العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ

باحثتان إيطاليتان تحاضران حول الخليج قبيل البرتغاليين

بتنظيم من وزارة الثقافة في متحف البحرين الوطني

بحضور وكيل وزارة وزارة الثقافة عيسى أمين، نظمت إدارة التراث والآثار بوزارة الثقافة مساء الأحد في متحف البحرين الوطني محاضرة بعنوان «دار الأمان» تحدثت فيها الباحثة الإيطالية فاليريا بياسنتيني حول الخليج قبيل وصول البرتغاليين للمحيط الهندي، كما تحدثت الباحثة الإيطالية الدكتورة إيلينا مايستري حول العلاقات بين منطقة شرق الجزيرة العربية وإيطاليا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، وذلك من خلال ورقة مشتركة بينهما قدمتاها خلال المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المهتمين والباحثين ورجال السلك الدبلوماسي.

سلطت الباحثة فاليريا بياستنتيني الضوء في ورقتها على إعادة تنظيم قوة ونظام الحكم في مملكة هرمز كما تصوره وحققه صلغور شاه ( 1475-1505) في الوقت الذي شكّل الصراع الأبدي بين الصفويين والأوزباكستانيين تهديداً متواصلاً لسيادة مملكة هرمز والاستقرار السياسي والثقافي للمُلك والفيدراليات العربية» التابعة له في مواجهة الأسطول البرتغالي وأوروبا المسيحية. وتبرز الصبغة الدينية البحتة للمملكة هرمز بمختلف مكوناتها الثقافية، معززة الدور الحيوي الذي يلعبه المَلِك وجو التسامح السائد في بلاطه.

وشكّل حُكم الملك صلغور شاه ( 1475-1505) أوج حكم مملكة هرمز والهيمنة العربية في تلك الربوع؛ فقد كان وزيره حاجي عطار، (الكوكستار في سجلات الأرشيف الأوروبية) يتمتع بشخصية قوية ونفوذ كبير، بالإضافة إلى حبه الكبير للعيش في منطقة شبه الجزيرة العربية، مما أسهم في انقلاب موازين القوى لفائدة هذه المنطقة. وكردة فعل عن خيانة وغدر العائلات التجارية الكبيرة في إيران وعدم ولائهم، أدار الملك صلغور شاه ظهره لهذه المنطقة الخاضعة لسلطانه وفرض حصارا على المواد الأولية (القار، الخشب، الحبال، إلخ.) الموجهة للموانئ الإيرانية. وعززت ردة الفعل السياسية هذه من مكانة منطقة شبه الجزيرة العربية العسكرية والتجارية، وخاصة المنطقة التاريخية المعرفة باسم البحرين. وتحولت وجهة الأنشطة التجارية (والثروات) نحو فيدراليات هرمز العربية وأقاليمهم. وأصبح بنو جبر من نجد أبرز اللاعبين في هذا المشهد السياسي الجديد وتوسعت الأسواق والموانئ العربية وكثرت أموالهم وازدادت سلطتهم.

في حين هدفت الباحثة إلينا مايستري في ورقتها إلى إثبات كيف تُكمل سجلات الأرشيف الايطالية المصادر العربية والفارسية على أحسن وجه، وخاصة تلك المتعلقة بمنطقة شبه الجزيرة، منطقة الخليج العربي وخاصة المنطقة التاريخية بالمعروفة بالبحرين في ذلك الوقت. وتعطينا السجلات الإيطالية صورة واضحة عن وضعية هذه المنطقة المتطورة، مما يجعلنا نعتقد أن منطقة الجزيرة العربية لعبت منذ العام 1475م ولمدة أكثر من قرن من الزمن دورا جوهريا وفعالا بالنسبة للتجار الإيطاليين. وفي هذا الإطار، تأكد دور مدينة البندقية البارز والفعال كجسر تواصل بين الشرق والغرب، مما أثر تأثيرا بالغا على الثقافة الفنية والمادية لمدينة البندقية. وبتفكك التحالفات السياسية وشبكة العلاقات الاجتماعية التي بناها بنو جبر مع القبائل القوية المختلفة أو الفيدراليات مع مملكة هرمز والساحل، ظهر نظام اجتماعي وسياسي جديد على طول منطقة الساحل والمناطق المتاخمة على مدى القرن السادس عشر ميلادي. ويبدو أن الاكتشافات الأثرية، والتقاليد الشفوية، والسِجلات العربية والفارسية، وسجلات الأرشيف الإيطالية تتطابق في هذا المجال، عاكسة بذلك صورة واضحة عن القوى والمصالح العربية المزدهرة الصاعدة، والتي تفاعلت مع قوى أجنبية وتعاملت معها في إطار الشبكة التجارية بين الغرب-الشرق.

العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً