العدد 3076 - الأحد 06 فبراير 2011م الموافق 03 ربيع الاول 1432هـ

أوباما يعزز جهوده الدبلوماسية من أجل تحول سياسي في مصر

أجرى اتصالات مع عدد من قادة العالم... وواشنطن تساند «لجنة الحكماء»

أجرى الرئيس الأميركي، باراك أوباما أمس الأحد (6 فبراير/ شباط 2011) اتصالات مع عدد من القادة الأجانب بشأن الاضطرابات في مصر في إطار تعزيز الجهود الدبلوماسية من أجل عملية انتقالية سريعة في السلطة في هذا البلد الذي يشهد تظاهرات احتجاجية تطالب بتنحي رئيسه حسني مبارك.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي أكد الحاجة إلى «عملية انتقالية منظمة وسلمية تبدأ الآن». وأوضحت الرئاسة الأميركية إن أوباما أجرى محادثات مع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وجاء هذا الإعلان بينما نأت السلطات الأميركية بنفسها عن تصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي فرانك ويزنر الذي قال إن مبارك يجب أن يبقى في منصبه خلال المرحلة الانتقالية.

وكان ويزنر الدبلوماسي المتقاعد الذي يتمتع بنفوذ كبير والسفير السابق في مصر التقى مبارك بطلب من أوباما هذا الأسبوع.

وخلال المؤتمر بشأن الأمن في ميونيخ، وصف ويزنر مبارك بأنه «صديق قديم» للولايات المتحدة، موضحاً أنه يرى أن «بقاء مبارك رئيساً للبلاد أمر حيوي وفرصة له لتحديد ماذا سيترك (لخلفه)».

وأضاف أنه «يجب التوصل إلى تفاهم وطني بشأن الظروف المناسبة للانتقال إلى المرحلة التالية»، مؤكداً إن «الرئيس يجب أن يبقى في منصبه لتطبيق هذه التغييرات».

لكن مسئولاً كبيراً في إدارة اوباما في واشنطن أكد طالباً عدم الكشف عن هويته إن ويزنر «كان يتحدث باسمه كمحلل وليس باسم الحكومة الأميركية».

من جهة أخرى، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسئولين في إدارة أوباما إن البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع أجروا اتصالات وأرسلوا رسائل إلكترونية تدعو إلى إقامة «مجلس للحكماء» في مصر لبدء مراجعة الدستور.

كما تشجع هذه الرسائل نائب الرئيس على بدء مشاورات مع قادة المعارضة بما في ذلك الإخوان المسلمون. وذكر البيت الأبيض إن اوباما أعرب عن «قلقه العميق حيال الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون ومجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان وأكد مجدداً أن الحكومة المصرية تتحمل مسئولية الدفاع عن حقوق شعبها والإفراج فوراً عن الذين اعتقلوا عن غير وجه حق».

وأوضح البيان أن أوباما «شدد أيضاً على أهمية حصول مرحلة انتقالية منظمة وسلمية تبدأ الآن، نحو حكومة تمثل تطلعات الشعب المصري مع إجراء مفاوضات ذات صدقية بين الحكومة والمعارضة». وأشار البيان إلى أن القادة اتفقوا على أن يبقوا على اتصال وثيق في ما بينهم.

وأوضح البيان إن واشنطن اعتبرت استقالة قيادة حزب مبارك «خطوة إيجابية» في إطار البحث عن مخرج للرئيس المصري. وأشاد مسئولون أميركيون بهذه الخطوة لكنهم طالبوا بمزيد من الإجراءات. وقال مسئول في إدارة أوباما «نرى إنها خطوة إيجابية على طريق التغيير السياسي الضروري ونتطلع إلى خطوات إضافية».

وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، تومي فيتور أنه «سيعود إلى المصريين أنفسهم أن يقرروا بشأن مجرى العملية الانتقالية ونرحب بأي مرحلة جديدة تشجع هذه العملية».

وفي الوقت نفسه، أكد نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن في اتصال هاتفي بنظيره المصري عمر سليمان ضرورة وقف العنف واتخاذ خطوات على الفور لتأمين الانتقال السياسي.

وقال البيت الأبيض في بيان منفصل إن بايدن كرر موقف أوباما الذي انتقد العنف في مصر و»حض على البدء فوراً بمفاوضات شاملة وذات مصداقية لانتقال مصر نحو حكم ديمقراطي يلبي تطلعات الشعب المصري».

وأكد أن «الحكومة المصرية تتحمل مسئولية ضمان ألا تؤدي التظاهرات السلمية إلى العنف والترهيب». كما شدد على أهمية «السماح للصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بأداء عملهم المهم والإفراج فوراً عن المعتقلين منهم».

وفي ميونيخ، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى دعم دولي لعملية انتقال إلى نظام ديمقراطي في مصر وحذرت من قوى يمكن أن تحاول عرقلة ذلك. وقالت إن العملية الانتقالية في مصر «ستكون أصعب إذا لم تتحلى الحكومة وقوى الأمن بضبط النفس وقد شاهدنا بارتياح التظاهرات الحاشدة جداً والسلمية (الجمعة) في القاهرة».

وعبرت كلينتون في كلمتها أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ عن بعض القلق على الاستقرار، في إشارة إلى تفجير أنبوب الغاز المصري.

وقالت إن «هناك قوى تعمل في أي مجتمع، وخصوصاً في تلك التي تواجه هذا النوع من التحديات، ستحاول مصادرة العملية لتطبيق أجندتها الخاصة».

وأضافت «لذلك أعتقد أنه من المهم دعم العملية الانتقالية التي أعلنت عنها الحكومة المصرية التي يرأسها الآن نائب الرئيس، عمر سليمان». وشددت كلينتون بذلك على أهمية دور عمر سليمان مع أنه يعمل بأوامر من مبارك.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» السبت نقلاً عن مسئولين مصريين إن عمر سليمان والقادة العسكريين يدرسون طرق التوصل إلى مخرج مشرف لمبارك.

وقال المسئولون إنه بدلاً من القيام بذلك بشكل فوري، سيتم استبعاد القوى الموالية لمبارك تدريجياً ما سيسمح بتشكيل حكومة انتقالية برئاسة سليمان للتفاوض بشأن الإصلاح مع المعارضة

العدد 3076 - الأحد 06 فبراير 2011م الموافق 03 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً