العدد 3102 - الجمعة 04 مارس 2011م الموافق 29 ربيع الاول 1432هـ

تحقيق: التنين الصيني يصل الصحاري العربية

3 آلاف شركة صينية تعمل بالإمارات

أصبح مركز تسوق ضخم على شكل تنين يقبع في صحراء قرب دبي رمزا للعلاقات المتينة بين شرق آسيا والشرق الأوسط.

ويمتد دراجون مارت الذي يضم 3950 متجرا للبيع بالجملة والتجزئة على 1.2 كيلومتر في شريط متعرج على طول طريق صحراوي سريع. ويعتبر الموقع التجاري للصين في الخليج فيبيع كل شيء من الرخام والشعر الاصطناعي إلى السمك المجفف والهواتف التي على شكل ميكي ماوس.

يقول الشرطي سهيل الزعبي من رأس الخيمة «أحضر إلى هنا مع زوجتي وأطفالي الأربعة كل أسبوعين. انه أرخص كثيرا ويتيح قدرا كبيرا من متعة التسوق... اليوم نشتري ثريا لمجلسنا»، مشيرا إلى غرفة الجلوس العربية التقليدية مضيفا «لا يهم أن تكون كبيرة أكثر من اللازم لكن المهم الآن أن تبدو كالكرستال».

وداخل المركز كان هناك إقبال شديد على شراء آلات التدليك الصينية.

يقول علي عبد القادر (65 عاما) من رأس الخيمة أيضا وهو يتسوق من متجر للعناية بالجسم واللياقة البدنية «اشتريت ثلاثة أجهزة بالفعل... أنها جيدة لجسمي. لدي حزام تدليك وجهاز تدليك يدوي ومقعد تدليك في سيارتي. أنها أشياء رخيصة.. زهيدة الثمن». ويباع حزام للساونا لتقليل الدهون وتخفيف خشونة المفاصل مقابل 50 درهما أو نحو 13.50 دولاراً ويشمل السعر جهاز التحكم عن بعد. ويباع جهاز تدليك يدوي يتكلف عادة 150 درهما مقابل 45 درهما. ويزيد ثمن الطرز الأوروبية من هذه المنتجات عن أربعة أمثال. وتقف عربات محملة بدراجات أطفال ومصابيح فلورسنت عند مطعم صن تور حيث تعبأ رائحة الخضروات المقلية وصلصة الفاصوليا الحمراء الهواء. ولولا وجود نساء محجبات ورجال يرتدون الزي العربي كان يمكن للمرء أن يظن أن المكان ممرا في أي مدينة صناعية صينية يكتظ بالبضائع فيما تتداخل أصوات متنافرة من ألعاب الأطفال الكهربية. وأصبح دراجون مارت الذي افتتح العام 2004 ومملوك لدبي العالمية الذراع الاستثماري لحكومة الإمارة أحد أكبر المراكز التجارية للمنتجات الصينية في العالم خارج الصين. ووفقا للهيئة الاتحادية للجمارك في الإمارات فان حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات والصين بلغ نحو 42.6 مليار درهم في العشرة أشهر الأولى من 2010 بارتفاع 3.4 في المئة عن نفس الفترة من 2009.

وتقول القنصلية الصينية إن هناك نحو 200 ألف صيني وأكثر من 3000 شركة تعمل في الإمارات. ويقارن هذا بما يقدر بخمسة ملايين نسمة تقريبا هم إجمالي عدد سكان الإمارات.

يقول محلل الأسواق الناشئة لدي بنك الإمارات دبي الوطني مارك ماكفارلاند والذي عمل سابقا في هونج كونج «الاقتصاد الصيني متعطش للموارد وهناك حاجة لدخول أسواق الخليج... التجارة مع الصين رمز لصعودها كقوة اقتصادية.

وأضاف «كانت الصين في مقدمة الدول التي وقعت معها الإمارات اتفاقيات للتجارة الحرة وهو ما عاد على الدولتين بمنافع كبيرة... دبي أصبحت مركزا إقليميا لكثير من العمليات الصينية التي تجري في المنطقة وأيضا لتطوير الأنشطة التجارية في أفريقيا». والتنين رمز صيني للسلطة والقوة ويعكس المركز بوضوح تنامي الوجود الصيني في الإمارات حيث تدير الكثير من الشركات الصينية أنشطتها وتزاحم لافتات المتاجر الصينية اللافتات العربية.

واختار بعض الإماراتيين إرسال أطفالهم إلى مدرسة صينية على قناعة بأن تعلم العربية والصينية سيكون مفتاح النجاح في السنوات المقبلة. وأرسل حامد كاظم ويعمل مستشارا في شركة إماراتية أربعة من أطفاله الخمسة إلى مدرسة صينية في دبي حيث يجلسون على مقاعد خضراء وصفراء براقة -تم شراؤها في الغلب من دراجون مارت- إلى جانب أطفال من الصين وماليزيا والبرازيل.

يقول كاظم «أنا معجب بالصين. من المهم جدا للأطفال أن يتعلموا مهارات مختلفة.»

في الوقت نفسه يختار السكان الصينيون العربية. وذكر رئيس نادي الأعمال العربي في دبي حمدان محمد أن «السفير والقنصل الصينيين يتحدثان العربية بطلاقة. «لدينا جالية صينية كبيرة في الإمارات... لتدخل هذه الجالية عليك أن تتحدث لغتها».

يقول ماكفارلاند من بنك الإمارات دبي الوطني أن دبي باعتبارها مركزا عالميا طبيعيا للرحلات الطويلة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا «فدبي موقعا رائعا يعكس هذا. «كثير من الشركات هنا يعمل في البناء والصناعات التحويلية. يمكنك أن تتصور زيادة كبيرة في التجارة بين الإمارات والصين».

العدد 3102 - الجمعة 04 مارس 2011م الموافق 29 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً