العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ

الحكواتي: خالد الفحام يحكي عن مصر والمصريين بالخارج

صدر حديثاً عن مؤسسة الدوسري للثقافة والابداع كتاب «الحكواتي... عن مصر والمصريين بالخارج» للكاتب المصري خالد الفحام.

ويقع كتاب المدونات في 221 صفحة من القطع المتوسط وينقسم إلى خمسة فصول كالتالي: عن المصريين بالخارج، عن الإخوة العرب، عن مصر، عن كل شيء، خواطر.

ويعد الكتاب تجميعاً للمقالات التي كتبها المؤلف منذ العام 2003 وحتى العام 2010 والتي تتناول شئون مصر والمصريين بالخارج.

ويجد القارئ في الكتاب الكثير من الاضاءات على المواضيع التي تهم المصريين خاصة السياسية منها فيقول: «السياسة هي: كوب اللبن للصغار، وكوب الشاي أو فنجان القهوة للكبار... بنزين السيارة، مصاريف المدارس، ظروف العمل، الرعاية الصحية، المعاشات، نظام التعليم، برامج التلفزيون المناسبة، وغير المناسبة، جلدة الحنفية، المياه الملوثة، سعر الجريدة اليومية، أقساط الكومبيوتر، أماكن صف السيارات، الرصيف، سعر الطماطم والزيت والليمون... لذلك فمن يطالبك بالكف بالكف عن الكلام في السياسة كمن يطالبك بالانتحار» .

تتناول مقالات الكاتب موضوعات مهمة مثل الغربة، الاعلام ودوره، حرية التعبير، الوحدة العربية، قضية خالد سعيد، كما يلامس الكاتب في كتاباته العديد من القضايا اليومية التي تشغل بال أي مواطن.

ويختم الكاتب كتابه بمجموعة من الخواطر التي تلقي اضاءات على العديد من القضايا التي تشغل تفكير كثير من المصريين.

من أجواء الكتاب:

«عودة أخرى للنظر في جزء آخر من تلك الأسباب التي أدت بنا لتلك المعاناة التي نعانيها مع اننا بالفعل أغنياء: هناك بعض العادات والتقاليد العربية التى تقدس المظاهر والتفاخر والمباهاة بأشياء ليس لها أصل في الشريعة السمحاء، فمثلاً في الزواج... إذا أقدم شاب عربي على الزواج فمعنى ذلك أنه فدائي أو انتحاري... فبداية يجب عليه شراء أفخر الثياب لنفسه ولخطيبته حتى يثبت أنه جدير بها وكذلك عليه أن يغدق الهدايا على أسرتها كي يغضوا الطرف عن تنازلهم وتواضعهم وتسامحهم معه في قبوله زوجاً لابنتهم في المستقبل... وبعض الأسر تعتبر ابنتهم (وخاصة ان كانت على قدر من الجمال) كنزاً لايمكن التفريط فيه بسهولة ونسوا ان ذلك الخطيب الشاب أيضاً هو كنز بالنسبة لأسرته فبدلاً من مساعدتهما على تكوين أسرة سعيدة مستقرة فإنهم وبدون قصد يقومون بتصعيب المهمة عليهما فالهدايا في بعض المناطق في مصر (وخاصة في المواسم والأعياد) أصبحت فرضاً على كل شاب. بالإضافة إلى ما سبق نجد المبالغة في شراء الأثاث الفاخر والتحف الفنية وكذلك الحرص على إقامة حفلات الزفاف في فنادق الخمس نجوم مما يثقل كاهل أي شاب متزوج بالديون التي قد يمتد سدادها لأعوام بعد الزواج.

أما عن الشقق فحدث ولاحرج، فبينما يستطيع الفرد في الغرب الحصول على شقة صغيرة (فلنقل مثلاً غرفة نوم واحدة وصالة معيشة) في أحد الأحياء المحترمة ليبدأ فيها حياته لحين تحسن الأحوال في المستقبل... فالوضع عندنا مختلف فلابد للشاب أن يبدأ حياته في شقة فاخرة وتثير اعجاب الأقارب والأصدقاء. وحقيقة فإنى في بداية حياتي العملية كم كنت اتمنى ان أجد شقة بتلك المواصفات (ستوديو) في أحد الأحياء الراقية حتى أعجل بزواجي وأوفر مالي لأشياء أخرى مهمة أيضاً او على الأقل حتى أبدأ حياتي الزوجية بدون ديون... ولكنني لم أجد وإن وجدت فإن ذلك لن يرضي أحداً في العائلة وسيكون أمراً مستغرباً، فالشقق الصغيرة عندنا لا توجد إلا في المناطق الشعبية أو الفقيرة فقط وهي بحالة سيئة جداً... أما في المناطق المتوسطة فما فوق فلا تجد غير الشقق الكبيرة!! لأن هذا المفهوم غير موجود أصلاً ولأن بعض العائلات (ومعها الكثير من الحق فى ذلك) لا تضمن أن يحصل العريس في المستقبل على شقة أكثر اتساعاً وخاصة أنه من المنتظر أن يزداد تعداد الأسرة. فالوظيفة أو الراتب لا يحققان ذلك على المدى البعيد، الا اذا حدثت معجزة... لذلك فمن يبدأ حياته بشقة صغيرة فعلى الأغلب لن يستطيع تغييرها فيما بعد لأن متطلبات الحياة وزيادة الأسعار المستمرة وزيادة عدد أفراد الأسرة واحتياجاتهم لن يمكناه من ذلك».

العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً