العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ

صالح يؤكد رسوخ الوحدة والبيض يدعو للانفصال

في الذكرى الـ19 للوحدة اليمنية

أكد الرئيس علي عبدالله صالح، مع احتفال اليمن بالذكرى الـ19 للوحدة أمس، رسوخ هذه الوحدة بينما دعا الزعيم الجنوبي السابق علي سالم البيض إلى انفصال الجنوب، وذكرت منظمة حقوقية أن عدد ضحايا المواجهات التي شهدتها عدن الخميس ارتفع إلى أربعة قتلى إضافة إلى عشرات المصابين والمعتقلين.

وفي خطاب متلفز بمناسبة ذكرى الوحدة قال صالح إن الشعب سيتصدى لكل من يحاول النيل من وحدته ونظامه الجمهوري. ودعا كل الأحزاب للحوار الوطني المسئول بعيدا عما عدها سياسة العنف والتخريب.

وتطرق الرئيس في كلمته إلى أحداث مدينة عدن جنوبي البلاد من دون أن يسميها، ووصف ما حدث بأنه «أحداث مؤسفة وأعمال شغب وتخريب» ونعت منفذيها بأنهم «العناصر الخارجة عن الدستور والقانون».

وأضاف صالح «لن يتمكن أصحاب المشاريع الصغيرة من النيل من الوطن وسيفشلون كما فشلوا في الماضي».

في المقابل شهدت ذكرى الثورة خروج الزعيم الجنوبي السابق علي سالم البيض إلى العلن لأول مرة منذ 15 عاما، حيث هاجم صالح ودعا صراحة إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.

وفي مؤتمر صحافي بمدينة ليستبو النمساوية اتهم البيض الرئيس صالح وحكومته «بالغدر بشعب اليمن الجنوبي وسلبه أراضيه وثرواته وإقصاء أبناء شعب الجنوب من جميع جوانب القرار السياسي في اليمن الموحد».

وقال مراسل «الجزيرة» أكثم سليمان إن أهم ما ورد بالمؤتمر هو إعلان البيض عن «استعادة دولة الجنوب» أي المطالبة مرة أخرى بانفصال الجنوب وإعلان تشرفه «بتحمل مسئولياته بهذا الصدد» أي أنه سيقوم بنفسه بترؤس هذه العملية.

وفي رد على سؤال لـ»الجزيرة» عن استراتيجيته للمرحلة المقبلة، شدد البيض على سلمية التحرك داخليا، كما ناشد القادة العرب التدخل لدى ما وصفه باليمن الشمالي لسحب القوات من الجنوب ودعا للاقتداء بتصرف الزعيم المصري جمال عبدالناصر عندما أعلنت سورية انفصالها عن مصر.

وبعد قليل من خطاب البيض قالت سلطنة عمان إنها أسقطت جنسيتها عن البيض لأنه مارس عملا سياسيا بما يخالف القوانين التي منح بموجبها الجنسية عندما لجأ إلى السلطنة العام 1994 حيث عاش طيلة السنوات الماضية في مدينة صلالة.

يذكر أن البيض، الذي شغل سابقا منصب رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الشطر الجنوبي من البلاد، جرى تعيينه نائبا للرئيس عقب اتحاد الشطرين الشمالي والجنوبي في 22 مايو/ أيار 1990، لكنه عاد وقاد محاولة انفصالية في مايو/ أيار 1994 تسببت في مقتل آلاف الأشخاص قبل أن تقمعها قوات الرئيس صالح.

من جهة أخرى قال المرصد اليمني لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن عدد الذين لقوا حتفهم الخميس في مظاهرات احتجاجية بمدينة عدن الجنوبية بلغ أربعة أشخاص، وجرح العشرات واعتقل 85 آخرون.

من جانبه، أفاد مراسل «الجزيرة» مراد هاشم بأن قوات الأمن ما تزال تلاحق بعض النشطاء، وأن اجتماعات أمنية بحثت إطلاق من اعتقلوا.

وكان رجال الأمن حاولوا تفريق مسيرة احتجاجية شارك فيها الآلاف، علما بأن السلطات تفرض إجراءات أمن مشددة بمدينة عدن بعد حظرها تنظيم أي مسيرات أو مهرجانات احتجاجية من جانب القائمين بما يوصف بالحراك الجنوبي الساعي للانفصال.

وبينما اتهم الأمين العام لمحافظة عدن عبدالكريم شائف في مقابلة مع «الجزيرة» المحتجين بإثارة الشغب وإطلاق الرصاص، اعتبر القيادي بالحزب الاشتراكي قاسم داود أن المواطنين أرادوا استخدام حقهم الذي كفله الدستور في التعبير السلمي عن قضيتهم ومطالبهم العادلة، مشيرا إلى أن قوات الأمن تصدت لهم واستخدمت ضدهم الرصاص الحي والقنابل اليدوية.

العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً