العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ

فهد إسماعيل يشتبك سرديا مع قاسم حداد

الكويتيون يشعلون «الأسرة» سردا وشعرا

دشنت الإدارة الجديدة لأسرة الأدباء والكتاب بقيادة الشاعر والناقد علوي الهاشمي برنامجا ثقافيا استضافت فيه كوكبة من الأدباء الكويتيين، ففي البداية حلّت القاصة الكويتية هبة بوخمسين ضيفة على الأسرة لتقرأ شيئا من سردها وتوقع مجموعتها القصصية الجديدة «شغف».

وفي الأسبوع الماضي أحيا الشاعران الكويتيان محمد النبهان ودخيل خليفة أمسية بمقر الأسرة في الزنج، أشعلاها شعرا فأضاءت الحروف عتمة الصمت حين قرأ النبهان من ديوانه « دمي حجر على بابك» فباح بأسرار الهوى وفتح لمستمعيه سفرا آخر واتخذ من حكاية يوسف متكأ يقول عبره ما يلذ له من رؤى وما تسمح به الحكاية من تأويل، ففي نص عنونه بـ «لا تقصص رؤياك... أو ارحل!» شرع يقول:

صمتك سفن للريح وكلب الميناء

يشتم براءتك البيضاء

ويعرف...

إن كواكب بلهاء تزورك كل مساء

وتصلي تحت نوافذك العشر،

ونافذة للبحر مشرعة...

يوقظك الموج الهادر في قوقعة تحت وسادتك القطن

وكلب يعوي...

يعرف أن إليها منفيا من عالمه يتهجد باسمك

يتمسح في ذيل عباءة ظلك

يهبط سابع نوم إلا الحلم

ويمسح طين التعب اليومي بحارات المعراج الأول عن

وجهك، ثم يسافر خلف فراشات الركض وماء الصبح،... فتحتال... ويحتال.

وتابع النبهان في «غيابات أولى»

بدم كذب...

وحكايا زور كوجوه الناس أمر غريبا

- مثلك -

في الشام ومصر

وفي بلد لا يحضنني فرحا أو يبكي لغيابي.

كمواعيد باهتة...

أشعل صدري تبغا

أحلم في صدر يشعل في الشعر

وأدخل من أبواب شتى

لا حاجة

إلا أن أحتك بجدران الخيبة

أو أتلصص من شباك الناس على أطفال

حول عجوز تحكي عن طفل غاب سنينا في الجب

وأمضي في اللذة ثملا

لا أدخل بئر حكايتها!

أنظر عن بعد

يكفيني سكر امرأة تلتم بكفي خصرا يختصر العالم

يكفيني حزن صديق أشرب نخب قصائده

يكفيني وجهك ينقر شباك الوحدة عصفورا ويناديني:

بابا! ...

لا بابي يطرقه صخب العودة

إخوتنا ينسون أخوتنا في أول قافلة...

أسألني:

- كمواعيد قطار لا يأتي -

هل يحسدني الناس على سفري

أم يفضحني ناس غيابي؟!

لا وجهك ينقر شباكي

أذرع هذا البيت الفارغ

أصرخ في الجدران لئلا أفقد صوتي.

أتعثر بالصمت

أتهجى الكلمات الأولى

أنزع عني جسدي...

صدأ السنوات

أشف من اللاذنب

وأسمع ضجة أطفال إله يلهون بحضن سريرك

أفتح أزرار قميصي

أشتم قميصك

يشتعل الشيب برأسي...

نافذة للبحر مشرعة في وجه جنوب الله

وفارغة حجرتك الآن

وملقاة في العتمة

- إلا من نور في إثرك -

أدوية الربو/

الألعاب/

الصور/

الألوان/

الذكرى/

وصناديق هدايا فارغة...

إلا من طعم يديك

اشتقت إليك

ابيضت عيناي وخانتني طرقي.

وتابع النبهان في «مزامير يعقوبية

يارب يعقوب المدائن غلقت أبوابها

خلعت مواسم نذرها لونين محترقين

أما الشاعر دخيل خليفة فقد أخذنا لقوافيه وغزل ليل الأسرة بنارنجه في وله مراوغ وكدسنا تحت أهداب الوطن مبعثرين في ارتباك الصبح قبل أن يسرقنا إلى وئامه حين شرع يقول في «قصيدته خصر قصيدة جفلت من الأشباه!»

ثم هيأني لرفرفة التوحد بين ذاكرة السواحل والصحاري/ كي أزاوج ضحك مفردتين تقتسمان سر الليل/ أعبر ما تواطأ والغياب/ أطير/ يسكنني الغمام.

هذا حصاد الضوء/ خصر قصيدة جفلت من الأشباه/ غصن مثقل بالطيش/ نهر صاهل بالدفء

رمان البراءة/ صرخة الطفل المباغت/ آخر النبضات يهدلها الحمام.

هذا مساء تملئين به سلالك من فضاء الروح/ تعتمرين قبعة النبوءة/ تولدين من الحروف الخضر/ من وتر يمارس نضجة في سرب كركة تضج/ مهيئا للحب طلته البهية/.

مدنفا لملمت عمري من أصابعه المضيئة/ ثم شاكسني على ساقين من صخب/ ولاحقني على نهر يطرزه الإوز -/ الحب بنت من كرز!

لا تهربي مني إلي/ بل ادخلي في وحشة السماق/ في شفتين ترتشفانني من هذه الصحراء

من وجع الشموع/ وعلميني غبطة العصفور/ كي أرث الغصون جميعها.

لا تتركيني باحثا عني بفضفضة القميص الأزرق اللاهي بوردته/ مللت من التبعثر بين أقنعة الملوك وعلقيني بين رمشك والحنين/ ورتبي فوضاي/ في همس الأصابع كي اقاسمك الضلوع/ نعيد أعشاش الشموس لغصنها المياد/ خليني بصوتك لثغة أحلى من الناي

الغياب/ شجيرة عاثت بضحكتها الفصول... حلم تأبط عمره ومشى إليك/ ومنك/ تنسكب الشوارع فوق أوراقي/ خذيني للندى ظلا يبوح بكاءه/ يتموسق التفاح بين أصابعي/ لهبا العق جمره المسحور بالهذيان

ضميني لشهدك انني وعل خجول.

جمحت هضابك/ أينع البلور في صخب الهدوء/ فألهميني دفقة النهر الحزين

قراءة الهذيان/ وانسي ما أقول.

شغب أوانك/ فاحرثي دون اكتراث في مساءاتي/ فضاءاتي/ انتماءاتي/ وأنى أدرك المعنى بصوت جارح وله يحرضه الفضول.

وطن من الحب المعتق ليلك المهووس/ في جغرافيا هذا الرخام الآدمي/ انا امرؤ لا أم تفرش جفنها ظلا لقافيتي/ فضميني لشعرك انه المنفى البديل.

هذا مساء فاضح الفوضى/ خيول الروح تصهل/ تلبط الأسماك في وهج الطراوة بيننا/ يتدفق الجمر الحنون/ امسرح الكلمات مرتديا سماءك/ أعبر السفح المموسق/ أقتفي قمرا تورط بي/ وذوبني على غبش/ توشوشني مرايا خصرك المنحوت دون يد/ بلاد شرعت أبوابها لي كي أمر على الحصاد/ كما.

وفي لقاء آخر للأدباء الكويتيين أفرد الملتقى الأهلي الثقافي بمركز كانو أمسية ضافية للروائي إسماعيل فهد إسماعيل حضرها مجموعة من الأدباء والمثقفين والأصدقاء وقد خصص فهد سرده في هذه الأمسية ليشتبك مع شعر قاسم حداد.

العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً