العدد 3047 - السبت 08 يناير 2011م الموافق 03 صفر 1432هـ

اليوم استفتاء تقرير مصير جنوب السودان

شرطي في حراسة مركز اقتراع في كادوقلي جنوب كردفان (رويترز
شرطي في حراسة مركز اقتراع في كادوقلي جنوب كردفان (رويترز

يشارك 3 ملايين و930 ألف ناخب في جنوب السودان ودول الشتات اليوم (الأحد) في عملية الاستفتاء على تقرير المصير التي تستمر لمدة 7 أيام.

وعشية بدء عملية الاقتراع، الذي يرجح أن يؤدي إلى الانفصال، أعلن نائب الرئيس السوداني، رئيس حكومة الجنوب سالفاكير ميارديت أن «لا بديل عن التعايش السلمي» بين شمال وجنوب السودان.

وقال سالفاكير أمام المقر الرئاسي «اليوم لا عودة إلى الحرب». وأضاف وقد وقف السناتور الأميركي جون كيري إلى جانبه: «إن الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة». وختم قائلاً «لا بديل عن التعايش السلمي» بين الشمال والجنوب.

وحسب اتفاقية السلام الموقعة العام 2005 فإن الفترة الممتدة بين الاستفتاء وشهر يوليو/ تموز 2011 ستكون مرحلة انتقالية تمهد للانتقال إلى الانفصال في حال جاءت نتيجة الاستفتاء في هذا الاتجاه.

على صعيد متصل، وقع حادث أمني عرقل الاستعدادات الجارية لإنجاح الاستفتاء. فقد أعلن مسئول عسكري في الجيش الشعبي أن ستة عناصر ينتمون إلى فصيل جنوبي متمرد قتلوا في مواجهات وقعت مع هذا الجيش مساء الجمعة وصباح السبت كما اعتقل عشرات آخرون.


اشتباكات بين جيش الجنوب ومليشيا متمردة تسفر عن سقوط ستة قتلى

انتشار أمني كثيف في جوبا عشية استفتاء تقرير المصير

الخرطوم، جوبا - رويترز، أ ف ب

انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف أمس (السبت) في جوبا عاصمة الجنوب عشية الاستفتاء بشأن تقرير مصير جنوب السودان.

وبعد الاحتفالات الصاخبة والمسيرات الداعية إلى التصويت مع الانفصال التي أقيمت الجمعة، توقفت كل هذه المظاهر السبت بناءً على تعليمات مفوضية الاستفتاء التي منعت أي دعاية في اليوم الأخير ما قبل الاستفتاء.

ولم يسجل في كامل الجنوب أي نشاط يدعو إلى الوحدة طيلة الفترة المخصصة للحملة الانتخابية. وانتشر نحو خمسة آلاف عنصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان ومن الشرطة الجنوبية في شوارع جوبا استعداداً للحدث الكبير، وهم كانوا تلقوا تدريباً خاصاً لحفظ الأمن انتهى مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي غضون ذلك، قال الرئيس السوداني، عمر البشير في مقابلة مع قناة «الجزيرة» إن شمال السودان وجنوبه يمكن أن يشكلا اتحاداً على نمط الاتحاد الأوروبي إذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المقرر اليوم (الأحد).

وأضاف البشير أمس الأول أن الجنوبيين يمكن أيضاً أن يحصلوا على حقوق حرية الحركة والإقامة والعمل والتملك في السودان بعد الانفصال، لكنه أضاف أنهم لا يمكن أن يكونوا مزدوجي الجنسية.

وقال البشير إنه لا يتحدث عن اتفاقية للدفاع المشترك وأن المناقشات تدور بين الجانبين بشأن «قيام اتحاد بين الشمال والجنوب لرعاية المصالح المشتركة أمنية كانت أو سياسية أو اقتصادية. وفي هذا الصدد نضرب مثلاً بالاتحاد الأوروبي».

كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السناتور جون كيري الجمعة إنه يتعين على الولايات المتحدة والقوى الأخرى أن تساند عقد جولة جديدة من محادثات السلام»الرفيعة المستوى» لحل الصراع في إقليم دارفور لأن الجهود الحالية لا تحقق نجاحاً.

وأردف كيري قائلاً لـ «رويترز» في مقابلة أن المفاوضات التي تديرها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وتستضيفها قطر لم تكن تحظى باهتمام ويتعين نقلها إلى مكان أبرز وأن يدعمها مزيد من الأطراف الدولية.

وعشية الاستفتاء، قال جيش جنوب السودان إن مليشيات متمردة اشتبكت مع الجيش خلال اليومين الماضيين ما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أجوير إن قواته نصبت كميناً لمقاتلين موالين لزعيم المليشيا، جالواك جاي في ولاية الوحدة بالجنوب أمس الأول وشنت المليشيا هجوماً مضاداً صباح السبت. وقال «جاءوا من الشمال لتعطيل الاستفتاء. إنها لعبة معروفة».

كما قال أفراد من طائفة «شهود يهوه» إنهم يتعرضون في بلدة صغيرة في الجنوب لمضايقات وطردوا وأحرق مكان للعبادة خاص بهم بعد أن اتهموا بأنهم طلبوا من الناخبين مقاطعة الاستفتاء.

وقال أعضاء في الطائفة وهي أقلية مسيحية صغيرة إن الطائفة اتهمت دون وجه حق بمنع اتباعها من المشاركة لاعتبارات دينية في الاستفتاء.

وفي واشنطن، نصحت الولايات المتحدة الجمعة رعاياها القاطنين في السودان بتوخي الحيطة والحذر وعدم التنقل بين مناطق البلاد، وذلك عشية الاستفتاء.

وعلى الصعيد ألإقليمي، أكد وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان، برنابا بنجامين أن دولة الجنوب المقبلة، لن تكون دولة معادية لمصر، أو الدول العربية. وقال في مقابلة مع صحيفة «الأهرام» إن ما قدمته مصر للجنوب من مساعدات «يفوق ما قدمه أي طرف خارجي آخر»، مضيفاً أن ذلك لن يقابل في الجنوب «إلا بالمواقف الطيبة والرغبة في إقامة علاقات حسنة مع مصر والعالم العربي».


اكتمال الاستعدادات لاستفتاء الجنوب... والمجتمع الدولي يشارك في الرقابة

جوبا (السودان) - أ ف ب

عشية بدء استفتاء الجنوب السوداني بشأن تقرير المصير، باتت كل الاستعدادات «مكتملة» بحسب مفوضية الاستفتاء، في حين تدفق المراقبون الأجانب ليكونوا شهوداً على حسن سير هذه العملية التي يرجح أن تشهد ولادة دولة جديدة في جنوب السودان.

وأعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء، جورج ماكير أن «الاستعدادات لإجراء الاستفتاء باتت مكتملة تماماً». وأضاف «وصلت البطاقات إلى كل مراكز الاقتراع في الجنوب، كما أن كل الترتيبات الإدارية جاهزة استعداداً لليوم الأحد».

وأوضح أن قوة الأمم المتحدة في السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع إلى المناطق النائية.

وتفتح مكاتب الاقتراع صباح اليوم التاسع من يناير/ كانون الثاني الجاري على أن تتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع بسبب صعوبة المسالك في الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب السوداني والتي تفتقر إلى أدنى مقومات المواصلات.

واستفاد الجنوبيون من اليوم الأخير للحملة الانتخابية للنزول إلى شوارع جوبا والدعوة إلى الانفصال. وتأخذ تظاهراتهم شكل الاحتفال المسبق بإعلان الاستقلال تحت شعار «الخطوات الأخيرة نحو الحرية».

وتقدمت فرقة موسيقية تظاهرة جوبا وارتدى أفرادها قمصاناً كتب عليها «نحن مغادرون» أي عازمون على الانفصال عن السودان والتصويت لصالح الانفصال.

ووراء الفرقة الموسيقية تجمع عدد من طلبة المدارس داخل شاحنة وهم يرقصون على أنغام مكبرات ضخمة للصوت تردد «نعم للانفصال لا للوحدة».

وقال جاكوب كيني احد منظمي هذه التظاهرة «نريد ان نستفيد من آخر يوم من الحملة الانتخابية لندعو الجميع إلى المشاركة في التصويت».

وحتى قبل أسابيع قليلة كانت الشكوك لا تزال كبيرة بشأن احتمال إجراء هذا الاستفتاء أكان لأسباب لوجستية أم سياسية.

وجاءت تصريحات عدة لكبار المسئولين من الشمال والجنوب لتبدد هذه المخاوف. وتكرس الاتفاق على ضرورة تسهيل اجراء الاستفتاء بالزيارة التي قام بها الثلثاء الرئيس السوداني، عمر حسن البشير إلى جوبا حيث التقى رئيس حكومة الجنوب سلفا كير.

من جهته قال رئيس قسم الجنوب في بعثة الأمم المتحدة إلى السودان، ديفيد غريسلي «كان العديد من المتشككين يعتقدون أن الوقت لن يكون كافياً لإنهاء كل إجراءات الاستفتاء، وقد أخطأوا في اعتقادهم».

وبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 ألفاً في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 ألفاً في الجنوب السوداني.

ولا بد من مشاركة 60 في المئة على الأقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته.

وقال نائب رئيس حكومة الجنوب، ريك ماشار في تصريح صحافي الجمعة إن كل شيء بات جاهزاً لإجراء «استفتاء سلمي وتاريخي».

وأضاف ماشار الذي كان من أوائل القادة الجنوبيين المنادين بالاستقلال «حانت الساعة التي ستتيح للجنوبيين ممارسة حقهم في تقرير المصير عبر هذه العملية الديمقراطية».

وأضاف المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء، جورج ماكير أيضاً أن مراقبين من هيئات الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وهيئات مجتمع مدني سيشاركون في مراقبة الاستفتاء، وخصوصاً من مركز جيمي كارتر.

وأشاد الرئيس الأميركي السابق، كارتر الجمعة بعمل مفوضية الاستفتاء وقال بعد لقائه رئيسها محمد إبراهيم خليل ورئيس جنوب إفريقيا السابق، ثابو مبيكي «لقد واجهوا صعوبات كبرى مع تأخر اختيار الأعضاء ومع مشاكل في التمويل. لذلك نسعد بتهنئة الدكتور خليل وفريقه». وكان مجلس الأمن الدولي رحب ليلة الخميس الجمعة بإعلان الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان أنهما سيعملان على ضمان إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب اليوم الأحد في أجواء هادئة.

وكان من المفترض أن تتم الدعوة إلى اجراء استفتاء في الوقت نفسه على منطقة أبيي لكي يقرر سكانها ما إذا كانوا يرغبون بالانضمام إلى الجنوب أو الشمال. إلا أن هذا الاستفتاء أرجىء إلى موعد لم يحدد بعد بسبب خلاف حول هذه الأرض بين قبائل المسيرية العربية المؤيدة للشمال وقبائل الدينكا المؤيدة للجنوب.

ورغم ثرواته الطبيعية الكامنة أكانت من النفط أو من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، فإن جنوب السودان في حال انتقاله إلى مصاف الدول المستقلة سيكون على الأرجح أفقرها.

وقالت المسئولة في منظمة «أوكسفام» في جنوب السودان، مليندا يونغ «مهما كانت نتائج هذا التصويت فإن الفقر المزمن وغياب التنمية والخوف من عودة العنف هي أمور باقية ولن تحل بإجراء الاستفتاء».

وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الجمعة من جنيف أن عدد الجنوبيين الذين غادروا الشمال عائدين إلى الجنوب للمشاركة في الاستفتاء تضاعف منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي ليصل إلى 120 ألف شخص

العدد 3047 - السبت 08 يناير 2011م الموافق 03 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:53 م

      الاستفتاء

      الجنوب هي ارض من السودان لكن سكانها سرطان يجري في دمنا يجب ان نتخلص منه مهما كانت العواقب والانفصال هو الي حايشفينا من السرطان دا وبالجد اتمني من كل قلبي ان يكون خيارهم الانفصال

    • زائر 5 | 5:42 ص

      لا لانفصال الجنوب

      إن انفصال الجنوب يعني خلق دولة مسيحية تكون مع مرور الأيام حليفة للكيان الصهيوني الغاصب ، وبناء عليه نرفض بكل شدة أن نفرط في أي شبر من شبر السودان لتبقى السودان بأكملها دون تجزئتها ولايجوز لأي رئيس أن يتصرف بحق السودان وبذلك بالموافقة على إنفصال الجنوب

    • زائر 4 | 2:52 ص

      .............

      لماذا اراد الجنوبيون الانفصال ؟؟؟ ...............

    • زائر 3 | 2:03 ص

      الجنوب

      خسارة وتعب بلاش، سينفصل يعني سينفصل لأن أمريكا والغرب وبنتهم المدللة إسرائيل يريدون ذلك،فتهيأوا لما هو أبعد من ذلك أيها الأخوة وقد يأتي الدور لا سمح الله على دول أخرى مجاورة للسودان وتنتقل لأسيا لأن دول الإستعمار تريد ذلك وخاصة أمريكا وفرنسا

    • زائر 2 | 12:57 ص

      ولد ابوي

      سياسة غربية لتفكيك الدول المسلمة الكبيرة باكستان العراق واليمن والان السودان وايران في الطريق ,واذا فشلت في التفكيك سعت لأشاعت الفتن والبلبلة والتفكك الداخلي حتى يأتو ويضعو قواعدهم بهذا البلد , نسأل الله العافية .

    • زائر 1 | 10:43 م

      كله بسبب القاعدة

      منفصلين وما بينهم مشاكل افضل من ان يكون متحدين وقتل ومقاتل ، وبعدين ادرك الجنوب انه لاينمكن التعايش مع الشمال مادام هناك فلول للقاعدة المجرمين ، واذا انفصلا سيرى الجميع ان الجنوب سينعم بالامان لخلو الشياطين منه ابناء القاعدة

اقرأ ايضاً