العدد 3059 - الخميس 20 يناير 2011م الموافق 15 صفر 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

ذبح الطفل الرضيع

أي المحاجر لا تبكي عليك دما أبكيت والله حتى محجر الحجرِ، من ماذا كانت أفئدتهم؟ من الصخر الذي لا يلين أم من حديد؟ حتى الحجارة تلين ويشقق منها الماء كما قال الله العلي العظيم في محكم كتابه «وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء» عجيب أمر أولئك القوم انسلخوا من الأخلاق الإنسانية كما تنسلخ الحية من ثوبها تجردت الرحمة والرأفة من قلوبهم وانتزعت العاطفة والعفو والصفح منها، كما يقول «العرب العفو عند المقدرة».

ثلاثة أيام أطفال بيت الرسالة حُرموا وابعدوا من الزاد والماء وهم بجوار الأنهار الجارية، جف ريقهم ويبست ألسنتهم من الظمأ، جاءت الرباب بابنها إلى أبي الضيم أبي عبدالله الحسين مظلوم كربلاء بعدما جف لبنها وتدلى رأس طفلها وخافت عليه الموت من شدة الظمأ، وقالت له اذهب واستعطف القوم عسى يوجد فيهم رجل رشيد يسقيه شربة من الماء وينقذه من الموت المحتوم، فتوجه به نحو القوم مخاطبا «إذا كان ذنب الكبار فما ذنب الصغار» خذوه واسقوه شربة من الماء، فما كان من أولئك القوم إلا انقسموا إلى قسمين قسم يقول اسقوه والقسم الثاني يقول لا تذروا لأهل هذا البيت من باقية.

وشاع الهرج والمرج وكثر اللغط بين صفوف العسكر وأمر قائدهم حرملة بن كاهل أن يقطع نزاع القوم بذبح الطفل، وفعلا توجه نحو الطفل ووضع السهم في كبد القوس وصوّب الرضيع وقتله من الوريد إلى الوريد على صدر أبيه الحسين (ع)، وما إن حس الطفل بحرارة السهم أخرج يديه من القماط وهو يرفرف كالطير المذبوح معانقا أباه الحسين، فرجع به إلى المخيم واستقبلته بنات الرسالة وسألنه هل سقيته ماء فأجابهن خذوا ابنكم مذبوحا.

رزية ما أعظمها من رزية، ما كانت هذه الفاجعة الأليمة أن تحصل وتطال أبناء وبنات رسول (ص) لو كان هناك الوعي الكافي وتدبر الأمور على الطريقة السليمة والتشبث بمنهاج الرسالة الخالدة لنبي الأمة وتعاليمها ونصائحها ودرء المنكر والأمر بالمعروف وإحقاق الحق وزهْق الباطل، حتى لو كلفه ذلك حياته من قبل علماء ووجهاء ومشايخ ذاك الزمان.

لكن أولئك قوم استحوذ على قلوبهم الشيطان فأنساهم ذكر الله فنسيهم فظلوا خانعين باركين للذل والهوان يأتمر عليهم عتاة القوم وطواغيتهم ويأخذون منهم مأخذة عظيمة في التركيع والانبطاح ويشربون في أنفسهم عبادة الطاغوت لا عبادة الله، وهم يعلمون جيدا إلى من ينتهي نسب أبي عبدالله الحسين (ع) ومع ذلك خذلوه وقتلوه وتلبدوا عليه وفجعوه بأهله وولده حتى رضيعه ذي 6 شهور لم يكن في منأى من ظلمهم وبطشهم وذبحوه على صدر أبيه بدم بارد، أي قلب وهبك الله يا أبا عبدلله، السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث مع أصحابك حيا.

مصطفى الخوخي


أنشودة العار

 

دخل الشتاء أهوجاً...

لملمي خيوط معطفي

أنشريه تحت أشعة الشمسا

إنهم رحلوا

لاتزال السفائن راسية في ميناء الضباب

@@@

سِفرٌ من البلور

في كوةَ الأرق

كلهم عينٌ عمياء

يعاشروا الورق

ينتصر الأسد

لن ترفعوا المظلة السوداء،

ليس على الرصيف من أحد

@@@

احملي أحلامها الخضراء

وردتي اليابسة،

استنشق الشتاءُ في جوف معطفي

أرميها على ساحل الزبد العاجي

تدخل مع الذين راحوا

قد حزموا حقائب الجراح

عصفورة تسردُ للرياح

آمالهم صياح، على الغيم صرعى

ما استراحوا !

@@@

تأبطي منجلاً

لوّنِ الرمال والسماء والدماء

في مخرز الحريق،

هنا نهيق، وها هنا كومة قش من حريق

وعلى التلال صومعة تزئرُ بالنعيق

كل الصناديق فارغة،

ملأى، ومسدودٌ في وجهها الطريق

@@@

فوجاً من الساقطين

في زحمة الطابور،

أنثري ألاعيبُكِ على رؤوس الراقصين

وطبلي وصفقي وزمري

قلاعُكِ غبار، تنهار في النهار

رحيقٌ من ثناياي

يا أنشودة العار

بدر الحاج


حَنجرة الآل...

 

بـــأسُ القضـاءِ على تِرحــالكَ اختـُبــــرا

وفي خــُطـــاكَ صـحـــا مُستلهمــاً أثـرا

فــدُس على المـوتِ واهـزأ بالدمـوع فما

غيــرُ التصبُّــر مِن آمـــاقيـنـــا انهمـــرا

وقفــــتُ أحبـــسُ أنـفـاسي على وجـــلي

وأطفئُ السمعَ والإحساسَ والــبـصــرا

مُشــــرداً، هكــــذا وســـط الخيــــالِ وما

سـواكَ خـلــفَ مسيري يُمعنُ النـــظـرا

أسيــــرُ بيــــن رفـــاتِ الأمسِ مُنفطــــراً

على شواهـــدَ فيــــها ذكـرُكَ انفـــطــرا

وكنتَ بيــــــن الركــــامِ الحُلــــوِ تتبـعني

أكنـتَ مثلي وفيــــــاً هكــــذا لـــتـــرى؟

أكنتَ تعــرفني وســـط الـزحــــامِ كـمــــا

مِــن قبلِ أن يعتليكَ الموتُ حين جرى؟

هذا الـركــــامُ ركـــامُ العمـــرِ، صحبتنـــا

مزاحُنـــا، جدُّنـــا، مــا بيننــا شـــجــرا

هلـمَّ نجـلسُ خـلــف الســــــورِ نـقــــرؤهُ

كــأننــا مثلمـــا كنـــا هـــنــــا بشـــــرا

هلـمَّ ننـبــشُ مـاضينـــــــا على تـعــــــبٍ

نستخرجُ الحزنَ والبسمـــاتِ والصورا

نعيــدُ ســـردَ حـكــايـــــا مـــاتَ كـاتبهـــا

حتى يُمســرحهــــا يومـــاً لـــنـا عِبــَرا

تعــــالَ نهمسُ دونَ النــــاسِ في لـغـــــةٍ

طعــمُ التفجُّعِ في كـاســاتــهــا اختمـرا

أتـذكـــرُ الصبـــحَ لمّــــَا كــان يجمعـنــــا

والطــلُّ يلتحفُ الـجــدران والــشجـرا؟

أتـذكـــرُ اللـيـــلَ، سُمَّــــارَ الشبـــــابِ إذا

مــــا الليــــل جنبـاً لجنبٍ بيننا سهــرا؟

أتـذكـــرُ النخـــل، والخبـاز، شــارعنـــــا

لمَّـــا بطــرفــــةِ رعــدٍ يمتلي مـطـــرا؟

ذاكَ الزقـــاق، هنــا، بيـن البيـــوتِ وفي

حضــنِ المســـاجـد لمَّـا نقرأُ الـسـورا؟

أنصت!أنـــاشـيــدُنــا، أيــــامَ فـِــرقـتِـنـا

يشـتـــاقُ سمعي إليــــها كلــمـــا ذكــرا

يشتـــاقُ قلبي إلى هــــذا الـركـــــــامِ إلى

كـــلِّ الـــذي فيـــهِ يا محـمودُ قد قـُبِـرا

وجـــدتُ شيئــاً، وأخشى مـِــن قـــساوته

فـي شـدةِ الوقعِ أن تـلــتــاعَ معتصــرا

نعم، سمعتَ صوتك؟ هــا قـد مــرَّ موكبنا

يلفُّ قريتنــا فـــــي لطـــمــــــهِ كــــدرا

وصوتكَ العـذبُ يــجـــــري في مسـامعنا

بـشجــوِ نعيـــكَ آل المصطـفى نـهَــــرا

يا صاحبي، خنتني؟ أم خنتُ؟ يا وجـعي!

لــمــا عزمتَ وما أطلعــتـــني خــبَـــرا

لما بعــــاشـرَ أقـسـمـتَ الـــوفـاءَ لـمـــن

شريانــُــهُ فـــوق حــدِّ الصارمِ انتصرا

وسطَ السنــابسَ، عصـراً حينما ابتـدأ

المسرى إليــــك معَ الأيـتـــامِ والأســرا

قـــد كــانَ آخــرَ يــومٍ فيــه صوتك قـــــد

نادى وأولَ يـــومٍ خــوفــكَ انكســـــرا

آليــتَ أن لا تـلبي بـالصــيــــــاحِ وأن

تهدي إلى السبطِ مـنكَ الجسمَ والعُمُـرا

نوديتَ من زينبَ الكبــرى لتــلحقهــــــا

بالركبِ، تطوي البـوادي تقطعُ الوعِـرا

حتى أجبـــتَ فمـــالُ الدهــــرُ وانـــقلبَ

الــــتأريــخُ طفــاً وفـاض الـدمُّ وانفجـــــرا

بلحظةٍ مــَــرَّ طـــرفُ الحبِّ مـكـتشفــــــاً

مـصــارعَ الآلِ والأنصــــارِ مُختصِـــرا

فرُحتَ تنسخُ نسخَ الشــــوقِ مقـتـبســــاً

مـن كلِّ مصــــرعِ فذَ مــــــنــهُ مُعتــذرا

لمحتـــهُ في الــتـيــــاعِ الجـو مزدحـمـــاً

فـــي جـرأةٍ تُرعبُ النيــرانَ والشـــررا

فاصــطــكَ يُـدمي جـــبينَ السبطِ في وجعٍ

فاخـتـــرتَ أصـعـبَ أمرٍ حينها، الحجرا

أدرتَ فارتــســـــمَ الأزدي بــــصــــــارمهِ

فاخترتَ من قاســـمٍ ما انشقَ وانشطرا

وذلكَ الــســهــمُ لـــــــمـــا ارتــزَّ في فمهِ

وَجُودَ عباسَ مــن آمــالــهِ فــغـــــــــرا

عاينته، لم تـــعـــد تــبــــــــغي بهِ بـــــدلاً

فاخترتهُ راغـباً في اللهِ مُــصــطـــبـــرا

حتى رأيـــتَ علـــيـــاً والـــدعـــــاةُ بــــهِ

لم تبقِ جـــزءاً عـــليهِ السيفُ ما عبرا

فاخترتهُ مُـلــهــمـاً لـلــجــرحِ مُبتكِـــــراً

كلَّ الذي فيكَ صـــاغَ الــحب وابـــتــكرا

وهكذا قــمــتَ مِلءَ الشوقِ منــطــلـــقـــاً

إلى العقيلةِ ترنـو الفـــوزَ والـــظـــفــرا

لم يخطر الــــخوفُ في عينيكَ بل خطر

تعيناكَ تدهسُ في ركـــضاتها الخــطــرا

وقفتَ في موقــــفِ الأنصار حــيـن أتــت

بالصدقِ تعقدُ عند الخــيـــمـــةِ النـُــذُرا

من فـَرطِ ما عبأتـــكَ الطفُّ من شــغـــفٍ

نــســيتَ جسمكَ فوقَ التربِ مُعــتــفــرا

وطرتَ أسرعَ من خــيــطِ الصباحِ عــلـى

جنــحِ الــدمـــاءِ يُــحــاكــي وثبُكَ القدرا

وصلتَ روحاً إليهـا فــــــالــتــــــقيتَ بما

لبيتَ صدقاً بصافي صــــوتـكَ الأمــَــرا

وعُدتَ جسماً إليــنــــا كــــي تــُذكـِّـــــرنا

أن الذي ماتَ، في مــا مـاتَ قـد ذُكِـــرا

وما عرفناكَ إلا مَحـــضَ حـــَـــنـــجــــرةٍ

في حــبِّ حــيــدرةٍ تـسـتــنــطقُ الدُررا

تــُبكي الليالي عـلـــى ذكـرِ الـشــهيدِ وما

فــــــي غير عترةِ طه صوتــها استعرا

وهكذا نحنُ ودعــنــاكَ، لـــيس بــــــنــــا

شــكٌ ونــأمــلُ أن تـبــقــى كــمـــا غبرا

حـــجـمُ النفوسِ صغيرٌ حين تـعـــشقُ مَن

في نهجهِ، وعيهِ، إيــمــــــانهِ صغــُــرا

وأنتَ حــجــمـكَ يـــا رادودُ مُــتــــــــسعٌ

في خدمة الآل والإســـلامِ قـــد كبــُـــرا

كأنني بكَ وســـــــط الــخــلـــدِ في رغـَــدٍ

مـــمـــا أفـــاضَ علــيـــكَ اللهُ وادَّخـــرا

تحوطكَ الحـــــــورُ والـــوِلــدانُ فـــارشة ً

لـــك الأرائـــكَ بــالــتــهــلــيلِ والسُرُرَا

أهنِئ بــمــشــــــهــدِ خـــلدٍ لا نـــــظيرَ لهُ

غـــيــر الشــهــيــدِ إلــيــهِ قـطُّ ما نظرا

يلقاهُ مَن كان خــــــدَّاماً إلى خـدمِ الكرارِ،

مَن بــاعَ فــيــهِ الــعــمـرَ واتجَّرا

محمد اليوسُف


قطـف ثمـار الشـراكة

 

الشراكة المجتمعية هو ما ترجمته حملة «ارتقاء» إلى واقع عشناه ولمسناه وذلك من خلال توفير التسهيلات اللازمة للمواطنين فيما يتعلق بالخدمات والنظافة والتشجير والتجميل. فهذه الحملة وما لاقت من صدى رائع في الصحافة المحلية منذ تدشينها من قبل وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة بن أحمد الكعبي في 5 مايو/ أيار 2009م والتي ارتكزت على التعاون المشترك بين البلدية والمجتمع ومؤسساته، بالإضافة إلى القطاع الخاص، وقد تبادلت تلك القطاعات الأدوار المناطة بها على أكمل وجه مما انعكس بالإيجاب على خدمات النظافة وزيادة الرقعة الخضراء وتسهيل الخدمات البلدية والمساكن، بل صححت تلك الحملة بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض المواطنين ورسخت لديهم القناعة التامة بأنه لا يمكن تحقيق الارتقاء بمختلف الخدمات ما لم يكن هناك إيمان من المجتمع نفسه وكذلك مؤسساته الأهلية بأهمية دور الشراكة ما بين المجتمع والقطع الحكومي لضمان استمرارية تقديم الخدمات بأفضل السبل والمحافظة عليها والارتقاء بها لتحقيق الرؤية الاقتصادية 2030م .

ومن هذا المبدأ فقد انطلقت حملة ارتقاء لتحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية الذي يمثل النواة الأساسية لضمان نجاح كل مشروع، وما شهدناه من عملية النظافة والتشجير والتجميل وعمل الجداريات الفنية وتأهيل الساحات الشعبية والزوايا في بعض قرى المناطق الشمالية إلا دليل واضح على النجاح الباهر الذي حققته الحملة ووصولها إلى الأهداف المنشودة .

هذا بالإضافة إلى إعادة تأهيل وإنشاء الكثير من الحدائق والسواحل في مختلف قرى المنطقة الشمالية، ومن تلك السواحل ساحل المالكية الذي تم وضع حجر أساسه في ديسمبر/ كانون الأول 2009، حيث تعيش المملكة أجواء الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد. والذي يعتبر من السواحل النموذجية، فإلى المزيد من المشاريع والشراكة بين مختلف القطاعات الحكومية منها والأهلية للنهوض بمستوى كل الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم على أرض مملكتنا الحبيبة وما أحلى قطف ثمار الشراكة .

محمد الفتلاوي

العلاقات العامة والإعلام

بلدية المنطقة الشمالية


رحمةٌ في يد رحيم

 

في صباحٍ باسمٍ ثغرُه وفي أثناء عملي، أطللتُ من نافذة القسم الذي أعمل به والذي يُشرف على مواقف سيارات المرضى، فرأيتُ رجلاً كبيرًا في السن تظهر عليه أماراتُ الوقار، إلا أنه بدا في قمة نشاطه وحيويته، وقد مد عباءةً زينبية على والدته الطاعنة في السن والجالسة على كرسيٍ متحرك، وتحرك معها متجهَين إلى بوابة المستشفى، فلم أُطل النظر وعاودتُ العمل. فما كانت إلا ساعة، وإذا بشيءٍ ما يجذبني لناحية النافذة، رميتُ ببصري وإذا بي أرى الرجل نفسه وهو يدفع الكرسي المتحرك عائدًا لسيارته، فبقيت واقفة أتأمل لعل في ما رأيت وسأرى رسالةً لي، فكيف يتفق أن أرى هذا الرجل في قدومه وحين مغادرته والحال أني قليلة الانتباه أو النظر إلى النافذة؟ عندما وجهت عيني وفكري لهما، رأيته وهي يدير الكرسي المتحرك بطريقة تمكنت عن طريقها من رؤية نصف وجهها النيّر شديد البياض، فبدأ بتجريد والدته بكل لطف من عباءتها التي ألقى بها في المقعد الخلفي، ثم أدخلَ خصلات شعرها وبدأ يلف حجابها وقد ارتسمت ابتسامة دافئة على محياها، بعدها مد يده بجانب المقعد الأمامي واستخرج جهاز تحكم (ريموت)، وضغط على زر ليتحرَك المقعد الأمامي (بجانب السائق) للسيارة إلى أن استقر بالخارج، فاحتمل والدته بكل حنان إلى صدره، وابتسامتها لا تفارق شفتيها وأجلسها على المقعد، ولما لاحظ أن والدته جالسة على طرف الكرسي حملها مرة أخرى وأسندها لترتاح في جلوسها، ثم ضغط على زر آخر بالجهاز ليعود المقعد إلى مكانه وركب إلى جانبها وانطلقا. تسمرَّت قدماي وانبهرتُ لما رأيت، هذا الرجل والذي يناهز الستين من عمره لايزال بارًا بأمه، يسعى لخدمتها بكل إخلاص وحب، فلم تظهر من تصرفاته وتقاسيم وجهه أي علامات تبرم أو انزعاج، بل على العكس تمامًا فقد كان يشاطر والدته ابتسامتها، حانيًا مترفقًا بها، فكانت بحقٍ رحمةً بيد رحيم! هذا النوع من الأبناء الذي تشرّب البر بين حنايا ضلوعه، لن يغادر الدنيا حتى يُسقى من فيوضات بره، فكل عمل يبذر بذورًا من الجنس عينه، والابن البار إنما يمهد لنفسه «وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ». ولا أستبعد كون الأم قد أحسنت لأهلها أو عملت من الصالحات إبان حياتها، فكان جزاؤها هنا أن وهبها الله ذرية صالحة، ولها في الآخرة قرة عين! معادلات أعمال البر والإساءة ثابته، فإن كان أحد طرفي المعادلة خيرًا، فإنه وبشكل تلقائي يصيّر الطرف الآخر خيرًا، قد تتشابك الخيوط وتتباعد نقاط الارتباط ولكنها في النهاية تعود لعنوان الخير، كأن يبر المرء والديه فليس من شروط صحة تحقق هذه المعادلة بأن يُرزق بذرية صالحة بارّة، إذ قد يُوّفق في أعمال أخرى بأن يوسّع الله عليه في رزقه. فالذي علينا التيقن منه هو وجوب تحقق هذه القوانين الإلهية، ووجوب السعي في مجال تحقيق الصالح منها.

صفاء المطاوعة


حُلُمِي الْوَرْدِي

 

حُلُمِي الْوَرْدِي الْرَّمَادِي

حَيَاتِي الْجَامِعِيَّة أَشْبَه

بِلَوْن وَرْدِي ازْدَهَت

بَهِي بِدَايَتِي فَكَان وَقُوْدُهَا

الأمَل وَالْعَمَل...أَمَلِي كَان لَمِن

يُلْهِمُنِي وَيُشَجِّعُنِي

عَمَلِي لِمَن يَقَدَّرْنِي وَيُنْصِفَنِّي

تَلاشى لَوْن الْسَّعَادَة وَالْفَرَح

لِيُعْلِن نِهَايَتِي الَّتِي كَان مِن صُنَعَاهَا

أَلَمِي فَكَان مِن الَّذِيْن

لا أرَى فِي وُجُوْدِهُم لا قَوْلاً وَلا عِلْماً بِلا جَدْوَى

ويّئِسي يَنْبُع مِن

مِن قَوْل لا يُقْبَل إِلا بِأَن قَوْلُه

هُو الْأَسْمَى

فَمَا بِي فِعْلا غَيْر إِلْقَاء تَحِيَّة وَرْدِيَّة

إِلَى مَن رَحَلُو وخُلدَّو فِي

ذَاكِرَتِي الَّتِي اكْتَحَلَت بِحُلْم رَمَادِي بَعْد رَحُلَيْهُم

مَسَائُكُم أَحْلام وَرْدِيَّة تُرْجَع الْحُلْم الْوَرْدْي الْجَمِيْل الَّذِيْن كُنَّا نَعِيْشُه طَلِبَة الأَعْلام وينَقُدْنا مِن بَرَاثِن الْرَّمَاد الْأَسْوَد

ادْعُوَا لَكُم بِسَعَادَة الْوَرْد عِنْد هُطُوْل الْمَطَر

مصطفى الدلو


ديكة جارنا العزيز

 

يا للروعة، عندما تشعر كأن الطبيعة البكر أصبحت حولك فجأة، تنام أنت قرير العين، تحتضن وسادتك، تلتحف متكوماً سعيدا، و تنام... تطير فوق السحب، في الغابة الخضراء من حولك، باردة كل الأوراق بفضل الندى، متشابكة أغصانها لشدة ازدحمها، لا ينفذ منها إلا الإشعاع البسيط كخط متصل ينفذ الاشعاع إليك، وأنت على وسادتك، تشعر به يدغدغ خداك وإذنيك، تسترخي أكثر .

و تفتح عينيك أو بالأحرى إذنيك على أروع تغريد فلا تشك للحظة أنه لأجمل عصفور أو بلبل ويتواصل التغريد وتسمع أصوات حيوانات أخرى... من الواضح أنها تتبادل التعبير *عن سعادتها في الغابة الخضراء الجميلة... فجأة... تزداد الأصوات للتحول نشازا... وقد أصبحت لا تحتمل، كانت الأصوات قد ميزتها أنت، وأنت على وسادتك... إنها صياح أكثر من عشرة ديكة، حاولت أن تشاركني حلمي الجميل ومشاعري السعيدة... ياللهول .. إنها أصوات ديكة جارنا العزيز... الذي لا يسمح لنا بأي حركة أو إزعاج.

وإذا بديكته لا تستطيع أن تتذكر متى يكون الفجر لتتحفنا بأذان واحد، وسنكون سعداء للغاية وممتنين، حينها حيث سنصلي الفجر في وقتها...

و لكن هيهات... مع 10 ديكة تتسابق في مسابقة أجمل صيحة في كل حين ووقت... تتبخر أحلى ساعات الراحة والهدوء... وتتطاير العصافير المغردة في الحقيقة والأحلام... لتبقي الساحة... لهم... ديكة جيراننا الأعزاء...

صفية المهدي


رداً على «عاطل يحمل دبلوم محاسبة»

 

 

وزارة الـعـمل: المواطن لم يحدِّث بياناته في الوزارة

 

توضيحاً لما نشر في صحيفتكم الوسط في عددها الصادر(3042) بتاريخ 4 يناير/ كانون الثاني 2011 في «صفحة كشكول» تحت عنوان (بحريني عاطل يحمل دبلوم محاسبة واقع بين مطرقة الإيجارات المتأخرة وسندان السجن المحتوم)، حيث وجه المواطن رسالته إلى وزارة العمل ومفادها أنه طرق باب الوزارة للحصول على أي وظيفة... يسرنا أن نوضح مايلي:

إن المواطن تقدم بفتح ملف له بمكتب خدمات التوظيف منذ عام 2001، وقد أغلق ملفه بتاريخ 5 يناير2004، بسبب توظفه بشكل مباشر في إحدى الفنادق الكبرى، بعد ذلك استقال من العمل ولم يبادر لتحديث بياناته بالوزارة مرة أخرى حتى تاريخ كتابة التعليق، وذلك للاستفادة من الوظائف المتوافرة ببنك الشواغر بمكتب خدمات التوظيف.

وحسب النظام المعمول به في مثل هذه الحالات، فإنه فور استقالة أي موظف من عمله عليه المبادرة بتحديث بياناته في الوزارة أو أحد المراكز الخارجية وفروع التوظيف التابعة للوزارة، ويسجل إفادة بذلك ليتسنى لمرشدي التوظيف إدراجه في قائمة الباحثين عن عمل؛ ليتمكن أيضاً من الاستفادة من الوظائف المتوافرة ببنك الشواغر.

كما نود الإفادة أن الوزارة بادرت مباشرة بعد رصدها لملاحظة المواطن المنشورة، بالاتصال به عدة مرات على أربع هواتف مسجلة بملف المعني إلا أن الهواتف كانت جمعيها مغلقة، والوزارة على استعداد تام لمساعدة المواطن الكريم في توفير فرص وظيفية مناسبة له.

العدد 3059 - الخميس 20 يناير 2011م الموافق 15 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 4:48 م

      سلمت يمناك بنت المطاوعة

      أعجبني المقال رحمة في يد رحيم ...
      سلمت يداكِ على المقال الرائع ...

    • زائر 16 | 1:24 م

      رحمةٌ في يد رحيم

      علي(ع) : "ما خير بخير بعده النار،
      إبراهيم

    • زائر 15 | 7:19 ص

      توبلانيهــ

      هههههههههههه احنا عندنا ديج واحد ومو قادرين نستحمله هههع

    • زائر 14 | 3:36 ص

      ام علوي

      اللهم اغفر ليالذنوب التي تهتك العصم اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء اللهم اغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء

    • زائر 13 | 2:42 ص

      رد على الزائر3

      وهنالك امهات لا تدع ابنائها تعيش مع الشريكه التى اختارها ليش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      وهذاي الام اما ان يكون ابني تحت سيطرتي اما بسود عيشته وهالفقيره الزوجه شوفي وسكتي بس لي متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      تجريح والاهانات ومذله وانا بعد اقول بجي يوم وبتدخل بنت ابنها الثاني وتعطيه من الاحمر

    • زائر 12 | 2:32 ص

      المواطن لم يحدِّث بياناته في الوزارة

      هذا إلي يقدروووون يقولونه حتى لو حدث بياناته بيقولون أوراقه موكامله ولو أوراقه كامله بقولون راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا راجعنا

    • زائر 10 | 2:20 ص

      رحمة في يد رحيم /هذا بلاغ للناس ولينذروا به/انها معادلة

      انه مقال يهز الاعماق فجدير بنا ان نتامله ونراجع حساباتنا ولنتامل قبله هذه الدرر السجادية اللهم اني استغفرك لكل نذر نذرته ولكل وعد وعدته ولكل عهد عاهدته ثم لم افي به واسالك في مظالم عبادك عندي فايما عبد من عبيدك او امة من امائك كانت له مظلمة ظلمتها اياه في نفسه

    • زائر 8 | 1:53 ص

      حلمي الوردي

      ايي والله رااحوا الطيبيين أمثال بحلوس والجندوبي
      لكن شنسووي هاذي الحياة الجامعيه
      مر* مر
      الحيين تموا لينا اللي يزيدون الجرح جرح
      لكن شنقول الله كريم
      سلمت أخي على هذه الكلمات الإبداعية

    • ام افتخار | 1:49 ص

      رحمة في يد رحيم

      ادمعت عيني من مقالك
      وتذكرت اخي مع والدتي كيف يحنو عليها ويحملها ويهتم بها بكل رحابة صدر وحب حتى وان عصبت عليه وتلفضت بالفاض قاسيه يأخذها بضحكه ويقبلها فوق راسها ويضمها ويقول لها احبك يالغاليه
      هذا الابن البار وفي ميزان حسناته ان شاءالله
      اللهم اغفر لنا ولوالدينا

    • زائر 6 | 1:48 ص

      عاطل جامعي 6سوات

      سلام عليكم بغيت اوصل رساله الى وزير الصحه لازم حضور شخصي او في اميل معين انطرش عليه
      دون الحضور

    • ام افتخار | 1:42 ص

      السلام عليك با ابا عبدالله

      السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك
      ولعن الله ظالميكم وقاتليكم يا ابا عبدالله
      احسنت يااخ مصطفى وحشرنا الله واياهم يوم المحشر

    • زائر 4 | 1:38 ص

      شكرا" بنت المطاوعة

      بس في هالزمن هناك أبناء لا يسلمون حتى على والدتهم والسبب الزوجة ساكن مع امه في بيت وما يقدر يقول سلام يا ماما ولا شحوال !!!
      لماذا هذا النوع من الزوجات هكذا؟ سيأتي يوم من الأيام وستكون أم وسيتزوج هذا الأبن وماذا ستفعل هي مع زوجة الأبن؟

    • زائر 3 | 1:00 ص

      الإيميل

      يمكنك المشاركة عن طريق
      letters@alwasatnews.com

    • زائر 1 | 10:53 م

      ماذا اعمل؟ ماهي الاجراءات المطلوبة؟

      صباح الخير
      لو احببت ان اشارك بمقال او قصيدة في جريدة الوسط ، ماهي الاجراءات المتبعة؟

اقرأ ايضاً