أكد خبراء إداريون وماليون، أمس (الثلثاء)، في المؤتمر السنوي للقيادة، الذي نظمته جمعية الإداريين البحرينية، وعقد تحت شعار «الشفافية في إدارة الأعمال والمسئولية الاجتماعية»، أن الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، أظهرت ضعفا في تطبيق معايير الشفافية في الشركات، وكشفت ما يجري فيها وخصوصا في الشركات المالية الكبيرة؛ الأمر الذي ظهر بجلاء في قضايا فساد كبيرة في شركات وصناديق عالمية معروفة...
المنامة - المحرر الاقتصادي
أكد خبراء إداريون وماليون في مؤتمر عقد في المنامة أمس، أن الأزمة الاقتصادية العالمية التي انعكست تداعياتها على دول الخليج، ستفرض ضغوطا أمام الشركات وصناديق الاستثمار في المنطقة لتطبيق معايير الشفافية والحوكمة.
وذكر رؤساء تنفيذيون في شركات مرموقة في مؤتمر جمعية الإداريين البحرينية السنوي للقيادة الذي عقد تحت شعار «الشفافية في إدارة الأعمال والمسئولية الاجتماعية»، أن الأزمة المالية العالمية الأخيرة أظهرت ضعفا في تطبيق معايير الشفافية في الشركات، وكشفت ما يجري فيها وخصوصا في الشركات المالية الكبيرة؛ الأمر الذي ظهر بجلاء في قضايا فساد كبيرة في شركات وصناديق عالمية معروفة.
وافتتح المؤتمر وزير شئون النفط والغاز، رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز، عبدالحسين ميرزا، بفندق كراون بلازا البحرين؛ إذ إن الوزير من مؤسسي جمعية الإداريين البحرينية التي تأسست في العام 1995، وهو الرئيس الفخري لها.
وقال ميرزا: «إن الأزمة المالية العالمية وسابقاتها من الأزمات، كشفت بما لا يدع مجالا للشك عن الأهمية المتعاظمه لقيم الشفافية والحوكمة في أعمال المؤسسات المالية منها وغير المالية»، لافتا إلى تجربة مجلس المناقصات التي عززت من الشفافية وتكافؤ الفرص بالنسبة إلى العقود الحكومية في البحرين.
وبدأ المؤتمر بكلمة للوزير أوضح فيها أهمية الشفافية والمساءلة كعنصرين مهمين في الإدارة الحديثة لغرض تحقيق التنمية البشرية ورفع كفاءة العنصر البشري الذي هو عماد العملية الإنتاجية، مشيرا إلى أنه «لا يمكن فصل مبدأ الشفافية عن المساءلة، وهما مقومان مترابطان يعزز كل منهما الآخر، إذ إنه في ظل غياب الشفافية لا يمكن وجود مساءلة، وما لم يكن هناك مساءلة فلن تكون للشفافية أية قيمة، لذلك فإن وجود هذين المقومين المرتبطين معا، يساهم في قيام إدارة فعالة وكفؤة ومنصفة على صعيد المؤسسات العامة والخاصة وحتى مؤسسات المجتمع المدني».
وأكد الوزير، في كلمة معدة، أن «الأنظمة ذات الشفافية تمتلك إجراءات ومقومات واضحة لكيفية صنع واتخاذ القرار على الصعيد العام والخاص، كما تمتلك قنوات اتصال مفتوحة بين أصحاب المصلحة والمسئولين، وتضع سلسلة واسعة من المعلومات في متناول الجمهور. فهي تقوم على التدفق الحر للمعلومات وتتيح للمعنيين بالمصالح بأن يطلعوا مباشرة على العمليات والقرارات والمعلومات المرتبطة بهذه المصالح، وتوفر لهم معلومات كافية ووافية تساعدهم على فهمها ومراقبتها، وتعمل على سهولة الوصول إلى المعلومات المطلوبة ومن ثم تحقيق درجة عالية من الشفافية، ولكي تكون المؤسسات المستجيبة لحاجات الناس ولمشاغلهم منصفة، عليها أن تكون شفافة وأن تعمل وفقا لسيادة القانون. كما أن الشفافية عنصر رئيسي من عناصر المساءلة فهي تقي من الأخطاء في مختلف القطاعات، ومن ارتكاب أخطاء في تقدير الموارد»، أما المساءلة فقد أوضح الوزير في كلمته بأنها تعني الطلب من المسئولين تقديم التوضيحات اللازمة لأصحاب المصلحة عن كيفية استخدام صلاحياتهم وتصريف واجباتهم، والأخذ بالانتقادات التي توجه لهم وتلبية المتطلبات المطلوبة منهم.
وذكر رئيس جمعية الإداريين البحرينية، عادل حمد، أن هذا «المؤتمر مهم وخصوصا في هذا الوقت الراهن؛ لأن البحرين تشهد ديمقراطية وانفتاحا؛ ما يعزز من أهمية تطبيق الشفافية والحوكمة في المؤسسات».
وأشار إلى أن تطبيق هذه المعايير في المؤسسات البحرينية العامة والخاصة، سيساعدها في تطبيق الرؤية الاقتصادية التي وضعتها البحرين للعام 2030، وزيادة فعالية الأفراد في المجمتمع.
وأوضح أن من أهم التحديات في هذا السياق هو «استيعاب المواطن البسيط للبنود العريضة وتفعيلها».
من جانبه رأى الرئيس التنفيذي لشركة إم تي آي للاستشارات، حلمي قادر، أن «البحرين استطاعات أن تقدم مثالا جيدا في الشفافية بين دول المنطقة»، لكنه استدرك قائلا: « لو قارنا البحرين ودول الخليج بالمستوى الدولي سنجد أن هناك الكثير مما ينبغي تحقيقه ... نعلم أن ذلك يحتاج إلى وقت كما أن اختلاف البيئة الاجتماعية بين منطقتنا والدول الغربية لن يتيح استيراد التجارب هناك كما هي».
وقدم حلمي وهو أيضا زميل معهد التسويق في بريطانيا، ورقة للمؤتمر بعنوان «حوكمة الشركات ومراجعة الحسابات أفضل طريقة لضمان الشفافية».
وأشار إلى أن «الشفافية بكل بساطة هي إطلاع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والمساهمين وعامة الناس بما ينبغي أن يعرفوه عن هذه المؤسسة وهذا لا يعني أن تقف هذه الشركات أمام (زجاج شفاف) يكشف كل شئ».
وفي هذا الصدد قال حلمي، إن «من أبرز التحديات التي تواجه الشركات والمؤسسات في المنطقة بالنسبة إلى موضوع الحوكمة، هو طريقة التأكد من تطبيقها لمعايير الحوكمة كما ينبغي».
من جانبه قدم رئيس مجموعة الخدمات الاستشارية في شركة إرنست أند يونغ، للبرنامج الإقليمي والشرق الأوسط، كولن إيراب، ورقة في المؤتمر أمس تناول فيها، بحث مجالس الإدارات في مختلف الشركات وكبار المسئولين التنفيذيين في لجان مراجعة الحسابات عن المزيد من الاطمئنان على سير برامجهم، والعمل على دراسة التحديات التي تواجهها هذه الشركات في إدارتها.
وبلغ عدد المشاركين في هذا المؤتمر 180 مشاركا من المديرين التنفيذيين والقياديين والمهتمين من القطاعين العام والخاص.
ويبلغ عدد المتحدثين 14 شخصا سيتناولون على مدى يومين أهمية تحقيق الشفافية في إدارة الأعمال؛ إذ يتحدث في المؤتمر كذلك مديرة لإدارة خدمات تنمية القدرات في سنغافورة في هيئة تنمية المعلومات والمؤسسة الإنمائية الدولية، أونغ ليه لنغ، بورقة عنوانها «تحقيق الشفافية من خلال الحكومة الإلكترونية»، والمحاضر في جامعة مومباي، نارين فاياس، بورقة عنوانها «الشفافية وأثرها على رؤية استراتيجية الشركات، والمهمة، والقيم الأساسية».
ومن ضمن المتحدثين أيضا الخبير المصرفي، صالح حسين، بورقة «حوكمة الشركات من خلال الأدوات الحيوية للشفافية والمسئولية الاجتماعية»، والمدير التنفيذي لـ «نومورا» المصرفية الاستثمارية، طارق فضل الله، بـ «الشفافية وأداء الأسهم: هل توجد علاقة ربط»، والمستشار الإداري، بيتر هافرون، بورقة عنوانها «تنفيذ مبادرات الشفافية: الدروس المستفادة وأفضل الممارسات»، كما سيتحدث رئيس تحرير صحيفة «الوسط»، منصور الجمري عن «الشفافية: ميزة تنافسية لإدارة صحف الأخبار».
أما المتحدث التاسع فهو مؤسس ومدير عام «بي إل سي إف»، بارفن لو، فسيطرح ورقته الموسومة «كيف يمكن أن تسهم الشفافية في نمو الأعمال التجارية»، فيما يتطرق نائب مدير شركة بازرملا التركية، ماتن يلماظ، إلى تأثير التكنولوجيا المدعومة بالشفافية في قطاع الأعمال، وستتحدث ماييت أجاي، من شركة البلاديوم عن تنفيذ الإستراتيجية، وفوائد إدارة الشفافية، فيما سيتكلم مدير أول، «كي بي أم جي» قطر والبحرين، شهزاد علم، عن ممارسات لتحسين الشفافية، وأما الرئيس التنفيذي لـ «غولدن ترست» لاستشارات الأعمال، لولوة المطلق، فستتحدث عن «إدارة الشفافية: مفتاح للحفاظ على أداء الموظفين خلال الأوقات الصعبة».
العدد 2455 - الثلثاء 26 مايو 2009م الموافق 01 جمادى الآخرة 1430هـ