أفادت وثائق سرية نشرها موقع قناة «الجزيرة» أمس الخميس (27 يناير/ كانون الثاني 2011) بأن السلطة الفلسطينية عرضت على الولايات المتحدة مساعدتها أمنياً في بلدان عديدة تشهد توترات، مثل باكستان والصومال وأفغانستان والعراق. كما كشفت عن جهود فلسطينية لمساعدة المعارضة الإيرانية إعلامياً.

وقالت وثائق الجزيرة إنه في اجتماع بتاريخ 5 مايو/ أيار 2009 خاطب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات موظفي وحدة دعم المفاوضات بالقول: «إذا كانت الدول الأخرى تعتقد أنها تستطيع أن تستعمل حماس كورقة، فإننا سنفعل نفس الشيء معهم». كما كشفت الوثائق السرية (بحسب الجزيرة) أن السلطة بذلت جهوداً لمساعدة المعارضة الإيرانية، ففي اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2009 يخاطب عريقات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل بقوله «إنها لحظة الحقيقة في الشرق الأوسط. أحمدي نجاد في غزة وفي لبنان...». ويضيف «الدول العربية لا تفعل شيئاً، أتدري أن الرئيس محمود عباس أقنع رجل أعمال بتمويل محطة إذاعة لموسوي (المعارض الإيراني مير حسين موسوي)».

«الجزيرة»: الرئيس الفلسطيني علم بحرب القطاع... عريقات: عباس رفض دخول غزة على دبابة إسرائيلية

حماس: السلطة ارتكبت جريمة وطنية بتأجيل تقرير غولدستون

تل أبيب، القدس المحتلة - أ ف ب، د ب أ

أكدت حركة «حماس» أن الوثائق التي كشفت عنها «الجزيرة» مساء أمس الأول حول الحرب على غزة وتأجيل تقرير غولدستون خطيرة للغاية، واعتبرت أنها تثبت تورط السلطة الفلسطينية والفريق المفاوض في مقايضة الدم الفلسطيني بمصالح خاصة.

وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري «الوثائق أظهرت تورط قادة السلطة في الحرب على غزة من خلال الإلحاح مع الاحتلال لإعادة احتلال القطاع، والتحريض على حركة حماس والعمل على إسقاطها».

وأشار إلى أن هذه الأنباء تتقاطع مع المعلومات من الميدان التي نشرتها الحركة في حينه فيما يتعلق بتشكيل مجموعات تتبع للرئيس محمود عباس ومنظومته الأمنية، لها علاقة بتوفير معلومات استخبارية من الأرض لمساعدة الاحتلال وتزويده بها من أجل ضرب الأهداف في غزة، إلى جانب جاهزية مجموعات لاستلام الوضع في غزة بعد انتهاء الحرب.

وأضاف أن هذه المعلومات خطيرة جدا، وتؤكد أننا أمام جريمة وطنية وتحالف بين هذا الفريق مع الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه، وشدد على أن حركته مستمرة في النزول للشارع لعزل وحصار هذا الفريق «الساقط أمنيا وسياسيا».

وكانت الوثائق التي عرضتها «الجزيرة» أظهرت أن السلطة الفلسطينية وافقت على تأجيل بحث تقرير غولدستون أمام مجلس حقوق الإنسان في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2009، وكان أحد أسباب ذلك الرغبة في استئناف المفاوضات مع إسرائيل.

ففي اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2009 مع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق الجنرال جيمس جونز شكا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من أن سحب تقرير غولدستون فتح أبواب الجحيم.

لكن المسؤول الأميركي خاطب محاوره الفلسطيني بالقول «لقد بلغتنا الرسالة وسنعمل عليها بشكل مستعجل. وشكرا على ما فعلتم منذ أسبوعين (حول غولدستون) لقد كان في غاية الشجاعة».

وبينت إحدى الوثائق أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان على علم بنية إسرائيل مهاجمة غزة قبل الحرب على القطاع التي استمرت 23 يوما قبل سنتين واستشهد فيها أكثر من 1400 فلسطيني. ففي اجتماع مع المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل في21 أكتوبر2009 يقر عريقات بأن رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد ذهب إلى أبو مازن قبل الهجوم وسأله؟... وكان رد أبو مازن أنه لن يذهب إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية.

وقالت القناة أمس الأول إن الأوراق الفلسطينية «تكشف أن السلطة الفلسطينية ضحت فيما يبدو بنصر ممكن للضحايا الفلسطينيين مقابل ضمانات مناسبة حول المفاوضات من الولايات المتحدة».

في المقابل، أكد عريقات في أقوال نقلتها «الجزيرة» أمس الأول أن عباس حذر إسرائيل من انه «لن يدخل إلى غزة على دبابة إسرائيلية» خلال الحرب على القطاع.

وقال عريقات وفق محضر لقاء مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل في الأول من أكتوبر 2009، إن «عاموس جلعاد (المسئول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية) ذهب للقاء عباس قبل الحرب». واضاف «أبومازن قال له انه لن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية. جلعاد شهد على ذلك. لقد كان صادقاً».

وكان عريقات يشرح قنوات الاتصال مع الجانب الاسرائيلي الذي قال إن ثقة الفلسطينيين به «معدومة».

وقال جلعاد الاثنين الماضي انه لم يبلغ في 2008 السلطة الفلسطينية بشأن الهجوم الوشيك على غزة. وقال للإذاعة العامة الاسرائيلية «لم اقل للرئيس عباس شيئاً غير الذي قلناه للعالم اجمع: وذلك إننا لا يمكن أن نسمح باستئناف إطلاق الصواريخ والهجمات الأخرى الإرهابية على أراضينا».

وجاء في برقية دبلوماسية أميركية كشفها موقع «ويكيليكس» في نوفمبر/ تشرين الثاني، أن وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك اكد في مايو/ أيار 2009 انه قوبل برفض السلطة الفلسطينية ومصر لاقتراحه السيطرة مجددا على غزة بسبب إضعاف «حماس» خلال الحرب.

وخلال الهجوم، اعلن الرئيس الفلسطيني يوم الخامس من يناير/ كانون الثاني 2009 انه من غير المطروح التواطؤ مع اسرائيل لتدمير»حماس».

وفي وثيقة أخرى، قالت «الجزيرة» إن إسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية حظر حركة «حماس». وأوضحت أن هذا الطلب جاء خلال محادثات بين مسئول في الأمن الاسرائيلي هو يواف موردخاي وممثل السلطة الفلسطينية حسن عطالله الذي وافق على مثل هذا الحل، حسب ما قالت القناة.

وأضافت أن موردخاي طلب من السلطة الفلسطينية عدم الاكتفاء بالتصدي لمقاتلي «حماس» والى توسيع التحرك ضد الناشطين المدنيين «في البلديات مثلا». وأشارت إلى أن حسن عطالله أجاب «أنا لا اعمل على المستوى السياسي، ولكن أنا موافق، يجب أن نهتم بهذا الأمر».

وقالت أيضا إن مورداخي شدد على «ضرورة أن يعلن الرئيس إن حماس غير شرعية (...) حتى الآن، كان المقاتلون فقط غير شرعيين».

تظاهرة ضد قناة «الجزيرة» في نابلس

شارك نحو خمسة آلاف فلسطيني أمس في تظاهرة ضد قناة «الجزيرة» في مدينة نابلس في الضفة الغربية.

وردد المتظاهرون هتافات من بينها «الجزيرة صهيونية» و«الجزيرة مش عربية». كما رفعوا لافتات كتب على بعضها «الجزيرة والاحتلال وجهان لعملة واحدة» و«إسرائيل=أميركا=الجزيرة».

وقال أمين سر حركة «فتح» في نابلس محمود اشتية إن «ما تقوم به الجزيرة الصهيونية فصل من فصول التامر على شعبنا الفلسطيني». وأضاف إن «شعبنا فاجأ الجزيرة وخرج للشوارع لا ينتفض ضد السلطة وإنما ضد الكذب والتدليس الذي تمارسه قناة الجزيرة».

وكانت فصائل منظمة التحرير ومحافظة نابلس دعت إلى هذه المظاهرة ضد قناة «الجزيرة» للاحتجاج على تسريبها الوثائق.

مقتل فلسطيني برصاص المستوطنين في نابلس

نابلس - أ ف ب

قتل شاب فلسطيني برصاص مستوطنين إسرائيليين في قرية عراق بورين جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة أمس الخميس (27 يناير/ كانون الثاني 2011).

وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن مستوطنين يهوداً من مستوطنة «براخا» أطلقوا النار على الشاب عدي ماهر قادوس (18 عاماً) وأصابوه برصاصة في الصدر.

وقال عمر قادوس ابن عم عدي لوكالة فرانس برس إنه كان مع ابن عمه يعمل في أرض زراعية عندما «شاهدا أربعة مستوطنين يقفون على تلة بعيدة. وبعد ذلك أطلق مستوطن رصاصة واحدة على عدي فقتله». ونقل الشاب إلى مستشفى رفيديا في نابلس حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى شكوى بقيام مستوطن بإطلاق النار على فلسطيني في قرية عراق بورين وقام بتحويل الشكوى إلى الشرطة. ورفضت الشرطة التعليق على الحادث.

وقال مصدر من المستوطنين في شمال الضفة الغربية لوكالة فرانس برس إنه لا علم له بالحادثة. وأضاف «هذه ليست المرة الأولى التي يلقى فيها علينا اللوم عندما يقتل هؤلاء العرب بعضهم أحياناً بسبب قضايا تتعلق بشرف العائلة».

إلى ذلك، حكمت محكمة عسكرية إسرائيلية في تل أبيب أمس بتخفيض رتبة جندي إسرائيلي كان أطلق النار على قدم فلسطيني وهو مقيد اليدين وراء ظهره وأوقف ترقية الضابط الذي أعطى أمر إطلاق النار لمدة سنتين.