العدد 3078 - الثلثاء 08 فبراير 2011م الموافق 05 ربيع الاول 1432هـ

الحكومة المصرية تقدم تنازلات جديدة والشارع يُصعِّد الاحتجاجات

حشود ضخمة من المحتجين في ميدان التحرير وتبدو بالوسط خيام المعتصمين              (أ.ف.ب)
حشود ضخمة من المحتجين في ميدان التحرير وتبدو بالوسط خيام المعتصمين (أ.ف.ب)

طرح نائب الرئيس المصري، عمر سليمان أمس الثلثاء (8 فبراير/ شباط 2011) خطة وجدولاً زمنياً لانتقال سلمي للسلطة، بينما تمسّك المتظاهرون بموقفهم وصعَّدوا وتيرة الاحتجاجات بعد أن شهدت مصر تظاهرات ضخمة للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك.

وأعلن سليمان عن تشكيل لجنة لإعداد التعديلات الدستورية المتعلقة خصوصاً بالترشح لرئاسة الجمهورية، ولجنة أخرى لمتابعة مجريات الحوار الوطني، ولجنة ثالثة للتحقيق في الأحداث الدامية التي وقعت الأربعاء الماضي في ميدان التحرير. وبالتزامن أفرجت السلطات عن 34 معتقلاً. في غضون ذلك، تفجرت احتجاجات فئوية واسعة، وقاد وزير النقل السابق عصام شرف مسيرة طافت بالمنطقة التي يوجد فيها مجلسا الشعب والشورى ومجلس الوزراء وعدة وزارات وسط القاهرة. كما شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في الاعتصام في ميدان التحرير في اليوم الخامس عشر للاحتجاجات، وتم استقبال الناشط وائل غنيم استقبال الأبطال لدى وصوله عصراً إلى الميدان.


10 من كبار القضاة لمراجعة المادة 88 المتعلقة بالإشراف القضائي على الانتخابات المصرية

سليمان: مبارك شكل لجنة لتعديل الدستور وتعهد بعدم ملاحقة الشباب

القاهرة - أ ف ب، رويترز

أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان أن الرئيس حسني مبارك اصدر أمس الثلثاء (8 فبراير/ شباط 2011) قراراً جمهورياً قضى بـ «تشكيل اللجنة الدستورية المكلفة وضع التعديلات المطلوبة» التي ستمهد خصوصاً للانتخابات الرئاسية الجديدة مع قرب انتهاء ولاية الرئيس المصري.

وقال سليمان في تصريح صحافي أدلى به في ختام اجتماع مع الرئيس المصري إن الأخير «وقع قراراً جمهورياً بتشكيل اللجنة الدستورية التي ستضع التعديلات المطلوبة للدستور وما تقتضيه من تعديلات تشريعية».

ويجري التداول مع أطراف الحوار الوطني لتعديل بعض المواد الدستورية، و خصوصاً تلك التي تحد من هامش الترشح للانتخابات الرئاسية. ومن المتوقع أن تنتهي ولاية الرئيس مبارك في الخريف المقبل، إلا أن المتظاهرين في ميدان التحرير يطالبون بتنحيه الفوري.

وقال سليمان إن الرئيس المصري «شدد على ضرورة مواصلة الحوار والانتقال به من الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه إلى خريطة طريق واضحة بجدول زمني محدد تمضي بمصر على طريق الانتقال السلمي المنظم للسلطة في إطار احترام الشرعية الدستورية».

كما قال سليمان إن الرئيس المصري «أصدر تعليمات إلى رئيس الحكومة لتشكيل لجنة المتابعة التي ستضطلع بمتابعة التنفيذ الأمين لما تم الاتفاق عليه بين أطراف الحوار، مع تعليمات بتشكيل لجنة ثالثة لتقصي الحقائق حول مواجهات يوم الأربعاء الماضي وإحالة ما تتوصل إليه إلى النائب العام ليتخذ بشأنه ما يلزم من إجراءات».

وكانت جلسة حوار عقدت بين سليمان وممثلي أحزاب وقوى الأحد الماضي أعلنت «جماعة الإخوان المسلمين» في ختامها أن ما قدمته السلطات «ليس كافياً»، إلا أنها أكدت الاتفاق على نقاط مثل الإفراج عن المعتقلين وعدم التعرض للمتظاهرين.

وأوضح سليمان «أن اللجنة الدستورية ولجنة المتابعة ستباشران اجتماعاتهما ابتداءً من اليوم (أمس) في حين ستشرع لجنة تقصي الحقائق بمباشرة مهامها فور تشكيلها بغضون الأيام القليلة المقبلة».

ونص القرار الرسمي بتشكيل اللجنة المكلفة دراسة التعديلات الدستورية في مصر على مراجعة المادة 88 من الدستور الحالي التي كانت عدلت لإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

وبحسب النص الرسمي للقرار «تتولى اللجنة دراسة واقتراح ما تراه من التعديلات الدستورية للمواد 76 و77 و88 وغيرها من المواد الأخرى (...) وما تتطلبه التعديلات الدستورية المقترحة من تعديلات تشريعية لبعض القوانين المكملة للدستور ذات الصلة».

والهدف من ذلك هو «تحقيق إصلاح سياسي وديمقراطي يلبي طموحات أبناء الشعب في مجال الانتخابات الرئاسية»، حسب نص القرار.

وتضم اللجنة حسب القرار، عشرة أعضاء كلهم من كبار القضاة في محكمة النقض والمحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة إضافة إلى خبراء قانونيين. ونص القرار على أن «تنتهي اللجنة من مهمتها في ميعاد أقصاه أخر شهر فبراير/ شباط الجاري».

وسترفع إلى نائب رئيس الجمهورية «تقريراً بالنتائج التي أسفرت عنها واقتراحاتها بشأن التعديلات الدستورية والتشريعية اللازمة وذلك للعرض على رئيس الجمهورية لاتخاذ ما يلزم لطلب تعديل الدستور»، حسبما ورد في نص القرار.

وكان مبارك عرض في الثاني من الشهر الجاري «مناقشة تعديل المادتين 76 و77 من الدستور» بما يعدل شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ويقصر الرئاسة على «فترات محددة للرئاسة».

وكان تعديل المادتين 76 و77 مطلباً رئيسياً للمعارضة المصرية منذ سنوات، وخصوصاً أن التعديل الدستوري الذي أدخله مبارك في العام 2007 وضع شروطاً شبه تعجيزية للترشح لرئاسة الجمهورية. وأضاف سليمان أن الرئيس المصري «شدد على أن شباب مصر يستحقون تقدير الوطن وأصدر تعليماته بالامتناع عن ملاحقتهم أو التضييق عليم أو مصادرة حقهم في حرية الرأي والتعبير».

من جهة ثانية، قال البيت الأبيض إن تعليقات نائب الرئيس المصري ومنها تصريحه بأن مصر ليست جاهزة للديمقراطية هي تعليقات «ليست مفيدة». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس للصحافيين: «لا أعتقد أن هذا يتماشى بأي طريقة مع ما يرى أولئك الساعون لفرصة وحرية أكبر أنه جدول زمني للتقدم».


مبارك يستقبل وزير خارجية الإمارات

التقى الرئيس المصري، حسني مبارك أمس (الثلثاء) وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي سلمه رسالة من رئيس الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيس المصري «استقبل في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة وزير الخارجية الإماراتي الذي سلمه رسالة» من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد. ولم تتطرق الوكالة إلى مضمون اللقاء. وهذا هو اللقاء الأول بين الرئيس المصري ومسئول أجنبي منذ بدء موجة التظاهرات الأخيرة في مصر.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما بحث الأحد الماضي الأوضاع في مصر في اتصال هاتفي مع ولي عهد ابوظبي، محمد بن زايد الذي شدد على أهمية أن تكون المرحلة الانتقالية في هذا البلد «سلسة ومنظمة»، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الإمارات.

وذكرت الوكالة أن أوباما اتصل بالشيخ محمد، موضحة أن المحادثة تناولت «مجمل أوضاع المنطقة (...) وخصوصاً التطورات الراهنة التي تشهدها مصر».


الأقباط يطلبون المشاركة في الحوار الوطني

تقدمت مجموعة من الشخصيات القبطية بمذكرة إلى نائب الرئيس المصري، عمر سليمان يطلبون فيها المشاركة في الحوار الوطني الذي بدأه مع عدد من قوى المعارضة المصرية.

وقال النشطاء، ومن بينهم رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل ومنسق التيار القبطي العلماني، كمال زاخر وأستاذ القانون إيهاب رمزي، في مذكرتهم أنه «لما كان أقباط مصر قد عانوا مناخاً شديد الظلم (...) ما أدى إلى إقصائهم عن المشاركة في صنع القرار، فإننا نرجو تحديد موعد لطرح رؤية النشطاء الأقباط من خلال قاعدة المشاركة الوطنية المصرية».

وشددت المذكرة، التي حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها، على أن رؤية النشطاء الأقباط «تنصب على ضرورة تكريس فكرة الدولة المدنية بما يستلزم ذلك من ضرورة إحداث تعديلات دستورية ومن ينبثق عنها من تشريعات تكون متسقة مع فكرة الدولة المدنية».

ويطالب الأقباط، الذين يشكلون ما بين 6 و10 في المئة من الـ 80 مليون مصري، بتعديل المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن «الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع».

وكان الرئيس المصري السابق، أنور السادات أدخل في العام 1980 تعديلاً على المادة الثانية من الدستور لتصبح الشريعة «المصدر الرئيسي للتشريع» بعد أن كانت في النص السابق «أحد مصادر التشريع».


واشنطن تدافع عن اختيار ويزنر موفداً إلى القاهرة!

دافعت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية عن اختيار الدبلوماسي المحنك فرانك ويزنر موفداً إلى القاهرة على رغم أنه يعمل لحساب شركة تمثل المصالح المصرية.

وأثار ويزنر جدلاً يوم السبت الماضي حين لمح إلى وجوب بقاء الرئيس المصري، حسني مبارك في منصبه حتى إنجاز عملية انتقالية ديمقراطية في ظل الانتفاضة الشعبية التي تشهدها مصر منذ أسبوعين والمطالبة بتنحي مبارك. وسارعت إدارة باراك أوباما إلى النأي بنفسها عن هذا الموقف.

وويزنر سفير سابق للولايات المتحدة في مصر والهند، ويعمل منذ العام 2009 لحساب (بايتون بوغز)، وهو مكتب محامين أميركي يمثل مصالح مصر والعديد من الدول العربية.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي يوم الاثنين الماضي أن الحكومة الأميركية على علم بأن ويزنر يعمل لحساب المكتب المذكور، لكنها تعتبره «دبلوماسياً مميزاً» ضالعاً بالشئون المصرية.

وقال كراولي للصحافيين «رأينا أنه يتمتع بموقع فريد لإجراء الاتصالات التي اعتبرنا أنه ينبغي إجراؤها في مصر».

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس أن الخارجية قامت باختيار ويزنر «بسبب خبرته في السياسة المصرية».

وقال دبلوماسي أميركي رفيع رافضاً كشف هويته أنه تم اختيار ويزنر لأنه قادر، أكثر من الدبلوماسيين العاملين حالياً، على إيصال رسالة «صريحة» إلى السلطات المصرية بسبب «علاقته القديمة مع الرئيس مبارك».


ما المطروح في المحادثات الخاصة بالدستور المصري ؟

القاهرة - رويترز

مستقبل الدستور المصري هو محور المحادثات بين نائب الرئيس، عمر سليمان والمعارضة مع تركيز خاص على البنود الخاصة بالرئاسة والانتخابات.

وتريد الحركة الاحتجاجية الرامية للإطاحة بالرئيس حسني مبارك إصلاحاً جذرياً للدستور الذي عدله الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم مرتين في السنوات الست الأخيرة بحيث يحافظ على هيمنته على الحياة السياسية.

وفيما يأتي أكثر الجوانب المثيرة للجدل في الدستور إلى جانب مقترحات التغيير...


الترشح للرئاسة

تتيح المادة 76 من الدستور الحالي لقلة من المرشحين خوض انتخابات الرئاسة المقبلة المقرر أن تجرى في سبتمبر/ أيلول -أحدهم من الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة مبارك وآخرون من عدد قليل من الأحزاب المعترف بها وهي أحزاب صغيرة ذات ثقل ضعيف.

من الناحية النظرية يمكن أيضاً للمستقلين الترشح في الانتخابات ولكن يتطلب ذلك مساندة 250 مسئولاً منتخباً من بينهم 65 من أعضاء مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الحزب الحاكم. وتريد المعارضة فتح المجال ليتسع لساسة مستقلين يمكنهم تحدي مرشح الحزب الوطني ومن بين هؤلاء الأشخاص المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي و الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى.


تحديد فترات الرئاسة

يسمح الدستور الحالي للرئيس بالترشح لعدد غير محدود من الفترات (المادة 77). ومبارك حالياً في فترة رئاسته الخامسة. وتريد المعارضة تحديد فترات حكم الرئيس بفترتين فقط كما هو الحال في الكثير من الدول الديمقراطية.


إجراء الانتخابات

تريد المعارضة تعديلات دستورية تحول دون تزوير الانتخابات وهي ممارسة مستشرية منذ عقود طويلة. وأهم خطوة إعادة مبدأ الرقابة القضائية التي ألغيت من الدستور في العام 2007.

كما تريد المعارضة إعادة هيكلة لجنة الانتخابات الرئاسية التي يميل تشكيلها لصالح من يسيطر على البرلمان (المادة 76).

ومن البنود الأخرى التي يمكن أن تسهم في الحد من الانتهاكات الانتخابية إلغاء المبدأ الذي ترسيه المادة 93 ويعطي البرلمان وحده حق الفصل في صحة عضوية النواب. واستغلت غالبية الحزب الوطني الديمقراطي في البرلمان المادة لتجاهل أحكام القضاء التي تبطل النتائج في بعض الداوئر.


قواعد تأسيس أحزاب سياسية

يريد عدد كبير من المحتجين ومن بينهم الإخوان المسلمون إلغاء القيود على تأسيس الأحزاب السياسية. وتمنح اللوائح الحالية الحزب الحاكم بالفعل سلطة الاعتراض على تشكيل أحزاب جديدة. وربما يحتاج الأمر لإعادة التفاوض بشأن الحظر الذي يفرضه الدستور على تشكيل أحزاب على أساس ديني (المادة 5).


سلطات الرئيس

بعد نحو 60 عاماً تعاقب خلالها ثلاثة رؤساء على حكم مصر وتمتعوا بسلطات كاسحة تقول جمعيات المجتمع المدني المصرية إنها تفضل نظاماً يقوم على توازن أكبر ونظام رئاسة يتمتع بسلطات أقل. ولم يتضح بعد ما إذا كان الحوار بشأن الدستور سيجد متسعاً من الوقت لتناول مثل هذا الإصلاح الجذري.


المأزق السياسي

اظهرت الانتفاضة الشعبية ضد حكم مبارك أن الدستور به ثغرات تعجزه عن التعامل مع أزمات من هذا النوع. فمن الناحية الدستورية يستحيل تقريباً تغيير النظام الانتخابي إذا غادر مبارك منصبه. وربما تطالب المعارضة بتعديل هذه الترتيبات.


عشرات الآلاف من المحتجين يحتشدون في ميدان التحرير وإصابة 61 جنوب غربي القاهرة

وزير مصري سابق يقود مسيرة طافت أمام البرلمان والوزارات

القاهرة - رويترز، أ ف ب

قال شهود عيان إن وزير النقل المصري السابق، عصام شرف قاد أمس الثلثاء (8 فبراير/ شباط 2011) مسيرة تطالب بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك.

وأضافوا أن المسيرة طافت بالمنطقة التي يوجد فيها مجلسا الشعب والشورى ومجلس الوزراء وعدة وزارات من بينها وزارة الداخلية في وسط القاهرة. وتابعوا أن المسيرة ضمت أعضاءً في هيئات التدريس بالجامعات المصرية وطلاب دراسات عليا وآخرين.

وقال أحد شهود العيان إن المشاركين في المسيرة رددوا هتافات من بينها «الشعب يريد إسقاط النظام». وأضاف «حين مروا أمام مجلس الشعب هتفوا: باطل... باطل».

وشغل شرف منصب وزير النقل من يوليو/ تموز العام 2004 إلى ديسمبر/ كانون الأول من العام التالي.

وفي غضون ذلك، شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في الاعتصام في ميدان التحرير في اليوم الرابع عشر للتظاهرات المناهضة للرئيس مبارك رغم الخطوات التي اتخذها أركان النظام محاولة لتهدئة الشارع.

وأفاد مراسلو «فرانس برس» أن الميدان شهد بعيد ظهر الثلثاء تدفق الحشود، وخصوصاً عبر مدخل كوبري قصر النيل حيث كانت مجموعات ترحب بالداخلين بالتصفيق وعلى وقع هتافات «أهلاً أهلاً بالأبطال أهلاً أهلاً بالفرسان».

وكانت السلطات المصرية اتخذت عدة إجراءات الاثنين والثلثاء لتهدئة الحركة الاعتراضية، من بينها رفع الأجور بنسبة 15 في المئة ابتداءً من أبريل/ نيسان المقبل.

واحتشد آلاف المحتجين في ميدان التحرير - وبينهم متظاهرون يشاركون للمرة الأولى- منذ الصباح الباكر. واعتصم كثيرون أثناء الليل في الميدان الذي انتشرت الخيام على أرضه وباع البعض الطعام والشراب والصحف وأعلام مصر التي يلوح بها المحتشدون في أجواء حماسية.

وانضم البعض إلى الاحتجاج للمرة الأولى وقالوا إنهم تحمسوا بعض الشيء بعد الإفراج عن وائل غنيم المصري الذي يعمل مديراً للتسويق في شركة غوغل والذي قال إن جهاز أمن الدولة احتجزه نحو أسبوعين.

وقالت عفاف ناجد (71 عاماً) وهي عضو سابق في مجلس إدارة البنك الأهلي المصري الذي تملكه الدولة «أنا أول مرة آجي هنا النهاردة لأن الحكومة دي فاشلة ومبارك مازال يجتمع مع نفس الوجوه القبيحة... هو لا يصدق أن اللعبة انتهت. هو راجل عنيد جداً. وأيضاً الإعلام الحكومي بيكذب علينا».

وأضافت في إشارة إلى الحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه مبارك «أنا هنا أيضاً علشان وائل غنيم (المسئول التنفيذي في غوغل). هو كان على حق لما قال إن الحزب الوطني (الحاكم) انتهى. لم يعد هناك حزب لكنهم لا يريدون الاعتراف بذلك».

وقال عمرو فتوح وهو جراح يبلغ من العمر 25 عاماً إن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها في الاحتجاج بميدان التحرير لأنه ملتزم بعمله في المستشفى.

وأضاف «النهاردة أول يوم ليا هنا لأني كنت مشغول جداً في المستشفى. أتمنى أن الناس تستمر وييجي ناس أكتر. في الأول الناس مصدقوش أن النظام هيسقط لكن الوضع اختلف».

وفي تطور متصل، قالت مصادر أمنية وطبية الثلثاء إن 61 محتجاً أصيبوا بينهم ثمانية في حالة خطيرة خلال اشتباك مع الشرطة بمدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادي الجديد إلى الجنوب الغربي من القاهرة. وقال مصدر إن سكاناً لاحظوا بغضب الليلة قبل الماضية عودة ضابط شرطة غير مرحب به من جانبهم أبعدته السلطات خلال الأيام الأولى من الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد قبل أسبوعين مطالبة بإنهاء حكم مبارك.

وأضاف أنهم هاجموا سيارة الشرطة التي كان الضابط يستقلها مع مجندين وأن الضابط والمجندين فروا من السيارة التي أشعل المحتجون النار فيها ثم توجهوا إلى مركز الشرطة ورشقوه بالحجارة.

وتابع أن الشرطة ردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص وطلقات الخرطوش. وقال محمد سيد وكيل مستشفى الخارجة لـ «رويترز» إن المستشفى استقبل 61 مصاباً بينهم 41 أصيبوا بالرصاص و20 بطلقات الخرطوش. وأضاف أن ثمانية من المصابين أحيلوا إلى مستشفى أسيوط الجامعي لخطورة إصاباتهم. وتابع أن آخرين عولجوا من اختناقات.


وائل غنيم يبكي ويُبكي ملايين المصريين على الهواء

ظهر وائل غنيم أو «وائل غوغل»، أحد أبرز مطلقي حركة الاحتجاج الحالية في مصر عبر الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، على التلفزيون ليل الاثنين الثلثاء فروى فترة اعتقاله في سجن أمن الدولة وبكى رفاقه الذين سقطوا فأبكى ملايين المصريين. وبعد أن أمضى عشرة أيام في السجن وبعدما طالبت منظمة العفو الدولية بإطلاق سراحه، أفرج عن الشاب وائل غنيم عصر يوم الاثنين الماضي وظهر قبيل منتصف الليل على شاشة قناة «دريم». قال غنيم مدير التسويق الإقليمي لشركة غوغل الشرق الأوسط إنه ترك مكان عمله في الإمارات متذرعاً بأسباب عائلية وجاء إلى القاهرة قبل أيام من اعتقاله لمواكبة التحرك المناهض للرئيس المصري حسني مبارك. وأضاف غنيم «إنه موسم التخوين، كان الضباط الذين يحققون معي لا يصدقون بأنني أتصرف بمبادرة شخصية مني مع زملاء لي مثلي، أنا متهم بتنفيذ أجندات خارجية، إلا أنهم مع الوقت اقتنعوا بأنني لست خائناً ولا عميلاً». وأكد غنيم أنه لم يتعرض للتعذيب. وقال «ربما تنتظرون مني أن أخلع قميصي لأكشف لكم عن حروقات في جسدي من أثار التعذيب. لا، لم يعذبونني ولم يلمسونني». وأضاف «أنا لست بطلاً، أنا كنت وراء حاسوبي فقط، الأبطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر». ولما عرضت القناة صور شبان من أصدقائه قتلوا في المواجهات، أصيب وائل بالصدمة وأجهش بالبكاء لدقائق طويلة وقال بصوت مخنوق بالكاد مفهوم «أنا اعتذر من أهل الشهداء من أقاربهم من أحبائهم، أنا دعوتهم إلى النزول إلى الشارع» ثم ترك الأستوديو من دون سابق إنذار.


«ويكيليكس»: إسرائيل تفضل سليمان لخلافة مبارك

ذكرت برقية دبلوماسية أميركية سربها موقع «ويكيليكس» أن إسرائيل تنظر منذ وقت طويل إلى عمر سليمان نائب الرئيس المصري، حسني مبارك على أنه الأفضل بالنسبة لها لخلافة مبارك في الحكم.

وقالت البرقية التي كتبتها السفارة الأميركية في تل أبيب العام 2008 «طلبنا من السفارة في القاهرة تحليلاً عن سيناريوهات خلافة الحكم في مصر لكن لا شك أن إسرائيل ترتاح أكثر لاحتمال تولي سليمان السلطة».

ولخصت البرقية التي تعود ليوم 29 أغسطس/ آب 2008 محادثات بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وقادة مصريين بمدينة الإسكندرية.

ونقلت عن دافيد هاحام أحد مستشاري باراك قوله إن الوفد الاسرائيلي «صدم بسبب مظهر مبارك المتقدم في العمر وطريقة كلامه المتثاقلة».


الجنيه يرتفع للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات

ارتفع الجنيه المصري خلال تعاملات أمس (الثلثاء) بعد موجة هبوط منذ اندلاع الاحتجاجات السياسية في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي.

لكن السوق كانت مغلقة في الأسبوع الماضي بالكامل ولم تفتح مجدداً إلا يوم الأحد الماضي.

وجرى تداول الجنيه عند 5.88 جنيه للدولار أمس مقارنة مع 5.952 جنيه عند إغلاق أمس الأول.

ومن جهته، أكد البنك المركزي أمس أنه تدخل في السوق لدعم الجنيه المصري. وقال نائب محافظ البنك المركزي، هشام رامز عبر الهاتف إن البنك تدخل في السوق لكنه رفض أن يحدد حجم التدخل.

في تطور متصل، قالت مصادر تجارية وملاحية إن التأخيرات التي تشهدها الموانئ وتقليص الخدمات المصرفية لا يزالان يؤثران على شحن البضائع إلى مصر لكن البلاد لا تواجه أي نقص في الحبوب.


تونس: نحترم إرادة الشعب المصري

قالت وزارة الخارجية التونسية أمس إنها تحترم إرادة الشعب المصري وخياراته، وذلك في أول تعليق لتونس على موجة الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي في مصر للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك.

وقال بيان لوزارة الخارجية إن «تونس التي أنجزت ثورة شعبية تاريخية قامت على مبادئ الحرية والديمقراطية والكرامة تؤكد اعتزازها وتعلقها بروابط الأخوة العريقة التي تجمعها بمصر الشقيقة وشعبها». وأضافت الوزارة أنها تتابع ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع في هذا البلد الشقيق وتؤكد احترامها لإرادة الشعب المصري وخياراته وتعبر عن ثقتها في حكمة هذا الشعب وحسه الوطني العميق وقدرته على تخطي هذا الظرف الدقيق من تاريخه.


أوباما: مبارك قال إن الوضع غير محتمل ولابد من تغيير

واشنطن - آي بي إس

«تحدثت مباشرة إلى الرئيس مبارك هذا المساء بعد خطابه، وأقر بأن الوضع الراهن غير محتمل ولابد أن يحدث تغيير». بهذه الكلمات، لخص الرئيس الأميركي، باراك أوباما فحوى مكالمته الهاتفية مع حسني مبارك، بعد خطاب الأخير ليلة الثلثاء أول فبراير/ شباط الجاري الذي أعلن فيه عزمه على البقاء في الحكم حتى سبتمبر/ أيلول المقبل.

وجاء تصريح أوباما بعد ساعات من إرسال إشارة واضحة لمبارك بضرورة تخليه عن قبضته على السلطة، عاجلاً وليس آجلاً.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي «أعتقد أن عملية الانتقال المنظم يجب أن تكون سلمية ويجب أن تبدأ الآن… هذه العملية يجب أن تشمل طائفة واسعة من الأصوات والمعارضة في مصر، وأن تؤدي إلى إنتخابات حرة ونزيهة. ويجب أن تسفر عن حكومة قائمة ليس فقط على المبادئ الديمقراطية، وإنما تستجيب أيضاً لتطلعات الشعب المصري».

ومع ذلك، فلا يزال شكل هذا التغيير وعمقه غير مؤكد. ولكن الواضح أن واشنطن تشعر أن تعهد مبارك بعدم ترشيح نفسه لإعادة انتخابه، سيثبت عدم جدواه في نظر مئات الآلاف من المتظاهرين المصريين المطالبين برحيله على الفور.

وأعرب مسئولون أميركيون لوسائل الإعلام، على خلفية عدم إعتزام مبارك الاستقالة، أنهم شعروا بخيبة الأمل لعدم التفات الرئيس المصري إلى تلميحات إدارة أوباما منذ يوم الجمعة في الأسبوع الماضي بأنه ينبغي أن يرحل الآن، أو في وقت قريب جداً.

وفي حين تردد المسئولون الأميركيون في التعقيب على خطاب مبارك فوراً، حاول رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جون كيري الذي تصرف في كثير من الأحيان نيابة عن إدارة أوباما، توضيح الأمور بأفضل وسيلة ممكنة.

فقال في بيان مكتوب للصحافة «كان هذا إعلاناً مهماً من الرئيس مبارك بإنهاء رئاسته والتعهد بعقد انتخابات حرة ونزيهة». وأضاف «أعتقد أن الرئيس مبارك يجب أن يعمل الآن مع المجتمعين العسكري والمدني لتشكيل حكومة تصريف أعمال انتقالية مؤقتة».

ثم أوضح «يبقى أن نرى ما إذا كان هذا يكفي لتلبية مطالب الشعب المصري من أجل التغيير»، معرباً بهذا عن السؤال الكبير المطروح أمام دوائر واشنطن الرسمية والمحللين السياسيين في الوقت الراهن. سؤال تحفه كثير من الشكوك هنا. فقال المدير التنفيذي لشبكة الأمن الوطني، جويل روبن، إن «حكومة مصر اعتادت تاريخياً على قول أشياء جميلة عن نواياها في الإصلاح، ولكن مع القليل من المتابعة والتنفيذ». وأضاف روبن الذي عمل لعدة سنوات كدبلوماسي أميركي في مصر، «هذه هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن المطلوب هو العمل على الفور. وإذا لم يظهر غداً أنه جاد في الإصلاح، فسيحتاج إلى ضغوط إضافية. وبصراحة، ثمة تساؤلات بشأن إمكان إجراء الإصلاحات التي تعتبر ضرورية مع وجود الرئيس مبارك رئيساً للبلاد». وبدوره، قال أخصائي الشرق الأوسط في معهد المحافظين الجدد «أميركان انتربرايز»، مايكل روبن، إن «الفوضى سوف تسود إذا لم يرحل مبارك عن مصر. ومن وجهة النظر الأميركية، هذا سوف يمكن العناصر الأكثر تطرفاً في المجتمع للتعبئة ضدها». وأشار أيضاً إلى أن يوم الثلثاء من الأسبوع الماضي، موعد انطلاق أيام الغضب، تزامن مع الذكرى 32 لعودة آية الله الخميني لإيران، فيما شكل حدثاً رئيسياً في تحول طهران من حليف قوي للولايات المتحدة في عهد الشاه، لعدوها الإقليمي على مدى جيل كامل الآن.

العدد 3078 - الثلثاء 08 فبراير 2011م الموافق 05 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 2:40 م

      ثورتك يا مصر حيرت العقول بصمود الشعب وتضحيته وتقديم الدماء الزكية ........ ام محمود

      في اليوم السادس عشر من التظاهرات التي لم يسبق لها مثيل وشارك فيها الكبار والصغار ومن جميع المستويات والأطياف
      والعدد الذي احتشد في ميدان التحرير ووصل لأكثر من مليون لن يتراجعوا غن مطالبهم ولن يعودوا لمنازلهم الا بعد حدوث التغيير المنشود
      تمنياتنا لهم بالنصر الدائم والمجد والعلو
      وصدق مايكل روبن، عندما قال إن «الفوضى سوف تسود إذا لم يرحل مبارك عن مصر ,,
      عدد الشهداء يزداد يوما بعد يوم
      هل تذكرون كم شهيد سقط في الثورة الايرانية؟ العدد هائل

    • زائر 18 | 1:51 م

      الرصاصي

      التنازلات لي قدموها طيبة ولكنها مو بس غير كافية انما من غير المؤكد تنفيذها لذلك لازم يرابط الشعب ويصبر ويصمد في مطلبه الاساسي ويزيد من سقف مطالبه حتى هم يسرعون في تنفيذ ما عرضوه من مو تنازلات حسب ما يسمونها اركان النظام والمعلقين الغربيين وغيرهم انما المطالب الشرعية وخاصة فيما يتعلق بتحديد فترة الرئاسة بفترتين فقط

    • زائر 16 | 6:34 ص

      لا يفيد الندم

      الشعب المصري أنتم عمري و فخري نسأل الله أن ينصرك على الدوام أنتم الذين سجلتم للعالم الصبر و الثبات و العزيمة الراسخة القوية للعالم أجمع فجزاكم الله ألف خير و عافية و مكتوب في ميزان حسناتكم إن شاء الله

    • زائر 15 | 6:26 ص

      لا التدخلات الأجنبية

      أوباما يتكيف بمصر هو يغيّر و هو يوضع و هو يز يل و يتصرف بما تشتهي به نفسه .. الشعب المصري هو من يختار حكومته لا أوباما . إترك الشعب المصري يصنع نفسه و مستقبله لا التدخلات الأجنبية

    • زائر 14 | 6:06 ص

      حفظك الله يا بلدي

      انا مصري و فخور اني مصري و فخور اني عشت في البحرين معظم حياتي لان البحرين قرة عيني و مصر قرة عين حبيبتي , يالله اسألك بكل اسك سميت به نفسك انت تذهب هذا انلظام الفاسد المصري

    • زائر 11 | 2:57 ص

      والله رصيدك يا مصر الكنانة ارتفع في قلبي مليار في الماءة

      شكرا لك يا مصر
      شكرا لشبابك الابطال
      شكرا لشعبك الثوري
      يجب الاطاحة بالنظام العميل
      يجب ان يحكم مصر نظام نظيف
      يجب ان تكون مصر قوية ثرية عزيزة وكريمة
      مبارك لجهنم يجب محاكمته وشنقه
      سليمان عميل امريكي مجرم
      حفظ الله مصر

    • زائر 10 | 1:28 ص

      نكتة مبارك

      بيقولك كمال الجنزوري جالو بعد ما شالوا من الوزارة وقالوا عايز أعرف انت
      شيلتنى ليه ياريس
      قالوا يا كمال يا حبيبي التغيير سُنة الحياه ، قالوا طيب شيلت وزير المواصلات ليه
      قالوا يا كمال يا حبيبي التغيير سُنة الحياة ،
      قالوا طيب ممكن أسالك سؤال اومال ليه انت الوحيد اللى مابتتغيرش
      قالوا ياحبيبي تغييركم انتم سُنة لكن أنا وجودي " فرض

    • العبدالفقير | 12:56 ص

      الى مازن

      روح ميدان التحرير و شارك في المظاهرات يمكن تحصل جانز تبربر على الهواء في احدى الفضائيات نبغي نضحك شوي

    • زائر 7 | 12:38 ص

      نفذ الصبر

      ينبغي على اخوننا المصريين ، التحرك الى القصر الرئاسي والوزارات الحساسة ، لتضييق الخناق على الرئيس مبارك ، لكي يتنحى عن الرئاسه
      اما الثبات في ميدان التحرير دون غيره فنتائجه بطيئه
      مع احترامنا لإخواننا المصريين الابطال

    • زائر 2 | 11:15 م

      ??????

      ياعلي لصقه مو راضي يطلع
      يا اخي قالوا لك ارحل ارحل

    • مازن البحراني | 10:52 م

      ايها المصريون

      والله انتم الرجال يا اهل الكنانة
      اصبروا وصابروا ورابطوا
      وانتم الاعلون
      ويحاول النظام الديكتاتوري ان يزيدكم خبالاً
      قولوا لا للنظام
      ولا لسليمان
      وليذهب هو ومن معه الى الجحيم

اقرأ ايضاً