العدد 3121 - الأربعاء 23 مارس 2011م الموافق 18 ربيع الثاني 1432هـ

الشرق الأوسط الجديد... الأخبار لاتزال ساخنة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الأخبار الساخنة تأتي هذه الأيام من اليمن وليبيا وسورية، حيث تطالب الشعوب بمزيد من الحريات والكرامة والخبز، دون أن يشكك في نواياها مشكك.

في اليمن، أقر البرلمان بأغلبية نواب الحزب الحاكم فرض قانون الطوارئ الذي اتخذه الرئيس علي عبدالله صالح، بينما اعتبره النواب الذين أيدوا مطالب الشعب اليمني توجهاً انقلابياً على حقوق الإنسان. وآخر الأخبار، أغلقت السلطات مكتب قناة الجزيرة، (نصيرة الثورات العربية) وسحبت التراخيص من مراسليها، فيما اعتبر مجلس التعاون ما يجري في اليمن شأناً داخلياً بحتاً، وأنه يتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث الجارية على الساحة اليمنية، مؤكداً احترامه لإرادة وخيارات أهل اليمن. وفي الوقت الذي انضم عددٌ من موظفي التلفزيون والإذاعة للثورة، تعرّض اعتصام في تعز إلى هجوم من يسميهم اليمنيون بـ «البلاطجة».

في ليبيا، تحتجز السلطات فريقاً من «الجزيرة» منذ أيام، وذلك «أثناء قيامه بواجبه المهني في تغطية الأحداث» كما قالت. وبينما تصعد قوات القذافي هجماتها على مدن أجدابيا ومصراتة والزنتان، قام بعض القناصة بقتل 16 مدنياً.

هناك أخبارٌ ساخنةٌ من مصر أيضاً، فوزير الداخلية السابق تمت إحالته لمحكمة الجنايات بتهمة قتل متظاهرين، وعلى مستوى السياسة الخارجية، حذرت مصر الجديدة «إسرائيل» من أي هجوم على قطاع غزة، وهو التغيّر السياسي الكبير الذي شهدته مصر الشهر الماضي، باتجاه مواقف أكثر قومية ووطنية، وقرباً من الفلسطينيين.

إذاً، القارئ العربي أمام منطقة تموج بالتحركات والاحتجاجات، وهي حالة غير مسبوقة منذ الستينيات. الجديد اليوم أن هذه التحركات استفادت من آخر التطورات التكنولوجية، ويتقدمها الشباب الذي يتواصل من خلال منتديات التواصل الاجتماعي العابرة للحدود، حيث لم تعد تنفع أدوات الرقابة التقليدية في منع تداول الأفكار.

الولايات المتحدة قامت بقصف حطام مقاتلة من طراز إف 15 تحطمت في ليبيا ليلاً، لمنع وصول ما فيها من مواد إلى الجهة الخطأ». ومن جانب آخر حثت مواطنيها على تجنب السفر إلى البحرين بسبب خطر المظاهرات السياسية، حسب بيان وزارة الخارجية، الذي جاء فيه: «نحث الأميركيين على إرجاء السفر للبحرين في هذا الوقت، ويجب على الموجودين حالياً فيها التفكير في المغادرة».

أما مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فقال إن فريقاً من النشطاء وفريقاً طبياً اعتقلوا أو تعرضوا لمضايقات في البحرين، حيث أفادت تقارير أن ما يصل إلى 100 شخص مفقودون منذ فرض الإجراءات الأمنية الصارمة الأسبوع الماضي. وطالبت السلطات بالالتزام بالقانون الدولي، حيث ان «التظاهر سلمياً أو إجراء مقابلة مع صحافي لا يشكلان جريمة» حسب المفوضية.

أما في بريطانيا، فقد قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن بلاده «تساند الحوار السياسي الذي تقول حكومة البحرين إنها تسعى لإجرائه، وإن بريطانيا تشجع كل الأطراف على المشاركة في ذلك الحوار». وأضاف كاميرون أن منهج البحرين «يجب أن يستند إلى مبدأ الإصلاح لتلبية الطموحات المشروعة للشعب البحريني» على حد تعبيره.

في عاصمة الاتحاد الأوروبي (بروكسل)، صدر بيان عن مجلس الشئون الخارجية للاتحاد تطرق فيه للمسألة البحرينية، حيث أعرب عن القلق البالغ إزاء الوضع الخطير والمتدهور، وأسفه للخسائر في الأرواح، وحث جميع القوى الأمنية على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين؛ والمتظاهرين للامتناع عن أية نشاطات استفزازية. كما أعرب عن قلقه بشأن التقارير عن اعتقال شخصيات معارضة، مشيراً إلى ضرورة احترام وحماية حقوق الإنسان للمتظاهرين المسالمين، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع، وضمان وصول الجميع للعلاج الطبي في حالات الطوارئ وفقاً للمعايير الدولية. وختم البيان بدعوة جميع الأطراف للدخول في حوار هادف وبنّاء من دون تأخير أو شروط مسبقة، بغية إحداث إصلاحات.

محلياً، وبعد يوم واحد من تعليق الاتحاد العام لنقابات العمال الاضراب عن العمل، أعلنت جمعية المعلمين البحرينية خطوة مماثلة، من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها، في وقتٍ مثل عددٌ من مجلس إدارة الجمعية أمام لجنة تحقيق خاصة صباح أمس، حيث عرضت عليهم لائحة ضمت مجموعةً من التهم التي نفوها عن أنفسهم.

القطاع التعليمي من أكثر القطاعات تأثراً بالأوضاع السياسية، قديماً وحديثاً، وفي مختلف بلدان العالم. ومن المنتظر أن تستمر ذيول الأزمة الأخيرة لأيام قادمة، ويعتمد ذلك على حسن الإدارة وتهيئة الظروف لاستعادة البيئة التعليمية التي تعرّضت للكثير من حالات الشد والجذب، بالإضافة إلى مسألة صعوبة وصول المعلمين والمعلمات إلى مدارسهم في مناطق أخرى، نظراً لانتشار نقاط التفتيش، وخصوصاً بالمحافظة الشمالية والمنامة والوسطى. ويُحسب لبعض الإدارات أمر بعض معلميها بالدوام في مدارس مناطقهم ريثما يتحسن الوضع الأمني وتنتظم الأمور.

مكتب قضايا المرأة بجمعية «وعد» أصدر بياناً أمس تقدمت فيه بالتعازي إلى عائلة شهيدة الوطن بهية العرادي التي سقطت بالرصاص، وأشادت بصمود المرأة البحرينية ونضالاتها السلمية. واعتبرت أن استشهاد المناضلة العرادي واعتقال الطبيبة ندى ضيف، واختفاء العديد من مناضلات هذا الشعب العظيم، إنما «يعكس مدى حجم مشاركة المرأة البحرينية وعمق إيمانها بحركة مجتمعها من أجل الديمقراطية والحرية».

أخيراً... وفي بنغلاديش، شيّعت قرية جولاب غونغ أمس جثمان العامل أكلاس مياه (50 عاماً)، الذي عمل في البحرين لمدة 31 عاماً، وقُتل (رحمه الله برحمته الواسعة) في الحوادث الأمنية أثناء مساعدته النساء في جزيرة سترة

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3121 - الأربعاء 23 مارس 2011م الموافق 18 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 3:03 م

      القطاع التعليمي يجب ألا يتأثر بالوضع السياسي .... أبنائي الطلبة مقاعدكم الدراسية بانتظاركم....... ام محمود

      لقد ذهبت اليوم للمدرسة وبالرغم من ان الجميع يعاني من مشاعر الحزن الشديد واللوعة والالم الا ان الحياة يجب ألا تتوقف يجب أن يذهب الطلبة لمدارسهم ويكون عندهم القوة والاصرار والعزيمة لتكملة الفصل واجتياز الامتحان وبتفوق ويأخذوا عهد على أنفسهم بالوفاء للشهداء من خلال العمل الجاد والاجتهاد .. علينا التعاون يا اخوتي أما الجلوس في البيت والخوف والبكاء على الأحداث فهو لن يفيدنا..
      العالم كله يمر بظروف مماثلة
      وبثورات وانتفاضات غير مسبوقة
      ___
      أشكرك استاذ قاسم حسين
      على المقالات المميزة

    • زائر 34 | 10:33 ص

      استغراب وعجب

      انا ايضا استغرب واتعجب لكي لانه بغض النظر ان كان كلامكي صحيح او لا بانها قوبلت باتسامة ولكن امريكا لا تقمع رفسنجاني وموسوي وووزوجاتهم وووالخ فممكن لها وجه لتتكلم ولكن كيف ايران تتكلم!!!
      هل تنشرين يا وسط هذا التعليق؟؟!!

    • زائر 33 | 10:11 ص

      الله المعين

      الله يعلم بما يجري وهو اعلم بالظالم والمظلوم. ربي إني مغلوب فانتصر.

    • زائر 31 | 9:26 ص

      شكرا على هذه الاشارة المهمة

      شكرا قاسم حسين على اثارة هذه القضية، فنحن المعلمون نعاني من مخاوف شديدة من التوجه لمدارسنا، ونخشى ان تستمر ذيول هذه الازمة كما تفضلت وأشرت ان ذلك يعتمد على حسن تصرف الإدارة وتجنبها الاستفزازات كما حدث المرة الاولى. وضرورة تهيئة الظروف لاستعادة البيئة التعليمية وتأمين الوصول الآمن للمدارس وفي الشوارع خصوصا على نقاط التفتيش،
      وشكرا لكم. شكرا لكم

    • زائر 29 | 8:56 ص

      مجازر قادمة

      ستبقى الاخبار ساخنة لفترة طويلة كما يبدو
      فهذا ما يجري في لبيبيا واليمن وكذلك سوريا
      الله يستر على هذه الشعوب.

    • زائر 28 | 8:50 ص

      يارب الفرج

      يارب الفرج يارب يارب يارب

    • زائر 23 | 6:47 ص

      لأنة الحقيقة مرة

      ما الكامل الا وجهه وبيعرضون لكم اشيا لو يحطونها بتقولن كذب وتلصيق وبنغيب عن الحقيقة مثل ما غيبتنا العالم وامثاله تحرر يا اخي واستمع جيد وأربط بس اول شي تجرد من رواسب التي في عقلك لكي تتفهم

    • زائر 18 | 4:39 ص

      الى رقم 7

      كفايه عليك العالم والمنار والله ذيلى مايكفونك هاهاهاه

    • زائر 16 | 3:59 ص

      تصحيح

      قناة الجزيرة ( نصيرة الثورات العربية غير الخليجية )

    • زائر 13 | 3:21 ص

      مكتب قناة الجزيرة، (نصيرة بعض الثورات العربية وخاذل أخرى )

      مكتب قناة الجزيرة، (نصيرة بعض الثورات العربية وترك أخرى ) لقد غضت سمعها وبصرها عنا واختارت الفئوية والانتقائية ونحن بدورنا نعتب عليها ذلك التصرف ...؟؟؟

    • زائر 11 | 2:49 ص

      شكرا لكم

      شكرا للوسط ولسيد الأقلام الحرة
      رحمة الله عليك يا أكلاس مياه..انك انسان بكل معنى الكلمة..ادمع عيني وقلبي خبر استشهادك ..
      رحمة الله عليك عزيزتي بهية العرادي..لقد روعوك قبل استشهادك ولا زالوا يوجهون رصاص الإتهامات لتبرير افعالهم المشينة..

    • زائر 10 | 2:28 ص

      امريكا

      وعندما اسقطت صدام صفقتو لها والحين ما تبونها خوشي

    • زائر 7 | 2:06 ص

      شكرا لكم

      الى الامام

    • زائر 6 | 1:54 ص

      ستبقى كذلك

      ستبقة الاخبار ساخنة لفترة طويلة قادمة ياسيد. مادام الشعوب تطالب بحقوقها وتبحث عن حريتها .

    • زائر 5 | 12:55 ص

      كفيت و وفيت يا أبو هاشم

      نعم المدرسة التي تنتمي لها. و نقول حسبنا الله و نعم الوكيل.

    • زائر 4 | 12:52 ص

      لا يوجد سوى لغة التصعيد !! هل هذه سياسة حكيمة؟؟؟

      حسب ما نراه و يراه القاصي و الداني، فإن الأمور تعالج بمزيد من التضييق، لا أعرف كم يدفع للمستشارين السياسيين، لكن كل ما يحصل على أرض الواقع يقول بأن حتى أجهل رجل في السياسة سيضحك أو يبكي من هول ما يراه من سوء إدارة لهذه الأزمة، و شكرا"

    • زائر 1 | 11:19 م

      استغراب وتعجب

      أنا مستغربة حقا من هكذا حكومة.. عندما قالت إيران تلك الكلمات الحكيمة الصادرة منها قوبلت بشتى أنواع الإساءة لها ولمن يمثلها واعتبر تدخلها وتدخل بعضاً من الحكماء "سافراً للمملكة".. ولكن عندما أدلت المحبوبة الولايات وتبسمت تلك الجميلة

اقرأ ايضاً