شهدت سماء البحرين يوم أمس (الثلثاء) كسوفاً جزئياً للشمس من الساعة العاشرة و50 دقيقة حتى الساعة الواحدة والنصف، وقام العديد من الأهالي وعلماء الفلك في مختلف مناطق البحرين برصد الظاهرة التي تعتبر أول ظاهرة يشهدها العام 2011.

وقام العديد من المواطنين برصد كسوف الشمس الجزئي الذي شهدته البحرين أمس، والذي يعد أول كسوف تشهده في العام 2011، وقام معهد البحرين للتدريب أمس برصد ظاهرة الكسوف بمشاركة عدد من الطلاب.

وفي هذا الصدد قال الهاوي الفلكي علي الحجري خلال محاضرة نظمها معهد البحرين أمس لرصد الكسوف «إن سبب حدوث ظاهرة الكسوف يعود إلى توسط القمر ما بين جرمي كوكب الشمس وكوكب الأرض بزاوية لا تقل عن 5.2 درجات والتي تسمى بزاوية الكسوف».

وأشار الحجري إلى أنه في العام الواحد يحدث كسوفان للشمس وخسوفان للقمر، بينما تحدث 5 كسوفات للسنة الواحدة في حالات نادرة جداً، مبيناً أن هناك ثلاث حالات كسوف، وهي كسوف كلي والذي يكون فيه القمر قريباً جداً من الأرض، أما الحلقي فيكون عندما يكون القمر بعيداً جداً عن الأرض، أما الجزئي فيكون عندما يكون القمر على جانبين وهو ما حدث أمس.

ونوَّه إلى أن الكسوف الذي شهدته البحرين أمس كان جزئياً، مبيناً أن نسبة الكسوف في الساعة العاشرة و50 دقيقة كانت صفراً في المئة، في الوقت الذي كان فيه أفضل وقت لمشاهدة الكسوف في الساعة الثانية عشرة ظهرا و13 دقيقة، إذ بلغت نسبة الكسوف 34.90 في المئة.

وذكر أن أفضل منطقة لمشاهدة الكسوف كانت في الشمال الغربي وخصوصاً في منطقتي الدراز وبني جمرة، إلى جانب أن منطقة أقصى شمال البحرين شكلت محطة مهمة أمس لرصد الكسوف لوضوحه هناك.

وأشار إلى أن حالة واحدة سيتم فيها رصد الكسوف عند غروب الشمس، وسيكون ذلك في العام 2013 وهي المرة الأولى التي ستتمكن البحرين من رصد الكسوف وقت الغروب.

ونوَّه إلى أن هذا الكسوف هو السادس من أصل 30 كسوفاً لهذا العقد، والذي يمتد من العام 2000 إلى العام 2099، موضحاً أن ثلاث حالات ستكون متتالية والتي تبدأ من هذا العام حتى العام 2013، كما أنه ستكون ثلاث حالات متتالية للكسوف في العام 2016 حتى العام 2019.

ولفت الحجري إلى أن حدوث كسوف بتاريخ أمس نفسه سيتم مشاهدته في العام 5082 ميلادي، وحدث من قبل في العام 439 ميلادي، موضحاً أنه ستكون هناك 4 حالات كسوف للشمس هذا العام، إلا أن البحرين ستشهد واحدة فقط، ومشيراً إلى أن أفضل منطقة تمت مشاهدة الكسوف فيها أمس هي في إحدى المناطق في دولة السويد، إذ بلغت الرؤية في هذه المنطقة 85 في المئة.

وأوضح أن الأحوال الجوية لمملكة البحرين أثناء فترة الكسوف أثرت وبشكل كبير على جميع راصدي هذه الفعالية، وذلك نتيجة هبوب رياح مصطحبة معها كتلاً من السحب مع انخفاض درجة الحرارة وبشكل طفيف أثناء فترة الذروة لمرحلة الكسوف، مشيراً إلى أنه تم قياس درجة الحرارة قبل ظاهرة الكسوف وأثناءها وبعدها، والتي كانت من التجارب العلمية لحساب العلاقة وتأثير كسوف الشمس الجزئي على اختلاف درجات الحرارة، بحيث أظهرت أجهزة قياس الحرارة التابعة لقسم الأجهزة الدقيقة والتحكم في معهد البحرين للتدريب ار تفاعاً بسيطاً في درجات الحرارة من الصباح الباكر حتى بداية الكسوف، والتي ارتفعت 3 درجات وبالتحديد من 16 درجة مئوية إلى 19 درجة مئوية.

وبين أن درجة الحرارة بدأت بالارتفاع درجة مئوية واحدة حتى قرابة منتصف فترة الكسوف، وعاودت للانخفاض نصف درجة مئوية وبلغت 19.5 درجة مئوية، حتى عاودت للارتفاع مرة أخرى مع نهاية فترة الكسوف حتى وصلت إلى حد أقصى ليوم أمس وبلغت 21 درجة عظمى، وذلك قرابة الساعة الثانية ظهراً، والتي كانت مطابقة تماماً مع درجات الحرارة للأرصاد العالمية لمملكة البحرين.

كما تحدث عن ولادة هلال شهر صفر، مبيناً أن الهلال ولد أمس في الساعة الثانية عشرة وثلاث دقائق ظهراً، إلا أن رؤيته كانت صعبة وذلك بسبب الارتفاع المنخفض عن الأفق الغربي بأقل من درجة، مشيراً إلى أن اليوم (الأربعاء) بالإمكان رؤيته بشرط صفاء الجو.

وتطرق إلى طرق رصد الهلال، موضحاً أن هناك معايير فلكية تؤكد أن حدوث ظاهرة الكسوف تؤكد ولادة هلال صفر، وهناك طريقة تطلب الرؤية الشرعية للهلال.

وذكر أن حدوث ظاهرة الكسوف مع بداية شهر صفر حدثت في السابق، إذ حدثت في العام 2005 و2006 والعام 2010 والعام 2011، وستتكرر أيضاً في العام 2030 و2031.

كما تحدث عن القمر ونسبة إضاءته التي تتغير من بداية الشهر لنصف الشهر بنسبة 6.6، مبيناً أن القمر له وجهان فالوجه الأول هو ما نراه، أما الوجه الثاني فلا نراه وذلك بسبب سرعة دوران القمر حول نفسه التي تعادل سرعة دورانه حول الأرض، مشيراً إلى أن حجم وقطر القمر يساوي ربع الأرض.

وذكر الحجري أن بإمكان القمر أن يحجب قرص الشمس والذي يكبره بـ400 مرة تقريباً بسبب قربه من الكرة الأرضية، مشيراً إلى أن القمر يكمل دورته حول الأرض كل 27 يوماً و7 ساعات و43 دقيقة، بينما يختتم دورته من 29 إلى 30 للشهر.

طلبة ومنتسبو جامعة البحرين يشهدون الكسوف

الصخير - جامعة البحرين

شارك عدد كبير من طلبة ومنتسبي جامعة البحرين في عملية رصد كسوف الشمس الجزئي، أمام مبنى إدارة الجامعة وفي مبني كلية العلوم في مقر الجامعة بالصخير.

وقال نائب رئيس جامعة البحرين للتخطيط والتطوير أستاذ الفيزياء التطبيقية وهيب الناصر «إن الكسوف الذي حدث ظهر أمس (الثلثاء) يُعد مشاهدة حية لولادة هلال شهر صفر 1432هـ، حيث بقي الهلال بعد ولادته في سماء البحرين مدة ثماني دقائق»، مؤكداً أنَّ أول (غرة) صفر هو اليوم (الأربعاء) الموافق 5 يناير 2011، وذلك بحسب معايير التقويم الإسلامي الموحد، وقال أيضاً إنه «يصعب رؤية الهلال في الأفق».

واستخدم الطلبة في عملية الرصد نحو 10 تليسكوبات، بالإضافة إلى استخدام عدة تقنيات شارك فيها أساتذة قسم الفيزياء وطلبة القسم والمهتمين بالفلك بالجامعة. كما تم توفير نظارات رصد خاصة دعمتها شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، ومجموعة البركة المصرفية تم تصميمها وتصنيعها محليا بعد فحصها في مختبرات قسم الفيزياء في الجامعة.

«ألبا» قدمت 10 آلاف نظارة لمشاهدة كسوف الشمس

قدمت شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، إلى جامعة البحرين والجمعية الفلكية البحرينية دعما ماليا لتوفير عشرة آلاف نظارة مكنت من خلال ذلك الفرصة لطلاب جامعة البحرين ومؤسسات التعليم العالي الأخرى والمدارس والمؤسسات الحكومية والخطباء والدعاة والأئمة من رصد كسوف الشمس الجزئي في يوم الثلثاء 4 يناير/ كانون الثاني 2011، والذي وقع تماماً بحسب الحسابات الفلكية، حيث بدأ من الساعة 10:51 صباحاً، وكانت ذروته في الساعة 12:13 ظهراً (حجب 23 في المئة)، وانتهى في الساعة 1:31 ظهراً بالتمام.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة ألبا لورانت شميت: «تواصل ألبا رعاية الفعاليات والأنشطة العلمية، والبحوث الأكاديمية التي تستفيد منها شريحة كبيرة من الدارسين في المؤسسات التعليمية في المملكة، ورعاية شركة ألبا لفعالية رصد كسوف الشمس يأتي في هذا الإطار وضمن المسئولية المجتمعية للشركة».