العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ

ومازال لصورة بن خميس بقية من كلام...

رجال من زمن اللؤلؤ - (28)

ذكرت في مقدمة الحلقة الثانية والعشرين أن الصورة التي نشرت في الحلقة (21 ) من هذه السلسلة وتركنا بقربها رسالة لمن يرشدنا أكثر في التعرف على صاحب الشخصية التي تجلس على يسار تاجر اللؤلؤ والمجوهرات الفرنسي الشهير «كارتِير»، لم تعد لغزاً ولا موطئ سؤال. فقد أوضحت عائلة المرحوم علي بن إبراهيم الزياني - بتواصلها معنا- تعليقاً على موضوع الصورة وتأكيدا لما نشر مسبقاً في إصدارات أخرى أن تلك الشخصية التي كانت تجلس على يسار «كارتِير» واعتبرت لغزاً هي ليست كذلك. فإن صاحبها – وهناك إثبات بذلك - هو بدون شك المرحوم تاجر اللؤلؤ المعروف علي بن إبراهيم الزياني وليس الحاج أحمد بن خميس كما ذُكر. وقد وعدنا القراء الكرام بنشر رد عائلة الزياني حالما يصلنا توضيح لهذا الأمر. وبسبب الأحداث التي تمر ببلادنا فقد تأخر الرد وها هو بين أيديكم في هذا العدد. إلا أن المصادفة الغريبة في أمر هذه الصورة اللغز أن هناك رداً جاء أيضاً من أحفاد الحاج أحمد بن خميس الذين مازالوا يصرون على رأيهم بأن تلك الصورة هي لجدهم ولا يعتقدون أن هناك إثباتاً حقيقياً بأنها لغيره. وهذا ما يوضحه ردهم المنشور هنا على ما ذكرناه في حلقة توضيح صاحب الصورة أنه ليس بن خميس. ونحن هنا ننشر التأكيد من قبل أمل الزياني – نيابة عن العائلة - والرد على ما نشر سابقاً بقلم علي حسين حفيد أحمد بن خميس، من باب الحرص على نشر الرأي والرأي الآخر.

• توضيح عائلة علي بن إبراهيم الزياني:

جاء هذا التوضيح على لسان أمل إبراهيم الزياني: «ذكر كتاب أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري أن علي بن إبراهيم بن حسن بن عمرو الزياني العدواني (1848- 1929)، كان يسمى شيخ الطواويش في البحرين. وقد عمل في تجارة اللؤلؤ و فتح الله عليه فتحاً عظيماً لدرجة أن الناس كانت تطلق عليه اسم (الدولة) لغناه. كانت له صلات بعدد كبير من التجار والشخصيات والأعيان في البحرين، الكويت، مسقط، قطر، المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، ومع بلاد الهند. ففي الكويت كانت له صلات بالشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت (1896- 1915)، تاجر اللؤلؤ حسين بن علي آل سيف، جاسم بن عبدالعزيز الابراهيم، وجاسم بن محمد الابراهيم. كذلك نجده على صلة وثيقة بتاجر اللؤلؤ المشهور مسيو فكتور أدولف روزنتال الفرنساوي، والتاجر مسيو موريس كارتييه الفرنساوي، ومسيو حبيب، ومسيو بايك الفرنساوي، وغيرهم. كما يُذكر أنه كان لديه ثلاث سفن للسفر والطواشة. منها سفينة تدعى (الزياني) وكان يستخدمها لنقله إلى بلاد الهند لبيع اللؤلؤ وشراء مستلزمات الحياة العصرية آنذاك من متاجر مومباي، وقد غرقت في البحر أثناء الحرب العالمية الأولى. منحت الدولة العثمانية الحاج علي بن إبراهيم الزياني وساماً تكريمياً يحمل لقب بيك. وهو نوع من التكريم والتشريف الذي تمنحه الدولة للشخصيات ذات النفوذ، والتي تقدم خدمات جليلة للدولة أو في بلادها. وقد كان يعمل لديه سكرتير خاص يدعى جميل قرنفل من لبنان، وقد صادفت ابنته بلقاء عفوي أثناء دراستي لدرجة البكالوريوس في بيروت ثم بغداد.

وقد بنى الحاج علي الزياني مدرسة تضم ثمانية صفوف وإلى جانبها مسجد وتقع في فريق الزياينة بالمحرق العام 1919. كما كانت له أملاك عديدة في البحرين، لنجه، تاروت والهند.

وقد ذكرت لي حفيدته، وهي والدتي شيخة الزياني، أن جدها علي بن إبراهيم الزياني كان رجلاً مثقفاً يحب التعليم والعلم. وذات يوم شاهدت والدتي الصورة التي سميتموها اللغز وتضم التاجر الفرنسي كارتير مع بعض تجار البحرين العام 1911. تلك الصورة كانت قد نُشرت أول الأمر في كتاب ضمن مطبوعات إدارة المتاحف والتراث بوزارة الإعلام حينها وعنوانه (البحرين حضارة وتاريخ) العام 1988 وفي باب الغوص على اللؤلؤ. وكتب تحت الصورة: «تاجر المجوهرات الفرنسي الشهير كارتيه في زيارته للبحرين ويبدو في الصورة من اليمين يوسف أحمد كانو وعبدالرحمن بن عيدان وكارتيه ثم مقبل عبدالرحمن الذكير» ولم يتم الإشارة أو ذكر اسم الشخص الخامس الجالس في أقصى اليسار من الصورة. وما كتب تحت تلك الصورة غير صحيح بالنسبة للشخص المسمى بن عيدان، فقد تعرفت الوالدة على صاحب الصورة تلك وهو الجالس على يسار يوسف كانو ولكنها طلبت مكبر الصور لتتأكد أكثر. وعندما رأته ابتسمت وقالت هو بعينه، إنه جدي وجدكم علي بن إبراهيم الزياني. ودائماً كانت تحكي لنا أن هناك صورة لجدكم وهو مع الفرنساوي وهنا تأكد لها الموضوع. كذلك عندما نظر خالي إبراهيم بن محمد الزياني للصورة أكد لنا أنها هي صورة علي بن إبراهيم الزياني لأنها تشبهه تماماً فهو كان نحيف الجسم وطويل القامة والوجه. وللعلم ان تلك الصورة التقطت في مجلس علي بن إبراهيم الزياني بمدينة المحرق بتاريخ 14 مارس/ آذار 1911. كما أكد هذه الصورة المرحوم عبدالغفار العلوي وكان يعمل في بابكو. وكذلك دعم هذه الأقوال راشد الزياني وهو تاجر معروف كذلك. وقد سبق وأخبرنا الكاتب خالد البسام عن هذه الصورة ليتم تصحيحها في بعض الكتب ولكن لم نتلقَ أي إجابة من الإعلام. كما أن بيت سلمان بن مطر لم يذكروا أنها لجدهم الأكبر كما هو مذكور في متحفه. وعندما قرأنا في جريدتكم الغراء عن قصة الصورة اللغز وأن أحفاد الحاج أحمد بن خميس يدعون أنها صورة جدهم الأكبر أحمد بن خميس كان لابد لنا من ذكر الحقيقة كما هي حتى لا يبقى بعد ذلك مدعٍ آخر لهذه الصورة التي هي للتاجر علي بن إبراهيم الزياني بلا شك».

• رد عائلة أحمد بن خميس

أما حفيد الحاج أحمد بن خميس وهو علي بن حسين بن خميس فقد أرسل الرد التالي على تلك الصورة.

المكرم محمد حميد السلمان

تحية وتقديراً وبعد،،،

أود بادئ ذي بدء أن أحيي فيك الاهتمام بتدوين وقائع الأحداث في زمن اللؤلؤ بكل موضوعية وتجرد قلما تجدهما لدى الكثير ممن حاولوا امتطاء هذا المركب الصعب.

على أية حال أود أن أعقب على الحلقة رقم 21، بتاريخ 20/ 1/ 2011، من رجال من زمن اللؤلؤ والمعنونة بـ «الصورة اللغز لأحمد بن خميس».

ترجع بداية معرفتي بهذه الصورة إلى الثمانينات من القرن الماضي، حينما زارني في البيت المرحوم أحمد بن حسن بن أحمد بن خميس وهو ابن عمي، وأطلعني على الصورة ذاتها واهدانى نسخة منها قائلاً هذه صورة جدك الحاج أحمد بن خميس. فسألته هل شاهدت جدي فعلاً أو كما نقول «أنت لحقت عليه»؟ فقال: نعم ورأيته رؤى العين وعايشته، وقد حصلت على الصورة من أحد أصدقائي، وهو جعفر بن زبر وكل من عرضتها عليه من كبار القوم والأعيان والشيوخ في الديرة أكدوا لي أنها لجدنا أحمد بن خميس. ولقد ذكر لي كذلك اسم (شاهبندر التجار) في ذاك الزمان المرحوم علي بن يوسف فخرو الذي أكد معرفته وصداقته لجدنا وعلى أنه سبق واستضافه عنده في بيته واثنى على مهارة جدتنا في إعداد الطعام البحريني الأصيل.

ولربما يقول أحدهم إن هذه شهادة لا يمكن الاعتداد بها بسبب وفاة الأشخاص المذكورين، ولكن ثمة قرائن أخرى نوردها كالتالي:

1 - يمكن مقارنة الصورة اللغز بصورة جدنا التي نشرت في أحدى حلقات «رجال من زمن اللؤلؤ» وملاحظة التشابه مع صورة جدنا في هذا العدد وهو يقف مع الملا أحمد بن رمل. يمكن ملاحظة المقارنة من حيث الملامح، الطول، اللحية الخفيفة، وعدم ارتداء العقال، وهي كلها من صفات جدنا.

2 - من المعروف أن جدنا الحاج أحمد بن خميس كان في زمانه من أشهر رجالات البحرين على كافة المستويات وخصوصاً في تجارة اللؤلؤ والنواحي الوطنية والاجتماعية فهو من عيلة القوم وكان له شأن كبير ويحسب له حساب حتى عند السلطات البريطانية في البلاد. والدليل على علو مكانته وكثرة صداقاته مع كبار التجار داخل وخارج البلاد، علاقته المميزة مع الوجيه عبدالنبي بوشهري الذي كان ملازماً لجدنا – كما ذكرتم في حلقات سابقة - وكانت بينهما صداقة وطيدة. تتمثل في حرص بوشهري على الحضور مع جدنا في الاجتماعات والمناسبات المهمة. فلا غرابة بعد كل هذا حرص تاجر اللؤلؤ الفرنسي على لقاء جدنا كلما جاء إلى البحرين والظهور معه في مثل تلك الصورة بعد صفقة لؤلؤ ناجحة.

3 - لم أجد في كتاب صدر قبل فترة بعنوان «كتاب أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري» يتحدث في بعض صفحاته (616- 617) عن أصدقاء علي بن إبراهيم الزياني من التجار في البحرين وخارجها، أي ذكر للتاجر الفرنسي مسيو (Jacques Cartier) بأنه كان من أصدقائه أو أنه حتى التقى به صدفة أو بموعد مسبق في بيته أو في بيت أحد تجار اللؤلؤ الآخرين. وكما أننا لم نعثر على أية رسائل بين جدنا و»مسيو كارتير» فلا أظن أن مثل تلك الرسائل متوافرة لدى الطرف الآخر أيضاً لإثبات ذلك حتى تعتبر حجة، وإلا لنشرت في الكتاب المذكور.

4 - أضف إلى ذلك دليلاً مهماً جداً لا يمكن أن يتطرق إليه الشك، وهو خلفية الصورة المقصودة، والتي يظهر بها شبابيك خشبية طويلة تشبه الأبواب وهي، كما يورد الكبار من أهل السنابس، المكان المفضل الذي اعتاد الحاج أحمد بن خميس أن يجتمع فيه مع كبار زائريه وضيوفه. وهذا المكان هو صالة مأتم بن خميس الرئيسية. وإنه لمن حسن الطالع استمرار وجود هذا المكان، ويمكن لمن شاء أن يتفضل بزيارة المأتم ورؤية نفس الموقع تماماً - كما توضح الصورة المرفقة - فهل لدي الطرف الآخر مثل هذا الدليل.

أرجو أن تكون هذه القرائن كافية لحل لغز الصورة، ومع تحياتي. علي بن حسين بن أحمد بن خميس

العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً