العدد 3066 - الخميس 27 يناير 2011م الموافق 22 صفر 1432هـ

تطور أطفال التوحد بمركز عالية بعد عامين من تطبيق برنامج «Teacch»

100 مدرس وولي أمر يشاركون في ورشة تدريبية بتعليم المتوحدين

الحضور من الآباء والمدرسين في الورشة التدريبية التي نظمها مركز عالية للتدخل المبكر          (تصوير: أحمد آل حيدر)
الحضور من الآباء والمدرسين في الورشة التدريبية التي نظمها مركز عالية للتدخل المبكر (تصوير: أحمد آل حيدر)

أصبح جلياً لمدرسي مركز عالية للتدخل المبكر تطور أطفال التوحد في المركز بعد عامين من تطبيق برنامج «Teacch» الخاص بتعليم المتوحدين.

وشارك أكثر من 100 من المدرسين وأولياء أمور الأطفال المتوحدين في ورشة العمل التي نظمها المركز مساء أمس الخميس (27 يناير/ كانون الثاني 2011) في مقره بحضور الطبيبتين الأميركيتين المتخصصتين في البرنامج تيشا وسيسي.

وبحسب المشرفة الفنية والإدارية للمركز هايدي وديع فإن هذه هي الزيارة الثانية للطبيبتين حيث تُتابعان تطبيق البرنامج الرائد في تعليم المصابين بالتوحد والذي طبقه المركز منذ عامين.

وتوقعت وديع أن تُكلل الزيارة الثالثة للوفد الأميركي في العام 2012 بتسليم المركز الاعتراف الدولي كمركز تدريبي معتمد دولياً للتدريب المدرسين والتربويين على طريقة Teacch لتعليم المتوحدين وهو ما سيُشكل نقلة نوعية في البرامج التعليمية الخاصة بالمصابين بالتوحد في البحرين والخليج والمنطقة العربية.

وأشارت المشرف الإداري بمركز عالية إلى أن المركز قطف حتى الآن ثمار تطبيق البرنامج، ولفتت إلى أن الوفد الأميركي قضى حالياً أسبوعاً في المركز للاطلاع على نتائج تطبيق البرنامج وقياس القدرات التي اكتسبها الأطفال في المركز من جراء تطبيقه وهو ما أثار إعجابهم واستحسانهم.

وبسؤالها عن قائمة الانتظار لدخول المركز، أجابت: «لدينا 214 على قائمة انتظار المركز».

من جهتها قالت الطبيبة سيسي: «لدينا هنا مزيج من المدرسين في مركز عالية للتدخل المبكر وأولياء أمور أطفال التوحد في المركز سنقوم بتعريفهم بمبادئ برنامج Teacch لتعليم الأطفال المتوحدين وتعريفهم باستراتيجية التدريس المتبعة وقواعدها وكيفية تطبيق هذه الطريقة بيُسر بما يخدم أهداف البرنامج من رفع قدرات ومهارات أطفال التوحد».

وأضافت أن «ما يُميز هذه الطريقة هو أنها تجعل الأطفال المتوحدين يتعلمون عن طريق البيئة المحيطة بهم وطريقة تنظيم الفصل الدراسي في جدول مناسب لكل طفل وقدراته ومستواه العقلي وبالتالي يعتمد على نفسه، إذاً طريقة Teacch ليست مختصة بدولة دون أخرى بل هي مصممة لجميع الأطفال المتوحدين».

وبينت «لقد طبقت هذه الطريقة في تعليم المتوحدين منذ الستينيات في نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأميركية حيث توجد الكثير من حالات التوحد».

والتقطت أطراف الحديث الطبيبة تيشا موضحة أن «البرنامج يجعل الطفل معتمداً على نفسه وقد طُبق في الكثير من الدول التي زرتها كمدربة من بينها اليابان وانجلترا وفرنسا وكندا والدنمارك وألمانيا وغيرها من الدول التي دربنا فيها المدرسين في مراكز التوحد وأولياء أمور الأطفال على كيفية تعليم الأطفال المتوحدين وجعلهم مستقلين وقادرين على الاعتماد على أنفسهم بما يُحسن حياتهم ويُكسبها النظام».

واستطردت تيشا أن «الأطفال المتوحدين في جميع الدول متشابهون في احتياجاتهم، ولذلك فإن البرنامج مُناسب لهم وهناك الكثير من الأبحاث التي تُجرى في الولايات المتحدة على التوحد في مجال الجينات والدماغ والسلوك بعد تطبيق قواعد هذا البرنامج».

وذكرت «يمكنني القول إن مركز عالية للتدخل المبكر ستكون لديه برامج جيدة مطبقة وفعالية هذا البرنامج في المركز جعلت الكثير من الأطفال يتحسنون، وبالنسبة إلى جميع الدول التي طبقت البرنامج بما فيها البحرين نجد أن هناك تطوراً في سلوك الأطفال وتغييراً إلى الأفضل وهو هدف البرنامج الأساسي».

وتابعت الطبيبة أن «هذه الورشة المتخصصة توفر تدريباً تخصصياً لمدرسي أطفال التوحد وأولياء أمور الأطفال لتنمية مهاراتهم في الاستماع والملاحظة وتعليم المعلمين حتى تكون بيئة التعليم أكثر تفاعلية وتعليم المعلمين ليقوموا بتعليم الطلاب وتوعية الآباء للتعامل مع أطفالهم».


التحو: «Teacch» ساهم في تعليم أطفال التوحد الاعتماد على النفس

قالت المعلمة في مركز عالية للتدخل المبكر فاطمة حسن التحو: «إن تطبيق برنامج Teacch في المركز ساهم إلى حد كبير في تطوير مستوى الأطفال المتوحدين وتعليمهم الاعتماد على النفس وإعطائهم الثقة بأنفسهم أيضاً وهو ما لمسناه منذ تطبيق البرنامج منذ عامين». وأشارت إلى أن البرنامج طبق على 98 طالباً هم كل طلاب المركز الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات و26 عاماً.

وأوضحت التحو أن «هذه الورشة إكمال للورشة التي نظمت في العام الماضي (2010)، حيث أصبح لكل طفل برنامج منظم ملائم لقدراته العقلية، فكل طفل له برنامج خاص به في المركز، فهناك طفل ننظم جدوله على أساس الأشياء المحسوسة، فالكرة ترمز إلى وقت الرياضة والذهاب إلى الصالة الرياضية، والصابونة على سبيل المثال ترمز إلى وقت الذهاب إلى الحمام، وهناك أطفال يكون جدولهم عن طريق الكلمات لأن الطفل يتمكن من القراءة، كما أن هناك أطفالاً آخرين يكون جدولهم بالصور».

وأضافت «أصبح طفل التوحد يعرف متى سيبدأ ومتى سينتهي وماذا سيفعل في كل وقت وهو ما أدى إلى تحسين حياتهم وتسهيل التعامل معهم داخل المركز وداخل المنزل بالنسبة لأولياء الأمور المتعاونين مع المركز والمتابعين لتطورات طفلهم أو طفلتهم».

واسترسلت التحو أن «هناك أطفالاً متقدمين على أقرانهم يتمكنون من ترتيب برنامجهم بأنفسهم، وفي وقت الراحة لديهم حرية الاختيار في النشاط الذي سيقومون به، وفي السابق كُنا نحن من نحدد ما سيقومون به من نشاط في هذا الوقت بينما الآن أصبحوا يختارون ما يُعجبهم». وبينت «دربنا أولياء الأمور على البرنامج حتى يتمكنوا من التواصل مع أطفالهم وتسهيل حياتهم أكثر، وبشكل عام البرنامج نظم حياة الأطفال، ولكن مع الأسف نجد أن بعض أولياء الأمور لا يهتمون بالقدر المطلوب في التواصل مع المركز والتعرف على البرنامج وبذل بعض الجهد في سبيل مواصلة واستمرارية ما اكتسبه الطفل من مهارات ونأمل أن تهتم وزارة التربية والتعليم بإنشاء مراكز لأطفال التوحد وتمويلها بشكل شامل فتعليم أطفال التوحد يحتاج موازنة كبيرة لتطوير مستواهم والنهوض بهم». واستدركت أن «الأطفال الذين يتواصل آباؤهم مع المركز بشكل مستمر تكون نتائج تعليمهم وتطور مستواهم فعالة ولذلك أؤكد أولياء الأمور ضرورة التعاون معنا، فيد واحدة لا تصفق». وبسؤالها عما أضاف لها التعامل مع أطفال التوحد، أجابت «في تعاملنا وتعليمنا مع أطفال التوحد نحن في تحدٍ كبير لأننا نريد أن نوصل هؤلاء الأطفال للمستوى الذي نطمح إليه، وأصبحت لدينا عاطفة متدفقة تجاه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ونحب التواصل معهم ودعمهم بكل ما نستطيع، وطفل التوحد حساس ويحتاج إلى العاطفة». وأضافت أن «تعليم أطفال التوحد يحتاج إلى صبر كبير، ومع ما نكنه من حب لأطفال التوحد أصبحنا لا نكتفي بالمعلومات التي يمدنا بها المركز عن التوحد وأطفال التوحد بل أصبحنا نبحث أكثر في الكتب وشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) ونستفيد ونُفيد أولياء الأمور أيضاً وكل ذلك لتطوير وتعليم أطفال التوحد».

العدد 3066 - الخميس 27 يناير 2011م الموافق 22 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:24 ص

      يعطيهم العافية

      بصراحة يعطيهم العافية المدرسات صدق صدق يتعبون مع هذه الفئة لان أطفال التوحد الي يعمل معاهم يبي اليهم صبر وتحمل وهم ما يقصرون ...

اقرأ ايضاً