صدر للأديب والروائي والقاص والصحافي عبدالواحد محمد مجموعته القصصية الجديدة «نانا» عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة وهي تجسد كل مشاعر الأنثى التي واكبت عصر بل فاقته بكل مشاعرها الحميمية والتي تغنت بقصائدها العطرية فكانت الملاذ للراوي وهو يمضي وسط زهورها ورياحينها ونخلها ونيلها وفراتها وسمائها وأطيافها ودجلها وكل منابع العذوبة في سطورها. فلم تجذبه مفاتنها بل جذبه كل تنهيداتها الموحية بحب الوطن رغم كثير من التساؤلات التي طرحت علي مسامعها في حضرة الإبداع الذي لم يصنف بعد لكونها ذات ولع وحضور غير مسبوق في التواصل مع الذات والآخر بلا ماكياج؟ ومن هذا العطر (الناني) ولدت تلك المجموعة القصصية للروائي والقاص والصحافي المبدع عبدالواحد محمد الذي خاطب حبيبته بلسان وطن وهو لا يرى غيرها وسط كرنفالات زمن لكنها كانت تحمل في صورتها كل تلك الكرنفالات من عالم الأنثى الساحر في شكله ومضمونه عندما يجد من يستطيع العزف دون ابتذال وعودة للوراء؟

فأطلت نانا من شرفتها ذات صباح وفي صحبة الصديق (شو) ويتذكران بعض من صفحاتها المضيئة مع رشفات فنجان القهوة المضبوط وربما كانت تمر بجوارهما لتسمع ما أعجبهما بها ذات يوم من أيام الجامعة والتي كانت عنوانها ولم تفارق جدرانها وقاعاتها بل ظلت ترسم ملامح وطن كبير ورغم كل الإغراءات بقت عنيدة وفية لعهودها لم تتملق غير الفضيلة وتعلقت بها بل ارتدت ثوبها في أنفة وكبرياء هذا كان السر الأول من صفحات مازالا يتذكرانها معاً وهي تدلف من باب لا يرى وهنا سلمت ومضت تكتب عن حلم وطن؟ وهنا نعيش مع عالم (نانا) الذي نقله لنا المبدع عبدالواحد محمد في رشاقة قاص يحلم أن يراها تستقبله كما كانت هي البسمة التي لم تغادر صومعته حتى رحلت إلى عالم غير عالمنا؟!