قال أحمد مشيمع النجل الأصغر للناشط السياسي وأمين عام حركة «حق» حسن مشيمع لـ «الوسط» أمس الخميس (24 فبراير/ شباط 2011)، إن والده موقوف حالياً ومنذ يوم الثلثاء الماضي في العاصمة اللبنانية (بيروت)، وذلك لصدور مذكرة قبض دولية سابقة بحقه بسبب تورطه في قضية ما يسمى بـ «المخطط الإرهابي».

وذكر أن والده «حسن مشيمع غادر المملكة المتحدة (لندن) قبل يومين متوجهاً في طريقه إلى بيروت لتقديم التعازي لأحد أصدقائه هناك، وكانت عملية خروجه من لندن طبيعية ومن دون أية مشكلات تُذكر، بيد أنه أوقف بمطار بيروت الدولي بحجة وجود مذكرة توقيف دولية بحقه، وتم سحب جواز سفره».

من جهتها، أكدت المتحدث الرسمي لهيئة شئون الإعلام ميسون سبكار في ردها على سؤال لـ «الوسط»، بأن البحرين لن تعتقل الناشط السياسي حسن مشيمع عند عودته إلى البحرين من الخارج.

إلى ذلك، أكدت وزارة الداخلية أنها لن تحاكم أيّاً من السجناء والموقوفين الذين تم إطلاق سراحهم بالأمر الملكي، بالقضايا والاتهامات الموجهة ضدهم، والتي على أساسها تم توقيفهم وسجنهم.

«الداخلية»: المفرج عنهم لن يحاكموا بالقضايا الموجهة ضدهم

«الإعلام»: مشيمع لن يُعتقل عند عودته للبحرين والحكومة تنظر في «تعذيب السجناء»

مدينة عيسى - علي الموسوي

قالت المتحدث الرسمي لهيئة شئون الإعلام ميسون سبكار، إن وزارة الداخلية تؤكد أن الموقوفين والسجناء الذين أطلق سراحهم يوم الأربعاء (23 فبراير/ شباط 2011م) لن تتم محاكمتهم عن الاتهامات التي كانت موجهة إليهم، وذلك بموجب الأمر الملكي بالإفراج عن عدد من المحكومين ووقف الدعاوى الجنائية المرفوعة ضد سجناء الرأي.

وذكرت ميسون في ردها على سؤال لـ «الوسط»، أن البحرين لن تعتقل الناشط السياسي حسن مشيمع عند عودته إلى البحرين من الخارج، نافية أن تكون لديها معلومات عن عودته إلى البلاد.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الثاني الذي عقدته سبكار ظهر أمس الخميس (24 فبراير/ شباط 2011)، بمبنى الهيئة، وبحضور وسائل الإعلام العربية والأجنبية.

ويأتي هذا المؤتمر الصحافي بعد يومين فقط من المؤتمر الصحافي الأول الذي عقدته سبكار يوم الإثنين الماضي (21 فبراير 2011م).

وجددت تأكيدها على أنه لا يوجد مدة محددة لاعتصام البحرينيين في دوار اللؤلؤة، بيدَ أنها أكدت ضرورة الالتزام بسلمية الاعتصام والتظاهرات الأخرى.

سبكار لم تفصح عن الجهات أو الجمعيات المعارضة التي وافقت على الحوار الوطني، لكنها قالت إن الحوار مفتوح للجميع، وأن ولي العهد أجرى عدة لقاءات مع مختلف الجمعيات وأصحاب الأعمال.

واعتبرت سبكار بن الحكومة البحرينية استجابت لكل المطالب التي وصلت إليها، وهي سحب قوات الجيش من الشوارع، وإتاحة الفرصة للتظاهر والتعبير عن الرأي، وأخيراً إطلاق سراح الموقوفين وسجناء الرأي».

الطائرات العمودية لمراقبة «اللؤلؤة»

وردّاً على الأنباء التي انتشرت يوم الخميس (17 فبراير/ شباط 2011)، عن وجود طائرات عمودية وقناصة على البنايات المرتفعة المحيطة بدوار اللؤلؤة أطلقوا النار باتجاه المعتصمين في الدوار، بيّنت سبكار أن الطائرات العمودية استخدمت لمراقبة الدوار، وأن وجود القناصة في البنايات المرتفعة، هو أمر عارٍ عن الصحة.

كما نفت أيضاً صحة الأنباء التي تواردت عن نقل 60 جثة بواسطة سيارات نقل الموتى، لافتة إلى أن «قوى المعارضة أكدت العثور والتعرف على جميع من كانوا في عداد المفقودين».

وفندت الادعاءات بإصابة طفلة عمرها 6 أعوام بطلق ناري في منطقة الحوض، وقالت: «إن هذه الادعاءات استندت إلى صور تم نشرها على المواقع الإلكترونية، وهي لطفلة في الفلبين هاجمها نمر هناك»، مؤكدة أنه «لم يتم إدخال أي طفل إلى المستشفى نتيجة أحداث الأسبوع الماضي، ومع أن خمسة منهم عانوا من استنشاق الغاز المسيل للدموع، إلا أنه تمت معالجتهم بشكل فوري وغادروا المستشفى».

وأكدت المتحدث الرسمي لهيئة شئون الإعلام أن حكومة البحرين تنظر بجدية في الشكاوى المرفوعة من السجناء الذين أطلق سراحهم بالأمر الملكي، وأشاروا فيها إلى تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة خلال فترة توقيفهم، مضيفة أن «حكومة البحرين تلتزم بإجراء تحقيق دقيق وفوري حول جميع هذه الشكاوى، في إطار من التنسيق والتعاون بين النيابة العامة ووزارة الداخلية للتحقيق، وقد تم تبليغ أصحاب الشكاوى بحقوقهم وسيتم الاتصال بجميع أصحاب الشكاوى للنظر فيها».

صور الدبابات السعودية مصدرها «سورية»

اتهمت سبكار التلفزيون السوري بأنه بث صوراً لدبابات وفرق عسكرية من المملكة العربية السعودية، على أنها قادمة إلى البحرين، وقالت: إن «التقارير التي أشارت إلى وصول دبابات وفرق عسكرية من المملكة العربية السعودية إلى مملكة البحرين خلال أحداث الأسبوع الماضي، كان مصدرها التلفزيون السوري، وتؤكد الحكومة أن هذه التقارير عارية عن الصحة تماماً».

وعن الوضع الصحي للمصابين في الأحداث الأخيرة؛ أشارت إلى أن عدد الذين يرقدون في مستشفى السلمانية الطبي تقلص إلى 18 مصاباً بعد أن كان 25، بينهم حالتان مازالتا خطيرتين. منوّهة في الوقت نفسه إلى أن هناك 73 شرطيّاً أصيبوا في الأحداث الأخيرة، بينهم 7 في خطر.

واعتبرت سبكار أن وجود العدد الكبير من المواطنين والمتطوعين في مجمع السلمانية الطبي، عرقل خطة الطوارئ المطبقة في المجمع، وقالت نقلاً عن وزارة الصحة فإن «العدد الكبير من الموجودين في مجمع السلمانية الطبي من الجمهور وأهالي المصابين والمتظاهرين، ساهم بشكل كبير في إعاقة تنفيذ هذه الخطة وأثر سلباً على قدرة خدمات الطوارئ والطواقم المؤهلة للتعامل بفعالية مع الأوضاع الطارئة».

وفي حديثها عن التحقيق في مسببات الأحداث التي تشهدها البحرين، والتي أعلنها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، برئاسة نائب رئيس الوزراء جواد سالم العريض، أكدت أن صلاحيات التحقيق ستتسع لتغطي كل الأحداث.

وأوضحت أن «أعضاء فريق التحقيق التقوا مع بعضهم بعضاً في العديد من المناسبات، وهم يحظون بتعاون كامل من جميع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة».

وتابعت «تم جمع المعلومات المتعلقة بالأحداث التي وقعت في الفترة من 13 حتى 14 فبراير/ شباط الجاري (2011)، وسيستمر فريق التحقيق في جمع المعلومات المتعلقة بالفترة اللاحقة حتى يوم 18 فبراير»، مشيرة إلى أنه «سيتم إعلان التقدم الذي يحققه فريق التحقيق في وقت لاحق».

كما أشارت المتحدث الرسمي لهيئة شئون الإعلام إلى اللقاءات الرسمية التي عقدت بين القيادة السياسية ومختلف الأطراف والمسئولين في مختلف الدول الخليجية والعربية والأجنبية.

أسئلة لم تجب عليها المتحدث الرسمي لهيئة شئون الإعلام

وجهت «الوسط» خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته المتحدث الرسمي لهيئة الإعلام ميسون سبكار، عدة أسئلة إليها، إلا أنها لم تجب عليها، كما لم تجب على أسئلة بعض الصحافيين الأجانب.

وكانت أسئلة «الوسط» التي لم تجب عليها سبكار هي:

- يدعي الكثير أن هيئة شئون الإعلام لا تنقل الحقيقة كاملة، ووُصفت بأنها «ذات العين الواحدة»، إذ لا نرى في تلفزيون البحرين أيّاً من الشباب المعتصمين يتحدث عن مطالب الشباب، كما أن الهيئة صورت المسيرة التي خرجت من مركز أحمد الفاتح، وكان هناك تصوير من الجو، في المقابل لم نرَ تصويراً للمظاهرة التي خرجت يوم الثلثاء الماضي، من مجمع البحرين (جيان) إلى دوار اللؤلؤة.

- لماذا تم ربط المكرمة الملكية (الألف دينار)، بمشروع الموازنة العامة للدولة، على رغم أن المكرمة غير مرتبطة بالموازنة؟

- هل لدى الهيئة الاستعداد لإعداد وبث برنامج عن المفرج عنهم، ليتحدثوا عما تعرضوا له من تعذيب أو ما شابه، هل لديكم الاستعداد لهذا البرنامج لتفنيد ادعاءاتهم؟

- أما السؤال الذي وجهه أحد الصحافيين الأجانب فهو: «من الذي سمح للمدنيين بإطلاق النار على المتظاهرين في دوار اللؤلؤة؟

توقيف مشيمع ببيروت وسحب جوازه بسبب مذكرة قبض دولية

جدحفص - صادق الحلواجي

أفاد أحمد مشيمع النجل الأصغر للناشط السياسي وأمين عام حركة «حق» حسن مشيمع لـ «الوسط» أمس (الخميس 24 فبراير/ شباط 2011)، بأن والده موقوف حالياً ومنذ يوم الثلثاء الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك لوجود مذكرة قبض سابقة بحقه بسبب تورطه في قضية ما يسمى بـ «المخطط الإرهابي».

وذكر أن «حسن مشيمع غادر المملكة المتحدة (لندن) قبل يومين متوجهاً في طريقه إلى بيروت لتقديم التعازي لأحد الأصدقاء هناك، وكانت عملية خروجه من لندن طبيعية ومن دون أية مشكلات تذكر، بيد أنه أوقف بمطار بيروت الدولي بحجة وجود مذكرة توقيف دولية بشأنه، وتم سحب جواز سفره حينها».

وأضاف مشيمع أن «السلطات الأمنية اللبنانية بحسب ما أدلى به والدي للأسرة في اتصال هاتفي أمس الأول (الأربعاء)، قد تسمح له بالمغادرة للبحرين لكن بصفة الموقوف الذي سحب جوازه، وهو ما رفضه لاحقاً مفضلاً العودة كمسافر عادي، وخصوصاً في ظل وجود عفو صدر عن عاهل البلاد مؤخراً شمله أيضاً».

وأفاد بأن «هناك جملة من التفاصيل شبه المعقدة بشأن عودته، وخصوصاً أن موعد عودته لم يحدده حتى الآن، لكن نعتقد محلياً أنه سيعود للبلاد فور انتهاء إجراءات العفو المتعلقة به ورفع مذكرة التوقيف الصادرة بحقه».

وفي هذا أكدت المتحدث الرسمي لهيئة شئون الإعلام ميسون سبكار في ردها على سؤال لـ «الوسط»، أن البحرين لن تعتقل الناشط السياسي حسن مشيمع عند عودته إلى البحرين من الخارج. ونفت أن تكون هناك أية معلومات عن عودته إلى البلاد.

وكانت تصريحات نجل مشيمع مقاربة لما نشرته وكالة فرانس برس الإخبارية، حيث ذكرت في تقرير صدر عنها أمس أن «السلطات اللبنانية أوقفت مشيمع خلال عودته إلى البلاد من بيروت، بسبب وجود مذكرة توقيف بحقه صادرة عن الانتربول، وذلك بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس الخميس».

كما بينت الوكالة أن «مصادر ذكرت أن مشيمع موقوف لصالح النيابة العامة التمييزية، في انتظار اتضاح وضعه القانوني استنادا إلى مذكرة توقيف صادرة عن الانتربول في حقه، مبينة أن مشيمع أكد خلال التحقيق معه أن حكومة بلاده أصدرت عفواً عنه، إذ طلبت السلطات اللبنانية، بحسب الوكالة الإخبارية، الحصول على مستند قانوني حول العفو لتتخذ في ضوئه القرار المناسب».

وكان مقرراً لمشيمع العودة إلى البلاد ما بين الساعة السادسة والثامنة من مساء الثلثاء الماضي، غير أنه لم يعد، وبقي في بيروت نظراً للظروف المذكورة التي لم يكشف عنها حينها، لكن الناشط السياسي القريب من مشيمع عبدالوهاب حسين شدد على عدم توجه المعتصمين للمطار.

هذا وفرضت السلطات الأمنية حتى أمس، طوقاً أمنياً مشدداً حول وداخل منطقة مطار البحرين الدولي، وذلك تحسباً لأية تجمعات أو تظاهرات قد تحدث على هامش أنباء عن عودة الناشط السياسي حسن مشيمع.

وشكلت السلطات الأمنية عدة نقاط في الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية لمحيط المطار، وعمد رجال الأمن إلى التحقق من السيارات المتوجهة للمطار خشية دخول أفراد من المحتجين وحدوث الفوضى في قاعة الاستقبال الرئيسية. كما وُجِد عدد من الآليات الثقيلة والدبابات داخل مدرج هبوط وإقلاع الطيارات، في الوقت الذي لوحظ وجود أمني مكثف من قبل القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بمواقف السيارات، بالإضافة إلى انتشار الشرطة المدنية داخل قاعتي المغادرة والاستقبال.

وجاءت استعدادات وزارة الداخلية والجيش البحريني بالمطار منذ الثلثاء الماضي، على هامش أنباء عن عودة الناشط السياسي وأمين عام حركة «حق» حسن مشيمع للبلاد، حيث تناقل المعتصمون بدوار اللؤلؤة فيما بينهم التوجه مباشرة للمطار لاستقبال مشيمع فور انتهاء المسيرة التي نظمت أمس من قبل الجمعيات السياسية المعارضة. بيد أن الناشط السياسي عبدالوهاب حسين، الذي يعد مقرباً من مشيمع وأحد قياديي تيار «الوفاء»، أكد مراراً منذ الثلثاء عدم الرغبة في التوجه للمطار، على أن تمر كل الأمور بهدوء وعقلانية من دون الوقوع في اشتباكات أو مواقف قد تشوه الوجه العام للاحتجاج والاعتصام السلمي.