العدد 3028 - الإثنين 20 ديسمبر 2010م الموافق 14 محرم 1432هـ

أدب الأطفال إلى أين؟ سلسلة النشابة لقصص الأطفال نموذجاً

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

من الأدلة القطعية على رقيّ الأمم عنايتها بالطفل على جميع المستويات ومنها الاهتمام الكبير بأدب الطفولة وفي هذا الإطار تبذل مملكة البحرين مجهودات كبيرة من أجل الرفع من مستوى الطفولة البحرينية، والسمو بوعيها الذهني والتخيلي، والرقي بذائقتها الفنية والجمالية ذلك ما شهد به الباحث جميل حمداوي في دراسة له بعنوان «أدب الأطفال في البحرين» نشرها في سبتمبر/ أيلول 2009.

يذكر أن هذه المجهودات مشتركة بين المؤسسات والأفراد ولعل المناسبة هنا تفرض نفسها لشكر المؤسسات الرسمية على هذا المجهود ولكن التنويه بدور الأفراد على هذا الصعيد حقيق أن يحتل المكانة الأهم في هذا الثناء والتقدير.

وأدب الأطفال هو نوع من الفن الأدبي يشمل أساليب مختلفة من النثر والشعر المؤلفة بشكل خاص للأطفال والأولاد دون عمر المراهقة.

وقد أشادت الدراسة المذكورة آنفا بعدد من الأسماء البحرينية في هذا المجال يحسن هنا التذكير بهم تقديرا لدورهم الريادي في سرديات الأطفال وهم: عبدالقادر عقيل، الكاتبة إيمان أسيري، زهير رسام، وإبراهيم بشمي، وخلف أحمد خلف، وإبرهيم سند...

كما يقوم الباحث والكاتب يوسف أحمد النشابة بدور مهم في النهوض بأدب الأطفال من خلال تصدّيه للكتابة ونشر سلسلة النشابة لقصص الأطفال وقد صدر له في هذا المشروع التربوي الرائد زهاء العشرين قصة منها النخلة الطيبة مجموعة سنور وحوحو والغيمة والشمس وغيرها كثير والمطلع على هذا المشروع الرائد الذي يقف وراءه رجل ذو كفاءة عالية يقف على عدة حقائق:

أولا: أدب الأطفال ليس من السهولة بمكان بحيث يتجرّأ عليه من هبّ ودبّ إنما يجب أن تتوافر في كاتبه مواصفات عديدة استقامت في شخص يوسف أحمد النشابة من ذلك التخصص في مجال التربية فلقد عمل يوسف النشابة اختصاصيا في إدارة المناهج فخبر الكتب والمقررات كما عمل أستاذا جامعيا في المعهد العالي للمعلمين إضافة إلى العديد من المهمات والدورات التي شارك فيها مستفيدا أو مفيدا بما يعرضه على الآخرين من رؤى وأفكار وقد أبانت قصصه عن شخص مبتكر استطاع الجمع بين القراءة المستهلكة والقراءة المنتجة بتوظيف فكرة حل المشكلة من خلال الوقوف في بعض القصص عند مرحلة الذروة أو العقدة ثم يفسح المجال للقارئ الطفل أن يتم القصة.

ثانيا: يحتاج هذا النوع من الأدب إلى الدعم المادي من أجل التشجيع على مزيد تحسين إخراجه شكلا ومضمونا ومصادر الدعم المادي عديدة منها وزارة الثقافة التي يمكنها تشجيع أدب الطفل بشراء مجموعات منه وتوزيعها في المكتبات العامة، كذلك وزارة التربية فضلا عن المؤسسات الخاصة التي يجب أن تضطلع بدور مهم في هذا المجال كالبنوك وغيرها...

ثالثا: الدعم النقدي حيث نلحظ فقرا مدقعا في نقد أدب الأطفال إذ من الحري بالبحوث الأكاديمية أن تخصص بعضا من موازنتها لمثل هذه الدراسات فضلا عن دور النقاد والمدرسين الذين هم الأقرب إلى معرفة تصورات التلاميذ إزاء هذه القصص أو تلك.

رابعا: نجح يوسف النشابة في المعادلة الصعبة في أدب الأطفال: أنكتب ما يحبه الأطفال بلغتهم أم نحشو قصصهم بما نريد تعليمهم إياه من قيم ودروس ومواعظ؟

نعم استطاع النشابة التوفيق في ذلك فكانت قصصه لسان حال الأطفال بأسلوب سلس مبسط يحوي في ثناياه دروسا عميقة دون حشو أو إسقاط.

أخيرا وليس آخرا يعتبر مشروع النشابة لقصص الأطفال مشروعا ناجحا بمقاييس عديدة سواء من حيث الإخراج أو البعد الأخلاقي والتربوي الثاوي بين أعطاف القصص غير أن قراءة نقدية عميقة لهذه المجموعة تستجلي مواطن الضعف فيها ونقاط القوة ضرورية حتى يتمكن الكاتب من تطوير أدواته السردية.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3028 - الإثنين 20 ديسمبر 2010م الموافق 14 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:01 ص

      ابلقث فلا يق @amail.com

      العنوان مفمش

    • زائر 7 | 2:07 م

      لا للمتاجرة بقصص الأطفال

      شكرا على المقال الذي يثير قضية حساسة من وجهة نظر المربين
      وأنا كولي أمر أضم صوتي إلى الكاتب وأرجو أن يقع فرز وتنقية كتب الأطفال بالذات لخطرها على الناشئة
      وشكرا مرة أخرى على المقال

    • زائر 6 | 12:33 م

      بين جمال الطبعة و قبح الأخطاء

      سلسلة النشّابة للأطفال تجلبك بطبعتها الراقية و نوعيّة ورقها الفاخر و بصورها و ألوانها الزاهية لكنّها للأسف الشديد مليئة بالأخطاء الإملائيّة و النحويّة ... فكيف لي أن أقتنيها لإبني و هو يخطو خطواته الأولى في التعلّم !!! السؤال الذّي يطرح نفسه : لم لا يبادر الكاتب بمراجعتها حتى لا تصدر في طبعات موالية بنفس الأخطاء؟

    • زائر 5 | 3:16 ص

      لا أعرفها

      قصص النشابة لا أعرفها ولكن اهتمامك بها دليل على أهميتها وسوف نحاول إبلاغ الطلبة بها وتشجيعهم على اقتنائها
      معلمة عربي

    • زائر 4 | 2:09 ص

      الأطفال أمانة

      معاك أخوي لا بد من نقد قصص الأطفال وغربلتها لكي نستفيد منها لنا ولأبنائنا

    • زائر 3 | 2:03 ص

      الأطفال عماد الأمة

      ضروري العناية بالأطفال وبقصصهم كي لا نمرر الخرافات والجهل من خلال بعض الكتب السخيفة التي تروج للخرافة والجهل

    • زائر 2 | 1:12 ص

      اوافقك

      صحت يمينك

    • زائر 1 | 11:04 م

      مع احترامي لكاتب المقال فإن ما ذكره عن بعض كتاب قصص الأطفال غير موضوعي، فلو قرأ قصة واحدة من قصصه لأصابه الغثيان، وكذا الصغار، فقصصه تجارية بحتة تفتقد إلى أبسط مقومات قصة الطفل الأدبية والأسلوبية.

اقرأ ايضاً