ضياء الكعبي تشارك بورقة تحت عنوان «جدل الهويات القاتلة وتحبيك التاريخ: قراءة ثقافيّة تأويليّة في خطاب أمين معلوف الفكريّ والسرديّ»

وتسعى الكعبي من خلال هذه الدراسة لرصد هدفين أساسيين، الأول تحليل خطاب الهويات السردية كما أطّرها الروائي اللبناني أمين معلوف نظرياً بخاصة في كتبه الأربعة «الحروب الصليبية كما رآها العرب» و«الهويات القاتلة» و«بدايات» وكتابه الأخير «اختلال العالم» الذي يوظف فيه مصطلح «تجاوز الحضارات» في دعوته لاندماج الحضارات وانصهارها في بوتقة واحدة دون النظر إلى المحددات الضيقة التي تؤدي إلى خلل العالم مثل: اللون والعرق والدين والطائفة والطبقة. وتشكّل الهويات السردية Narrative Identities بتنوعاتها وتمثيلاتها الثقافية الخطاب المركزي في مشروع معلوف؛ إذ تمثل رواياته: «القرن الأول بعد بياتريس» و«سمرقند» و«صخرة طانيوس» و«ليون الإفريقي» و«حدائق النور» و«موانئ المشرق» و«رحلة بالداسار» جدل الهويات القاتلة وتمثيلاتها وتحبيكاتها الثقافية وتأويلاتها.

أمّا الهدف الآخر لهذه الدراسة فهو رصد وتحليل تحبيك أمين معلوف الثقافي واختلاقاته السردية لتواريخ الأمم والشعوب والثقافات والحضارات والديانات وتأويلاتها في رواياته الممتدة ونخص بالذكر روايته «ليون الإفريقي» من خلال توظيفه لشخصية الحسن بن الوزّان متعددة الهويات المركبة والمعقدة في آن واحد إلى جانب مواضيع رواياته الأخرى وشخوصها القائمة أساساً على هذه النظرة الكونية الجامعة للهويات.

تستفيد الدراسة من مقاربات منظري مابعد الحداثة ومابعد الكولونيالية في دراستهم للهويات مابعد الحداثة ولا سيّما التاريخ في تعالقه وتقاطعه مع الهويات المختلقة والمحبوكة عند طائفة من المنظرين والنقاد والفلاسفة والمؤرخين في سياق ما بعد الحداثة ممن اشتغلوا بصناعة التأويل وتشكلّات الهويات وتفكيك السرديات الكبرى والتعددية الثقافية، كما تستفيد هذه القراءة كذلك من منجزات الدراسات التأويلية والدراسات الثقافية والنقد الثقافي.

يشار إلى أن الجمعية تقيم هذا المؤتمر كل ثلاثة أعوام ابتداءً من العام 1997، وسيعقد مؤتمر هذا العام بمشاركة أكثر من خمسة وستين باحثًا عربيًا وأجنبياً حتى الآن من مصر والمغرب وتونس والأردن والعراق والسعودية والبحرين وسوريا وأميركا وفرنسا والمجر وكينيا وسنغافورة وأستراليا.

ومن أشهر المشاركين الأجانب، رائد دراسات ما بعد الكولينيالية الأسترالي بيل أشكروفت والمستشرق الأميركي ياروسلاف ستيتكفيتش والناقدة المجرية الكبيرة إيفا إنتال والفيلسوف المجري يانوش لوبسكي ومن النقاد العرب عز الدين المدني ومحمد الخبو ومصطفى الكيلاني ومحمد رجب الباردي والعادل خضر من تونس ومعجب العدواني من السعودية ومجموعة كبيرة من نقاد العالم العربي.

ويناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسة هي التأويلية والتاريخ ويشمل قراءات نقدية لبدايات التأويلية، والتأويلية والدراسات الدينية، والتأويلية والنقد العربي الكلاسي ومفهومات تأويلية. المحور الثاني وعنوانه التأويلية والنظرية الأدبية، يشمل التأويل في الخطابات السردية والتأويلية والشعر والبلاغة والتأويلية والتأويلية في الفلكلور والثقافة الجماهيرية والتأويل وعلم الخطاب. أما المحور الثالث وعنوانه التأويلية في الخطابات المختلفة، فيضم التأويلية في الخطاب السياسي وأبعاد التأويل الفلسفي والتأويلية والتحليل النفسي ونظرية المعلومات والتأويلية والتأويلية في العلوم الطبيعية. ويشمل المحور الرابع وعنوانه «اتجاهات جديدة في التأويلية»، التأويلية وما بعد الحديث والتأويلية والسيمياء والتأويلية المعاصرة والفنون البصرية.

العدد 3023 - الأربعاء 15 ديسمبر 2010م الموافق 09 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً