العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ

ميادير

فيما هو نائمٌ والغرفة مريضة...!!

إلى روح الأديب (جمعة الفيروز) في ذكراه الـ (10)

« 21 فبراير/ شباط 2001م ـ 21 فبراير2011م »

نص - عبد الله محمد السبب

من يجرؤ،

على تعكير صفو البياض ؟

من يجرؤ على لجم الحروف،

وإذابة الأحلام،

في الطرقات المعبدة بالشكوك ؟

الظنون...

حدائق أسئلة،

أباريق نوايا،

أخاديد فتنة غامضة...

فيما النوافذ...

أساور هواء،

أو أنابيب عاصفة !

الظنون مرايا...

فيما الأحلام،

عالقة بالميادير !!

هكذا دفعة واحدة...!!

هكذا...

دونما رأي،

دونما دراية،

دونما إشارة،

دونما قاعة،

دونما حفل،

دونما سُلـّم،

دونما حائط،

دونما عناء،

دونما عربة عبور،

دونما عربون،

دونما توطئة،

دونما شيء...

«الفيروز»،

دونما علامة فارقة...

رأيناه،

كما لم نر أحداً من قبل ..

ألفناه،

كما لم نألف أحداً من قبل...

خبرناه،

كما لم نخبر أحداً من قبل...

فقدناه،

كما لم نفقد أحداً من قبل...

ذكرناه،

كما لم نذكر أحداً من قبل ..

نسيناه،

كما لم ننس أحداً من قبل ..

خذلناه،

كما لم نخذل أحداً من قبل...

رأيناه...

يتوزع في منفاه

كتذكرة سفر بالية...

كما لو أنه،

معنيٌ،

بدفع روحه،

هكذا،

دفعة واحدة...

لحظة إثر لحظة،

ضحكة إثر ضحكة،

كلمة إثر كلمة،

همسة إثر همسة،

بسمة إثر بسمة،

لمسة إثر لمسة،

نبضة إثر نبضة...

حتى تعثر في نومه،

ومات...!!

هكذا...

دونما حيلة،

دونما حول،

دونما طاقة،

دونما طوق،

دونما نجاة،

دونما شيء،

كأن لا شيء،

كأن لم يكن،

سوى فكرة ناضجة،

وانطفأت،

هكذا...

ومضة إثر ومضة،

شمعة إثر شمعة،

والشماعة شاعرة !!

* * *

يا «جمعة»:

ماذا لو...

أن رأس الخيمة،

أن المسرح،

أن «شئون ثقافية»،

أن «شئون أدبية»،

أن اتحاد الكتاب،

أن «القاعة»،

أن الساعة،

أن الساحة،

أن «الانعكاس»،

أن السينما،

أن اللوحة،

أن المرسم،

أن المرساة،

أن المجداف،

أن الأصداف،

أن البحر،

أن جمعيات التراث،

أن التراث،

أن القلاع،

أن الأبراج،

أن الذاكرة،

أن الدائرة،

أن الملاعب،

أن الكرة،

أن الرياضة،

أن نادي عُمان،

أن نادي القادسية،

أن نادي الإمارات،

أن أندية الإمارة،

أن الإمارة،

أن ضواحيها،

أن «سدروه»،

أن «الرمس»،

أن الأمس،

أن الهمس،

أن الثقافة،

أن المثقفينَ،

أن المشيِّعين،

أن المُشِعِّينَ،

أن «عبد الكريم الفيروز»،

أن «سالم سهيل»،

أن «أبو موسى»،

أن «طنب»،

أن الكبرى،

أن الصغرى،

أن الجُزر،

أن المَدّ والجَزْر،

أنّ ...،

أن لو ...،

ماذا لو...

أن كل شيء،

أن كل هذا الشيء،

أن هذا الشيء...

استيقظ،

هكذا،

دفعة واحدة،

دونما جرس،

على وقع ضحكتك،

في 11 نوفمبر 2007 م...

في القاعة،

في اتحاد الكتاب،

في رأس الخيمة...

دونما شيء،

كأن شيئاً لم يكن،

كأن لم يكن،

لم يكن...

سوى بيت،

معَبّد بالأصدقاء...؟!

* * *

يا «جمعة»:

كل رحيل،

وأنت صديقي...!!

* * *

عبد الله محمد السبب

a_assabab@hotmail.com

إضاءة :

1. (جمعة الفيروز) :

• أديب إماراتي من رأس الخيمة... ولد في (سدروه) العام 1955م، ورحل في ليل 21 فبراير/ شباط 2001م في (الظيت الجنوبي) حيث كان يغط في حلم عميق.

• عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وعضو مؤسس لفرع الاتحاد برأس الخيمة، وشغل منصب الأمين العام للفرع منذ افتتاحه في21أكتوبر/ تشرين الأول 1999م، وحتى وفاته (رحمه الله) ..

• له: مجموعة شعرية واحدة (ذاهل عبر الفكرة) صدرت في حياته عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في 2000م، وبعد رحيله صدرت له مجموعتان قصصيتان في عام الرحيل 2001م: (مسافة أنت... العشق الأولى) عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، (علياء وهموم سالم البحار) عن دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة... ثم صدرت له روايته اليتيمة (الدائرة) في مايو/ أيار 2008م عن العربية للصحافة والإعلام ـ أبوظبي .

• وله مخطوطاته مازالت تنتظر الشروق...!!

2. الميادير: مفردها «ميدار» (خليجية)، والميدار يعني (الشِصُّ أو الشَصُّ): وهو عبارة عن قطعة حديد عَقفاءُ يُصطادُ بها السمك وتسمى السنارة... جمعها «شصوص» !!

العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً