العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ

لَكَ منّي رسالة

أيها الرملة التي حضنت

جسم حسين ولَفَّعَتْهُ رداءَ

بلّغي عني السلام حسينا

واحمليني استغاثةً ونداءَ

واسكبيني دمعاً على رملَكِ

الأسمر يجري محبّة وولاء

وأمزجيني بآهةٍ نَفثَتْها

زينبُ يوم قاست الأرزاء

وباهاتِ نسوةٍ منذ يوم

الطّف للآنَ ألهبَتْ كربلاء

خَبِّريهِ بأنني لم أَعُد أقوى

على حمل ما أرَدتُ أداء

لَمْ أَعُدْ ذلك النعيت الذي

يحمل ذكراه لوعة وشجاء

ويناغي بوجدهِ ساجعاتٍ

كمْ حملنَ الحنينَ والأصداء

وأواسي به النَّبي وأشجي

لعليِّ وأسْعِدُ الزّهراء

عشرات السنين وهو بثغري

نَغَمٌ عاش يَسْحَر الأجواء

نَغَمٌ يحمل البطولة والأمجاد

في كل مهدها والفداء

ويحثُّ الدنيا لتزرعَ أغلى

تضحياتٍ وتحصد الآلآء

رَغْمَ أنَّ المُصاب شيءُ يفوق

الوصفَ وقْعاً ويُعْجِزَ الإحصاء

وسِمَار السَرَّاء لا تَتَأتَّى دون

أن يحتسي الفتى الضَرَّاء

سيدي إنني إليك انتماءٌ

ولو أنِّي لا أبلغ الانتماء

وطموحات الطين والحمأ المسنونِ

هيهات تبلغُ الجوزاء

... بكم وأُمَنِّي النّفس

أن تسعد المُنى الادِّعاء

فأعدني إلى رحابك يا من

يحمل النُبل كلّه والوفاء

واسأل الله يا دماً بارك

الأرض وأَرْضى بما توخَّى السّماء

سَلْهُ دفع السِّقام عني بلُطْفٍ

منه عَمَّ الدنيا، ويُشْفى الدَّاء

فَيَداهُ مبسوطتان لمثلي

يُنفق الفضل فيهما كيف يشاء

يا حُسيناً يا من شَدَوْتُ به

صُبْحاً، وناجيته بوجدي مساء

لَكَ منّي رسالة من أنين

في تضاعيفه سَكَبْتُ الرّجاء

أَتقَرَّى بها جداك مُلِحِّاً

وأرَجِّي من... الحضور الدُّعاء

وأنادي يا من كسبت الضحايا

سُلمَ المجد سادةً شُهداء

إنّ أجواءنا ظَلامُ، فَعَلمْنا

بأنْ نُسْرِجَ الدِّماء ضياء

وتقبّل منّا مواسم قامت

لتواسي الأئمةَ الأصفياء

وأعِدْنا للصّاعدات وألهِمنا

بأنْ نَحْمِلَ الحسينَ لِواء

قصيدة انشأها عميد المنبر الحسيني المرحوم الوائلي وهو يحتضر على فراش المنية مودعاً

العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً