عاد يوم أمس الاثنين (31 يناير/ كانون الثاني 2011)، نحو 700 زائر بحريني إلى العراق، عبر مطار البحرين الدولي، وذلك بعد أن علقوا في مطار النجف، أكثر من 24 ساعة، إذ تسبب سوء الأحوال الجوية في تأخر عدة رحلات كان من المقرر أن تعود للبحرين يوم أمس الأول (الأحد).

وقال وزير الدول للشئون الخارجية نزال البحارنة: «تابعنا مشكلة البحرينيين الموجودين في مطار النجف، ووجهنا إلى تقديم كل المساعدات الممكنة لهم، ومن بينها توفير الوجبات الثلاث لهم».

وأكد البحارنة لـ «الوسط»، أن «السفارة البحرينية في العراق تبذل قصارى جهدها من أجل تسهيل إجراءات عودة البحرينيين، وبحسب ما عرفنا فإن سوء الأحوال الجوية، هو ما تسبب في تأخر عودة المئات من البحرينيين».

من جانبه، أكد السفير البحريني في العراق صلاح المالكي أن السفارة وفرت نحو 500 وجبة طعام للزوار البحرينيين الموجودين في المطار.

وذكر المالكي لـ «الوسط»، أن سوء الأحوال الجوية في العراق، وهطول كميات كبيرة من الأمطار ووجود الغبار، حال دون هبوط طائرتين في مطار النجف، وبالتالي عادتا إلى البحرين، مبيناً أن هذه الظروف خارجة عن إرادة شركات الطيران. وقال المالكي إنهم حاولوا نقل البحرينيين العالقين في المطار إلى أحد الفنادق، إلا أنها ملئت بالكامل، وخصوصاً أن عدداً كبيراً من الزوار خرجوا من كربلاء وتوجهوا إلى النجف الأشرف، لإحياء ذكرى وفاة الرسول الأعظم (ص). وأوضح المالكي أن المسافرين وصلوا إلى المطار وأصدروا بطاقات الجلوس على مقاعد الطائرة، وبقوا بانتظار هبوط الطائرة، إلا أنها لم تهبط، وأصبح بعد ذلك من الصعب خروجهم من المطار. مشيراً إلى أنه وجه لتقديم كل المساعدات الممكنة للزوار البحرينيين.

وأكد المالكي أن راحة الزوار البحرينيين في العراق من الأمور المهمة لدى السفارة، وتتابع أولاً بأول أوضاع الزوار.

وأشاد بالأخلاق التي تحلى بها الزوار البحرينيون، وصبرهم الطويل، والانتظار في المطار، مؤكداً أن السفارة وكل الموظفين فيها لن يألوا جهداً في تقديم أية مساعدة للزوار.

وأكد المالكي أن السفارة حاولت قدر الإمكان توفير سكن للبحرينيين إلا أن جميع الفنادق ممتلئة بالزوار.

وأوضح السفير البحريني في العراق أن ما فاقم مشكلة البحرينيين في العراق، هو «كون مطار النجف، مطاراً مؤقتاً، والآن السلطات العراقية تسعى للانتقال إلى مطار أكبر وأوسع، يكون في المنطقة الواقعة بين كربلاء والنجف»، مؤكداً اهتمام الحكومة العراقية بزوار المراقد المقدسة في العراق.

ونوّه المالكي إلى أن «تأخر رحلات الطيران أمر وارد، ويحدث في الكثير من المطارات، وهناك ظروف تكون خارجة عن إرادة شركات الطيران، وخصوصاً إذا كانت الأحوال الجوية لا تسمح بهبوط الطائرة أو إقلاعها، وهو ما حدث في رحلات عودة البحرينيين من النجف إلى البحرين».

وأردف المالكي «في مقابل ذلك، لابد من شركات الطيران أن تتحملها مسئوليتها، وترفع من معنويات المسافرين عند حدوث أي تأخر، وتوفر لهم على أقل تقدير الأمور البسيطة والممكنة».

وشكر السفير البحريني في العراق، محافظ النجف، والمسئولين العراقيين كافة، الذين وقفوا بجانب السفارة، وساندوها لإنهاء مشكلة البحرينيين، مقدراً في الوقت نفسه تفهم البحرينيين الذين بقوا نحو 24 ساعة في المطار، مؤكداً أنهم كانوا على قدر كبير من المسئولية والاحترام.

وقال السفير البحريني في العراق إن هناك نحو ألف زائر بحريني سيعودون يوم الجمعة المقبل، ما يعني أن مطار النجف سيزدحم بالزوار البحرينيين، مبيناً «طلبنا أن يكون هناك وفد من شركات الطيران في المطار، لتفادي حدوث أية مشكلات».

ودعا المالكي الزوار البحرينيين إلى ضرورة التواصل المستمر مع السفارة البحرينية، وخصوصاً عند حدوث أية مشكلات أو عراقيل.

إلى ذلك، قال عضو مجلس النواب النائب جاسم حسين، إنه تابع مشكلة الزوار البحرينيين العالقين في مطار النجف، وأجرى عدة اتصالات، أسفرت عن الطمأنة بأن جميع الزوار سيعودون إلى البحرين في 6 رحلات.

وأثنى حسين على الجهود التي بذلتها شركات الطيران، من أجل إنهاء معاناة المئات من البحرينيين الذين انتظروا ساعات طويلة في المطار، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك متابعة مستمر من قبله والنائب الأول لرئيس مجلس النواب خليل المرزوق، للبحرينيين العالقين في النجف.

وقال عدد من المسافرين في اتصالات متفرقة لـ «الوسط»: «كان من المقرر أن نغادر مطار النجف عند الساعة الواحدة من ظهر يوم أمس الأول (الأحد)، إلا أن شركة الطيران قالت لنا إن موعد الطائرة تأخر إلى الساعة الرابعة عصراً، وبعدها إلى السادسة مساءً، إلى أن بقينا في مطار النجف إلى اليوم التالي، من دون أن يتم نقلنا إلى فندق، الأمر الذي اضطرنا إلى النوم في صالة المغادرة بالمطار».

وذكر الزوار «كان الجو بارداً، ولم تتوافر لدينا أغطية، وكان بيننا كبار في السن ومرضى وأطفال، وبدا التعب الشديد على وجوه الجميع».

وعلمت «الوسط» أن زواراً من جنسيات غير بحرينية، رددوا شعارات دينية في صالة المغادرة بمطار النجف، وذلك بعد أن سئموا من انتظار مغادرة المطار.

من جانبه، أكد المدير التجاري بسفريات سند، الوكيل العام للخطوط الجوية العراقية، يوسف سند، أنهم لم يواجهوا أية مشكلة أو تعطل في نقل الزوار التابعين للخطوط الجوية العراقية، مشيراً إلى أن هناك جداول مغادرة وعودة من وإلى العراق، تسير وفق الخطة والحجوزات التي وضعتها الخطوط.