العدد 1235 - الأحد 22 يناير 2006م الموافق 22 ذي الحجة 1426هـ

إدارة المساحة ووجه التغيير

تعقيباً على مقالات سابقة تم نشرها في إحدى الصحف المحلية والتي تم فيها التعرض لجهاز المساحة ذلك الجهاز الحساس والذي تنطوي تحته الكثير من الأسئلة وما تتكبده هذه الإدارة من تحمل المسئولية عن جميع الوزارات والإدارات المرتبطة بها في المعاملات من حيث التنسيق والتدوير وبروزها كواجهة لشماعة الأعذار الملقاة على عاتقها من جانب، بقية الإدارات وبالقلم نفسه الذي نقلت به وسلطت الأضواء على جانب من جوانب سلبيات جهاز المساحة وبنفس القلم أسلط الضوء اليوم على الجوانب المشرقة من جهاز المساحة. بالرجوع إلى مشروع جلالة الملك الإصلاحي، ومن الوهلة الأولى، نعلم يقيناً أن هذا المشروع صادق ومتفاعل وسريع ويشهده العالم ويترقبه الشارع العام بفارغ الصبر لتعزيز وتطبيق إنجازاته. فجلالة الملك حفظه الله ومع بداية الإصلاح الشامل، أطلق كلمات كالشمس في نورها تصل إلى القلوب قبل الأذان والقاصي قبل الداني وكما قال: فلنبدأ المشروع كلاً بحسب دوره ومكانته في المجتمع، فالضعيف عنده قوي إلا أن يأخذ الحق له والقوي عنده ضعيف إلا أن ينتصب العدل. وإنني كمواطن أثرت الحق والوقوف جنباً إلى جنب مع جلالة الملك في مشروعه الإصلاحي وسخرت قلمي لنقل كل ما هو واقع وبمثل ما تعلمته من جلالة الملك، عين تنقل النقد الصريح وعين تنقل الشكر الجزيل في شتى مجالات الحياة، بشرط أن تكون الكلمة الصادقة نبراساً والتنمية والبناء هدفاً والإصلاح غاية وخصوصاً المجال الإداري وتفعيل الوزارات لتتماشى مع متطلبات المشروع وتنامي دعوات الإصلاح الاقتصادي في عصر سريع التناغم يهدف إلى مطلب الجودة أساساً قبل مبدأ تقديم الخدمات، وعلى أثر دعوة كريمة من جهاز إدارة المساحة بأمر رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري الشيخ سلمان بن عبدالله آل خليفة، تمت دعوتي من لدنه وعقد اجتماع طارئ ضم فيه مدير ورؤساء الجهاز ومسئوليه للوقوف على السلبيات والاستيضاح منتهجاً سعادته مبدأ التناصح وقول الخليفة الثاني الراشد عمر بن الخطاب «رحم الله أمرءا أهدى إليّ عيوبي»، وذلك لتواضع سيادته ولاهتمامه الشخصي وحرصه الصادق على تفعيل هذا الجهاز الحساس، فهذا دأب المخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء، ودون الركون إلى المبررات أو السكوت عن الإجابة مثل باقي الوزارات والتي يصل بعضها لتهور مسئوليها إلى حد التهديد وسياسة كتم الأفواه، فكان اللقاء مثمراً بكل المقاييس فلتهنئ هذه الإدارة برجل سخر نفسه طواعية للتطوير والتحديث والإصلاح تماشياً مع مشروع جلالة الملك، إذ إن الجهاز بذاته تركة قديمة ومثقلة بالمعاملات إلا أن إيمان رئيس ومسئولي وموظفي الجهاز بالإصلاح والرغبة الصادقة في التطوير وروح العمل الواحدة في الجهاز كفيلة لإنجاحه، فهنيئاً لمملكتنا بمثلهم رجال يتقبلون النقد بكل شفافيته، متمنياً من باقي الإدارات في المملكة أن يحذون خطاهم في علاج المشكلات والتي تمس الشعب والوقوف على حاجتهم وبالتالي فإن الوزارة التي لا تلقي بالاً إلى فكرة الجودة والتيسير على مواطنيها وعملائها على قمة مسئولياتها، قد أخلت بأسباب وجودها الأساسية التي قد قامت وأنشئت من أجلها وفقدت دواعي استمرارها، ولم يتبقى لها سوى خياران، إما الاعتدال أو الاعتزال في عهد جلالة الملك، فالمشروع عظيم بعظم جلالته، فطريق الإصلاح صعب لكن بفضل تظافر جهود المخلصين، تسهل الصعاب وتتحقق الآمال وينجز وعد جلالة الملك نحو الإصلاح الشامل.

عارف الجسمي

العدد 1235 - الأحد 22 يناير 2006م الموافق 22 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً