العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ

نزار شقرون يصدر روايته «بنت سيدي الرايس»

صدر حديثاً عن مؤسسة الدوسري للثقافة والابداع رواية «بنت سيدي الرايس» للروائي التونسي نزار شقرون.

تقع الرواية في 131 صفحة من القطع المتوسط. قدم لها الصحافي وليد العبيدي بقوله: «لا أدري كيف اهتديتُ إلى سراب تهكم رئيس التحرير ففكرت أن أصمت لأجعل هذه الشابة، ابنة العامة، واحدة من المنعوتين «بالسطحية» تتكلم بنبر واحد عن نفسها، لا أدري كيف لانت ذئبويتي وترفي الزائف بنخبويتي لأمنح هذه الطالبة حقها في الكلام حتى وإن غضب كبار القراء الكرام».

واللافت في هذه الرواية أنها تشق طرقاً سرديّة جديدة يمتزج فيها الشعري بالفانتازي، والواقعي بالحلمي، فهي رواية عن امرأة يكتبها رجل في سياق تداعيات حرب الخليج وتفاعلات شريحة من المجتمع العربي طالما صنفت في دائرة الأغلبية الصامتة. وتجسدت هذه الشريحة في مسيرة طالبة جامعية قادمة من عالم الريف لتواجه عالم المدينة الصناعي، فتتفتح على مشهد الصراع السياسي بالجامعة وحمى الغربة الاجتماعية دون أن تجد لصوتها موقعاً.

يكتشف القارئ أثناء رحلة القراءة لهذه الرواية محاورة في مسيرة التكون النفسي للإنسان وانفتاحاً على شخصيات ذات جاذبية وأحداث ذوبت فيها المقولات الاجتماعية والمعتقدات الشعبية داخل السرد الذي قام على جمالية التكثيف ولذة التفاصيل في لغة شاعرية منحت الرواية طابعها المخصوص.

يذكر أن نزار شقرون مؤلف الرواية حاصل على دكتوراه في نظريات الفن وأستاذ مساعد بالمعهد العالي للفنون بتونس اضافة الى كونه شاعراً وناقداً فنياً وعضواً في اتحاد الكتاب التونسيين وعدد من الجمعيات الثقافية.

وتعد «بنت سيدي الرايس» روايته الأولى في حين صدر له سابقاً عدة كتب في الشعر والنقد والمسرح منها:

- هوامش الفردوس/شعر-1990.

- محنة الشعر/ نقد- 2006.

- رقصة الأشباح/ مسرح-1999.

- هواء منع الحمل/ شعر-2010

من الرواية:

لم أفكر في هذا الأمر إلا الآن. حين صعق جسدي بلاط حديقة البناية واطمأن الدم المتخثر في عروقي على سلامة الشجيرات الفارعة في حضرة ذهول القرنقل الذي ودعني قبل أي شخص آخر من الذين أعرف ولا أعرف. لأول مرة أدركت معنى أن يكون المرء مغمض العينين إلى الأبد، ومسلوباً من تحريك إصبعه أو وجهه في أي اتجاه، بل وفقيراً إلى أبسط رغبة يستشعرها كائن للحركة. فالظلام الذي كنت أطل عليه، طيلة أيام حياتي، ليس غير شباك صغير أمام هذا الظلام الواسع الذي له امتداد البحر في جو عاصف. ولأول مرة يستوي الصمت في داخلي بفزع الجموع من الناس الذين يئست منذ سنوات تبين ملامحهم وحفظ أسمائهم ومطابقة أقوالهم مع ما يصنعون أمام ناظري وفي ردهاتهم، جميعهم هبّوا رافعين رايات نجدتي، لكنهم لم يجرؤوا على لمسي رغم أنني لم أكتب على قميصي البرتقالي عبارة «ممنوع اللمس» وكانوا يتهاطلون مثل مطر ضار في صيف قائض، يتحلقون حولي كالجراد، يلتهمونني بأعينهم ولم يمنعهم حلول فريق الإسعاف الطبي من رجمي بنظرات الرحمة

العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً