العدد 3044 - الأربعاء 05 يناير 2011م الموافق 30 محرم 1432هـ

صديقك من صدَقك لا من صدَّقك

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

اليوم تستأنف المحكمة الكبرى الجنائية محاكمة ما يسمى بـ «المخطط الإرهابي» في ظل تجاذبات بعد انسحاب هيئة الدفاع الشهر الماضي، وثم انتداب وزارة العدل لمحامين آخرين، في حين أكد المتهمون حقهم في التمسك بهيئة الدفاع التي انسحبت. هذه المحاكمة تتعلق بقضية 25 ناشطاً، وهي الرئيسية، إذ إن هناك عشرات القضايا التي تنظر فيها المحكمة، وقد صدرت أحكام في عدد منها في الأسابيع الماضية، والعدد الإجمالي لمن تتم محاكمتهم ليس معلوماً، ولكن المحامين يتحدثون عن وجود مئات (ربما 450 مواطناً) من الموقوفين، 30 في المئة منهم من تلاميذ المدارس الصغار.

الحملة الأمنية التي بدأت منتصف أغسطس/ آب الماضي جاءت بصورة مفاجئة، إذ كان كثير من الناس يتطلعون إلى أجواء مختلفة، ولكن الأمور سارت بشكل مختلف، ووصلنا الآن إلى امتلاء بعض مراكز التوقيف بعدد غير قليل من الموقوفين والمحكومين في قضايا أمنية - سياسية.

إن آثار ما حدث خلال الشهور الماضية بدت واضحة على حركة المجتمع السلمية والشرعية، والتي سعت خلال سنوات من العمل المضني إلى ممارسة الحق الأساسي في حرية التعبير والتجمع، وبدأت المساحة المتاحة تضيق ليس فقط على الأرض (في الندوات والتجمعات)، وإنما أيضاً حتى في الفضاء الإلكتروني، وفي إصدار قرارات لمنع الصحافة من تداول قضايا، وفي استخدام وسائل ضاغطة لمنع أي حوارات تهدف إلى إجراء مراجعة شاملة ومعمقة لما نمر فيه، وذلك بهدف وقف التراجعات في الحريات العامة والممارسة الديمقراطية وكل ما يمس حقوق المواطنين الأساسية والدستورية.

لقد كانت فترة ما قبل 2001 تتسم بضيق المساحة السياسية وبشبه انعدام حرية الصحافة، وكان الناس يخشون حتى من ذكر كلمة «برلمان»، ولكننا تقدمنا بعد 2001 كثيراً، وساد الاعتقاد أن البحرين فتحت أبواب الحوار وفسحت المجال لمختلف الآراء التي تنضوي تحت مظلة القوانين بالانطلاق من دون خشية من الانتقام الرسمي بأي شكل من الأشكال. وهذا هو المحك الحالي، إذ بدأ كثير من الناس يحذرون من كل كلمة يقولونها أو يكتبونها؛ لأن التهم قد تنهال عليهم من كل جانب... ولهذا السبب أيضاً فقد انتعشت سوق المتزلفين واللاهثين الذين وجدوا فرصتهم الذهبية في عرض خدماتهم في التصفيق والتطبيل لكل كلمة رسمية.

ولأنني من المؤمنين بأن «صديقك من صدَقك لا من صدَّقك»، فإنه بودي القول إن محاولات إسكات الفضاء السياسي ليست في صالح البحرين، حكومة وشعباً، وهي تجر علينا الويلات من الفضاء السياسي العالمي (الذي لا يمكن إسكاته) بحيث يصبح اسم البحرين مقروناً بما لا نوده لبلادنا. ولذا، فإنه لا مجال من إفساح المجال للحوار الذي يشمل جميع المحبين للإصلاح. إن بلادنا تستحق أن تقرن بكل ما هو جميل وعظيم ومرموق على جميع المستويات، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الصدق في القول، والتضامن نحو عمل الخير وإصلاح ذات البين، وتغليب صوت العقل والحكمة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3044 - الأربعاء 05 يناير 2011م الموافق 30 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 11:29 ص

      أديت الأمانة

      اللهم إن الدكتور منصور قد أدى الأمانة اللهم فأشهد

    • زائر 44 | 11:04 ص

      الحملة الامنية فاشلة وتعسفية

      المخرج الوحيد هو الحوار الصريح والابتعاد عن التمييز

    • زائر 43 | 10:32 ص

      على المتضرر اللجوء الى اقرب جدار

      عندما يقتنع الحاكم والمحكوم بان الارض هى وطن الجميع وان السلطة هى للقانون فقط والذى يتوافق عليه افراد المجتمع عندها سيتغلب صوت العقل والحكمة على الرصاص المطاطى والشوزن

    • زائر 39 | 6:42 ص

      نحتاج لرؤية أعمق!

      المشكلة بالنسبة لهم ليست كلمة برلمان أو حرية أو ندوات واجتماعات لمناقشة قضايا معمقة! المشكلة أن الحرية ستقود للكلام عن المال العام، وعن الفساد، سرقات السواحل، الأستحواذ على الأراضي، وغيرها من عناوين.. وهذه أمور محرمة وخطوط حمراء بالنسبة لهم ولذلك لايهمهم ماذا يقول العالم الخارجي المهم فقط هو الثروة.

    • زائر 38 | 6:39 ص

      الله يساعد قلبك يا دكتور

      الله يساعد قلبك و قلبنا يا دكتور و الله لو مو قلبك طيب ما افتكرت ولا كتبت عن هالديره الطيبه

    • مدرس ثانوي 2 | 5:44 ص

      بارك الله فيك يا دكتور منصور

      نعلم بأنك صادق و وفي لهذا البلد و أهله و يكفيك شرفاً بأنك إبن شيخنا رحمه الله تعالى لكن من يصدق الصادقين اليوم ، هذا الزمن زمن الكذب و الخداع و الخيانه ، إن توفرت فيك هذه الصفات ستكون صادق و شريف و مخلص . الله يفرج عنهم ، الجميع يعلم بأنهم مظلومين ولا أساس للتهم التي إتهموا بها ، لكن ما عسانا أن نقول غير حسبنا الله و نعم المولى و الوكيل .

    • زائر 36 | 5:42 ص

      هذا هو الدكتــور منصور الجمري هذا هو الشبل من ذاك الاسد

      أحين صح
      هذا المقال تستحق عليه 100% يدكتور
      هالقضايا لازم ماتبرد ..ولازم نحركها
      يعتقدون أننا سننسى أخواننا وأطفالنا المعتقلين في السجون مع مرور الأيام وحوادث الزمان والمكان..لكن هيهات !!
      إلى هذه اللحظة هم لازالو يعتلقون أطفالنا من خلف الكواليس ..ولكن الوسط لهم بالمرصاد ..نتمنى عدم السكوت عن هذه المهزلة الوطنية ..لا تنقطعوا عن ذكر أخبار مظلومية شعب البحرين وأنتهاكات حقوقهم ...كونوا جريدة الحق وكن لسان الحق والحقيقة يادكتور منصور الجمري
      صيبعــي من أتباع علي أبن أبي طالب

    • زائر 34 | 4:56 ص

      لا يمكن الكبت الى الأبد

      ولا أكبر نظام ولا أكبر سلطة في الدنيا تستطيع أن تستمر في خنق الحريات في هذا العالم المفتوح. قد يستمر هذا الكبت سنين لكن في النهاية التاريخ يشهد بأنه لا يصح الا الصحيح.

    • زائر 33 | 4:52 ص

      استجلاب العمل السري

      شكرا لك دكتور
      هذه الأجواء تشجع على العمل السري ، فهل يلام بعد كل هذا التضييق والكبت من يعمل بالسر ؟

    • زائر 30 | 4:17 ص

      كاتب صحفي..

      أشكرك دكتور منصور على هذا المقال الذي قد يكون في وجهة نظري لابأس به...ولأنني أيضا من الذين يؤمن بأن الصديق من صدقك لامن صدقك أقول لك ...بأن مقالك معوّم كثيرا وكأن هناك شيء تريد أن توصله ولكنك غير قادر وحقا لاأعلم ماهي الأسباب..
      شكرا

    • زائر 29 | 3:15 ص

      إنهم لا يعتبرونا مواطنين حريصين على وطنهم

      هم يشككون فينا في كل شيء فكيف تراهم يسمعون أو يستمعون ولكن كما يقول المثل
      رمتني بدائها وانسلّت وإن من يشكك في وطنيتنا وولائنا هو من يجب التشكيك فيه فنحن من هذه الأرض وإليها لذلك نحن نقاسي فيها المحن والآهات والغصص ولن نترك ترابها ولو كنا غير ذلك لفررنا منها من اول كف

    • زائر 27 | 3:03 ص

      إسكت

      إذا أردت إن تغير هذا الوضع, فكن كما كنت أو اسكت

    • مواطن مستضعف | 2:58 ص

      لطالما عكفتُ على كتابة تعليقات .. و تمت مصادرتها!!

      لذا .. فلا أملك سوى قول:
      حسبي الله و نعم الوكيل

    • لالا | 2:55 ص

      لا

      لا فض فوك

    • زائر 24 | 1:28 ص

      النصيحة دين وكما يقول الحديث الدين النصيحة

      ما عليك يا دكتور أدّيته وعلى الطرف الآخر الإستماع
      ومن يغفل ويتغافل فهذا شأنه وعليه تباعته.
      لم يعد العالم هو العالم وطرق التحكم القديمة لا تجدي نفعا العالم كله أصبح قرية صغيرة تنتشر فيه المعلومة بسرعة البرق فما بالك ببلد مثل البحرين
      صغير المساحة ويعج بالمشاكل هل يعقل أن يخفى على أحد ما بديرتنا! لذلك من الحكمة الإستماع لك ولأمثالك من العقلاء وأن لا يتركوا
      الأصوات المتصيّدة في الماء العكر ترتفع لأن هذه الأصوات لها أجندتها المبنية على المصلحة الفردية
      الخاصة والضيقة جدا

    • زائر 23 | 1:20 ص

      يارب

      يارب يفرجون عنهم يارب
      وتنحل هالأزمة مو قادرين نرتاح حتى في نومنه
      شكرا دكتور

    • زائر 22 | 1:09 ص

      ... فقيروه ...

      رحم الله عدو بكاني ولا صديق يضحك علي!

    • زائر 21 | 1:09 ص

      بوعقيل

      يا دكتور اسال اهالي القرى عن الاوضاع الامنية بها قبل الحملة الامنية وبعدها وببساطة سوف تعرف من كان وراء الحرق والتخريب و الدفع بالصبية والمراهقين الى الشوارع لمجابهة ليس رجال الامن فقط ولكن كل من يختلف معهم ... يا دكتور كل منصفا ان الفضاء السياسي لا يزال واسعا ولكن فضاء الارهاب هو الذي تم الضييق عليه .. اسألك يا دكتور هل تم منعك او منع احد من كتاب الجريدة من كتابة سطر واحد فقط ؟؟ ارجوا الاجابة يا دكتور ..

    • زائر 20 | 12:37 ص

      عجبي ممن يعتبر القتل والحرق أمان وسلام!!

      كثرت النداءات التي تطالب بإعادة الفوضى والإرهاب، وتفنن المطالبونبأشكال المطالبات فتارة بإستعطاف القلوب بالقول بأنهم أطفال "مساكين"، وتارة أخرى بتسميةالإرهاب بأنه تعبير عن الحريات السياسية، وتأتينا الآن يا أخ منصور بعبارة تغليب العقل والحكمةفي هذا الشأن!!. أي عقل يحرمنا كمواطنين من الأمن؟ هؤلاء البشر من تتحدث عنهم قد تعدوا على حرياتنا وهذا ليس من حقهم. نطالب مراراً وتكراراً بأن يطبق عليهم القانون بلا تهاون وكفاكم اللعب على قلب المفاهيم.

    • زائر 19 | 12:36 ص

      كلامك صح

      والله يا أخي كلامك موزون وصح 100% الله يصلح الحال. يعطيك العافية أخ منصور وعساك على القوة

    • زائر 18 | 12:33 ص

      عبد علي عباس البصري

      يا حبذا لو خصصت المواضيع على حسب ميول الكتاب ، احسن من هذي الخربطه

    • زائر 17 | 12:31 ص

      الخير في باطن الشر

      البحرين والبحرينيون والبحارنة لا يستحقون ذلك،الشره على السياسيين اللي حطونا في هذا المأزق.والشره على الجمعيات اللي للحين مو متفقين على كلمة. الله كريم واالله يهدي الحكومة وهذي بلدنا في النهاية.

    • زائر 15 | 12:05 ص

      لا تستوحشوا طريق الحق لقله سالكيه

      كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ظ±للَّهِ وَظ±للَّهُ مَعَ ظ±لصَّابِرِينَ

    • زائر 14 | 12:03 ص

      المطرقة

      يا دكتور، توجه الدولة اصبح واضحا تغليب فئة على فئة، انظر حولك، اصبح العربي المجنس يعتدي على ابن الارض الاصيل و بدعم من صقور الحكومة، اصبحت المنتخبات الكروية بدون اللاعبين الاكفأ لانهم من طائفة معينة وصقور الحكومة فضلوا خسارة البلد قبالة الذهاب بدون عباس و جعفر ، انظر الى الاذلال في الكهرباء وما يطرح لن يطول الاخرين و المعني فئة معروفة، انظر تساقط التجار من فئة و ظهور تجار جدد استثروا باسرع من البرق، حتى صحيفتك محظور عليها ما هو مسموح لصحف اخرى،عليكم السلام يا دكتور والقادم اصعب.

    • زائر 12 | 11:33 م

      نتمنى الأفراج!!!

      نتمنى رجوع الأوضاع ما قبل أغسطس و أن تنعم البحرين بلأمن والسلام.

    • زائر 11 | 11:30 م

      Why there is no commenet till this moment

      Why there is no comments till this moment

    • زائر 10 | 11:30 م

      امن يجيب المظطر اذا دعاه ويكشف السوء

      اصلاح ذات البين افضل من عامة الصوم والصلاة

    • زائر 8 | 10:56 م

      صح السانك

      كان في قدر وطلعه الملاس مع ان الامور كانت جليه

    • زائر 7 | 10:50 م

      مشكلة

      المشكلة يا دكتور منصور ان اللاهثين والمتزلفين هم من تصدقهم الجهات الرسمية لانهم بوق ، طاقته العملة ( تلفون العملة ) كلما وضعت فيه اشتغل ، وهم على مستويات ، طولهم وعرضهم صفر بين الشرفاء والمخلصين لهذا البلد ، اللهم انصر الصابرين ، وفك قيد اسراهم ، آمين يا رب العالمين

    • زائر 6 | 10:25 م

      المنطحن

      الاخ الدكتور منصور الجمرى/صباح الخير ..لو تقسم بالقرآن والتوراة والانجيل بانك صديق فلن يصدقوك لانك وباختصار شديد مواطن محب وغيور على وطنه وبالتالى فأنت مأخوذ بالظنه.

    • زائر 5 | 10:23 م

      • بهلول •

      لأ ... هأ ... غير صحيح بتاتاً
      صديقك من طبل لك

    • زائر 4 | 9:54 م

      عبدالله جاسم

      مقال جميل .. لكن لماذا لا توضح أكثر من هو المسؤول عن افتعال هذه الأزمة ؟؟

    • زائر 3 | 9:51 م

      ام مهدي

      الى المسئولين .. نطالب بالافراج عن الشيخ محمد حبيب المقداد

    • زائر 2 | 9:51 م

      ابو جاسم

      المعتقلين ابرياء .. والكل يدري .. ليش التعنت والظلم ؟؟ افرجوا عنهم .. شباب يروح في غياهب السجون ظلماً !! خلوا الناس تعيشششش !!

    • زائر 1 | 9:44 م

      مدد

      الله يساعدك يادكتور وطول بالك ومأجورين على هذه الحالة ، وإنا لله وإن إليه راجعون وسيعلم الذين ........... والعاقبة للمتقين.

اقرأ ايضاً