العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ

آليات النقل الثقافي

ناقشنا في الحلقة السابقة كيف يمكننا أن نعلل بقاء ميمة وانقراض أخرى وذلك باستخدام نظرية الميمات التي تنص على وجود ميزة معينة في الميمة تجعلها تنتقل بين الأجيال وتستمر. في ما يخص عملية النقل الثقافي لن نلجأ لنظرية الميمات ولكن النظريات الأخرى التي ركزت على آليات النقل الثقافي وبالتحديد هي آليات تناولها كل من فريق كفالي سفورزا وفيلدمان وفريق بويد وريتشارسون، وهذان الفريقان لا يستخدمان مصطلح الميمات، ولكن لا ضير لو استخدمنا مصطلح الميمات أو الوحدات الثقافية.


التغير الثقافي

سنحاول في هذه الحلقة توضيح آليات و نماذج النقل الثقافي بين الجماعات و ما هي الأسباب وراء تشابه الميمات الثقافية بين الشعوب، و لكن قبل ذلك سنتطرق لكيفية حدوث التغير الثقافي في الجماعة الواحدة، فقد تحدثنا في الحلقة السابقة أن كل حضارة لها ثقافة معينة إلا أنها تتغير مع الزمن فيضاف لها ميمات جديدة أو تختفي منها ميمات أخرى، فالثقافة إذا ديناميكية، بمعنى انها تتغير وتتحرك وتتطور ويكون هذا التغير مع مرور الزمن ويأتي هذا التغير كاستجابات لحاجات الانسان وإرادته. ولا توجد مجتمعات لم يطرأ على ثقافتها تغير ولكن قد يختلف معدل التغير من مجتمع بدائي الى مجتمع متحضر الذي يتسم بمعدل تغير كبير. و لا يحدث التغير الثقافي في جانب دون آخر بل يكون التغير الثقافي شامل وعام لكافة مجتمعات العالم سواء كان في الجانب المادي أو اللامادي. و هكذا يعرف التغير الثقافي على أنه كل المتغيرات التي تحدث في كل عنصر من عناصر الثقافة مادية كانت أم لا مادية بما في ذلك الفن والتكنولوجيا والعلم واللغة، كما يشمل كل المتغيرات التي تحدث في إشكال وقواعد النظام الاجتماعي.


أنماط التغير الثقافي:

أولا: التغير الثقافي الداخلي:

أي أن يكون قائما في داخل النسق الاجتماعي، وإطاره المجتمع نفسه، أي أنه نتيجة لتفاعلات تقسم داخل المجتمع. ويحدث التغير الداخلي نتيجة لمجموعة من العوامل والعمليات الداخلية وهي الآليات الثقافية التي تنبع من المجتمع الأصلي، ومن هذه الآليات

1 - التجديد

أي عنصر ثقافي جديد تقبله الثقافة، وهو كذلك العملية التي تؤدي إلى هذا القبول والتي يمكن وصفها بأنها صورة من صور التغير الثقافي. وقد يكون التجديد فكرة أو سلوكا أو شيئا، يكون جديدا لأنه يختلف نوعيا عن الإشكال القائمة.

2 - الاختراع

هو إضافة ثقافية تحدث نتيجة عمليات مستمرة داخل ثقافة معينة، وهي توليفات بين عناصر ثقافية قائمة فعلا في شكل جديد. و يعتبر كل من الاختراع والاكتشاف آليتان للتجديد الداخلي في أية ثقافة، وهما اللذان يضطلعان بمهمة التغير الثقافي، وفي الوقت نفسه يعتبر الاختراع نتيجة وانعكاس لعمليات التغير الثقافي. والاختراع ليس حصريا على الأمور المادية فقد يكون أيضا غير مادي.

3 - الاكتشاف:

هو الإضافة الثقافية التي تتحقق من خلال ملاحظة الظواهر الموجودة ولكن لم يسبق الالتفات إليها من قبل. ويعرف البعض الاكتشاف بأنه عملية الوعي بشيء قائم بالفعل، ولكن لم يسبق إدراكه من قبل، ويرى آخرون أن الاكتشاف ينبغي أن يكون محدودا بنهاية غير مقيدة الزمان لشيء ما جديد. لذلك فإن الاكتشاف يعني إيجادا فجائيا لشيء لم يكن معروفا من قبل.

4 - الذكاء والعامل النفسي والبيئة الثقافية:

ليس بمقدور أي فرد الاختراع أو الاكتشاف، لأن ذلك يتطلب مستوى مرتفعا من الذكاء، أي أن الذكاء يؤدي إلى الاختراع. كذلك في عملية التجديد هناك أشخاص بدأو بالتجديد وهناك عامل نفسي داخل الجماعة يسمح لها بقبول التجيد أو رفضة. وعليه فإن الموهوبين أو الأفذاذ ينقسمون إلى فئتين تتخذان القرارات المعجلة بالتغير الثقافي في المجتمع سواء كانوا يشغلون مراكز رسمية قيادية أو لا يشغلونها وتظم الفئة الأولى ما يعرف «بالشخص المهيب» وهم ذوو الوضع الاجتماعي المرتفع، أو الأصحاء الذين يعدون قدوة يقتدي بها الآخرون، والفئة الثانية والتي تظم «الشخص المنحرف» وهو الإنسان الهامشي ذلك الذي ينحرف عما ألفته الجماعة والشخص المجدد على العموم.

وخلاصة القول في شأن الأنماط من المخالفين هي أن الشخص المنحرف عن الجماعة والخارج عليها، والشخص المهيب، ينطويان على قدر كبير من الأهمية في أحداث التغير الثقافي والتعجيل به، بيد أن تأثير الشخص المهيب بطبيعة الحال أقوى من تأثير الشخص الخارج على الجماعة وذلك لأنه يحظى باحترام الجماعة وتقديرها له، ولذلك فإنها ستقتدي بسلوكه، إن لم تعارضه. ومن هنا تظهر أهمية الآليات النفسية التي تقف وراء السلوك الإنساني وبالتالي قد تدفع بالمرء إلى قبول الفكرة الجديدة أو رفضها، وترجع أهمية تلك الميكانيزمات من ناحية أخرى، إلى أنها مظهر من مظاهر عملية التعلم.

ثانيا : التغير الثقافي الخارجي:

وهو التغيرالذي يأتي من خارج المجتمع نتيجة اتصال المجتمع بغيره من المجتمعات الأخرى. ومن الآليات التي تؤدي لهذا التغير الاتصال الثقافي، التثاقف، الاستعارة والانتشار ويمكن إجمالهم تحت فئتين وهما الانتشار والتثاقف.

1 - الانتشار:

يعني نقل المواد الثقافية أو الميمات على المستوى الأفقي من مكان إلى آخر، فهناك تعريفات حديثة للانتشار تركز على أبرز نتائجه، في حين نجد تعريفات أخرى تؤكد على دوره كعملية مستمرة. وعادة ما يقسم الانتشار إلى قسمين الانتشار الأولي أو الهجرة التي تؤدي إلى انتشار وحدات ثقافية كبيرة، والانتشار الثانوي أو الاستعارة وهي عملية نقل وحدات ثقافية بسيطة دون حدوث حركات شعبية وانتقال شعوب بأكملها. التغير الثقافي يستند إلى التجديد وإلى الاستعارة أي الانتشار. الانتشار هو نمط خاص من أنماط الاتصال، فالانتشار من وجهة نظره هو العملية التي تنتقل عن طريقها الأفكار الجديدة.

2 - المثاقفة

هو عملية انتقال ظواهر ثقافية أو ميمات معينة نتيجة الاحتكاك بين ثقافتين مختلفتين وتبدأ المثاقفة بالاحتكاك بين ثقافتين إحداهما مهيمنة والأخرى خاضعة فتنتقل الميمات من الثقافة المهيمنة إلى الثقافة الخاضعة وقد يكون هناك أيضا انتقال لبعض الميمات من الثقافة الخاضعة إلى الثقافة المهيمنة لكن الأعم أن الثقافة المهيمنة هي من تصدر لميماتها والثقافة الخاضعة تقوم باستيراد تلك الميمات وبكثرة الاستيراد تصبح الثقافة الخاضعة مماثلة للثقافة المهيمنة تماما.


آليات و نماذج النقل الثقافي

خلاصة ما سبق ذكره عن التغير الثقافي أن كل جماعة تكون لنفسها ثقافة/ حضارة معينة بها العديد من الوحدات الثقافية أو الميمات وهذه الجماعة تبتكر ميمات جديدة تمكنها من التكيف مع البيئة المحيطة، وعلى مر العصور تورث هذه الجماعة ميمات معينة للأجيال القادمة، وتختفي ميمات أخرى، ويمكن للجماعة أن تكتسب ميمات أخرى من جماعات مجاورة. كل هذه العمليات من النقل الثقافي سواء من جيل لآخر أو من جماعة لأخرى يمكننا أن ننظمها في آليات معينة للنقل الثقافي ومن ثم نوظف تلك الآليات في نماذج للنقل الثقافي. هذه الآليات والنماذج تسهل علينا عملية المقارنة بين الجماعات البشرية في منطقة جغرافية معينة وتحديد أسباب التنوع الثقافي وكذلك يمكننا تحديد في أي الجماعات نشأت ميمة معينة وكيف انتقلت للجماعات الأخرى. وسنناقش هنا الآليات أولا ومن ثم سنرى كيف توظف الآلية ضمن النموذج (ملخصه في جدول رقم 1).


آليات النقل الثقافي

لكي نتمكن من تقييم توزيع الميمات في منطقة جغرافية معينة فمن الضروري تعريف آليات محددة لنقل الثقافة. باختصار تم تحديد أربع آليات نوجزها كالتالي

1 - النقل العمودي

وهي شبيهة بالنقل الجيني، حيث تنقل الميمات من جيل لآخر. بالطبع هناك فرق بين الجينات والميمات، حيث إن عملية توارث الجينات هي عملية ثابتة ويمكننا حساب نسب جينات معينة بصورة دقيقة، بينما في عملية توارث الميمات لا يمكننا أن نحسب بدقة عالية نسب الميمات التي ستورث وتظهر في جيل ما، إلا أن هناك نسبة ثبات معقولة. وتكون عملية النقل العمودي ذات تأثير كبير في مرحلة لطفولة المبكرة وذلك بسبب قرب الطفل من الوالدين والتعلق بهما.

2 - تأثير الجماعة

ويقصد به العملية التي يكتسب من خلالها أفراد من جماعة ما الميمات الأكثر تكرارا في هذه الجماعة، حيث إن هؤلاء الأفراد يعتقدون بأن الميمات التي تشاهد وتظهر بصورة كبيرة في الجماعة هي ميمات تكيفية أو تأقلمية أي تجعلهم أكثر تكيفا مع البيئة أو المجتمع الذي يعيشون فيه. ويحدث هذا النوع من النقل أيضا عندما تنتقل مجموعة صغيرة من الأفراد لتعيش في بيئة جديدة فإنها ستتأثر بالثقافة السائدة في تلك المنطقة.

3 - النقل الأفقي

وقد بنيت هذه الآلية على غرار نموذج انتشار الأوبئة في الجماعة، فكلما زاد تعرض شخص للتقرب والتعامل مع شخص آخر لا تربطه به أي صلة يحمل ميمة معينة أو مرض زادت احتمالية أن يتبنى هذا الشخص تلك الميمة المعينة أو الإصابة بذلك المرض. عادة ما تكون هذه الآلية طريقة لانتشار الاختراعات من مجتمع لآخر. وكلما زادت العلاقة والتفاعل بين أفراد مجتمعين مختلفين زادت احتمالية أن يتبنى كل مجتمع ثقافة المجتمع الآخر.

يوجد ثلاثة أنواع من النقل الأفقي، الأول ويسمى بالنقل المائل وهو يحدث بين الأجيال المختلفة التي تعيش في زمن واحد مثلا بين مدرس وطالب. الثاني يحدث في نفس الجيل أي أن الأفراد من نفس الفئة العمرية مثلا بين فرد وصديقه. أما النوع الثالث فهو النقل من فرد لمجموعة أفراد، كأن ينقل مدرس الميمات لمجموعة طلاب، حتى التلفزيون والإنترنت تعتبر من هذا النوع من النقل حيث يمكن نقل العديد من الميمات من شخص واحد عبر التلفزيون أو الإنترنت لكمّ كبير من الأفراد.

4 - المحاولة والخطأ

وهي عملية تؤدي للتجديد المحلي والتأقلم. وفي هذه الآلية تشاهد الأفراد أو تسمع عن ميمات بديلة وتقيم الإيجابيات والسلبيات لكل منها، وهذا التقييم إما أن يؤدي لتطوير ميمات موجودة أو تطوير ميمات جديدة. وتنتقل الميمات المبتكرة الجديدة في بدايتها بصورة أفقية. والشعوب التي تعيش في نفس البيئة الطبيعية والاجتماعية لكنها متباعدة جغرافية عن بعضها البعض عادة ما تطور ميمات متشابة.


تأثير ثبات البيئة على آليات النقل

يؤثر ثبات البيئة على آليات النقل الأربع، فعندما تتغير البيئة ببطئ يمكن الحصول على المعارف التي تؤدي للتكيف بالنقل العمودي لأنه فقط التحديثات الجديدة من المعارف هي المطلوبة لإحداث تغيرات تدريجية في ضغوط الانتخاب. وربما تكون هناك صعوبة في التفريق بين النقل الجيني والنقل الثقافي العمودي والتي تؤدي لسلوك معين لأن كلا الاثنين عموديين والتي تؤدي لإبقاء الميمة أو الجين. هذا الثبات النسبي في توارث الميمات الثقافية ربما أدى ببعض الباحثين أن تعزي السلوك لأسباب جينية بحتة وتغافل دور البيئة.

وعندما يكون التغير البيئي سريعا أو عندما يكون هناك تحول بيئي مفاجئا (انتقال الأفراد من بيئة لبيئة أخرى)، في هذه الحالة تفضل الأفراد النقل الأفقي (في نفس الجيل) للميمات الثقافية وكذلك المحاولة والخطأ. ففي هذه الحالة يكون التغير الجيني بطيء جدا ليتماشى مع التغير البيئي والمعلومات المنتقلة لهم من الأجيال القديمة عن طريق النقل العمودي تكون قديمة لا تتناسب والظروف البيئية الحديثة.


النماذج التوضيحية

الآليات الأربع للنقل الثقافي السابقة توظف في نماذج توضيحية، وهناك من الباحثين من يركز على نموذج دون آخر، إلا أن الظروف البيئية والاجتماعية هي التي تحكم أي النماذج سيطبق وأي آليات ستضمن في النموذج. هناك ثلاثة نماذج أساسية نوضحها هنا:

1 - التوغل أو الانتشار الثقافي

وهو أيضا ما يسميه البعض الانتشار الثانوي أو الاستعارة، ويقصد به انتشار بعض الميمات من جماعة لجماعة أخرى مجاورة دون حدوث هجرة للجماعات. ويلاحظ أن هذا النموذج لا يؤكد على الطبيعة التكيفية للثقافة أي أثر الطبيعة والبيئة الاجتماعية على الثقافة. ويتضمن النموذج اقتراح أن الميمات ظهرت بصورة رئيسية من خلال تصور الإنسان وتفكيره وقد تسلك طرقها الخاصة. ومن الواضح هنا أن النقل يكون أفقيا والتغير البيئي السريع هو أحد العوامل التي تسرع من هذا النقل.

2 - التأقلم المحلي

وهو النموذج الأكثر رواجا في كتب الأنثروبلوجيا الثقافية أو علم البيئة التطوري، وهذا النموذج ينظر لغالبية الميمات على أنها تأقلمية أو تكيفية، أي أن الميمات تحسن الأفضلية الدارونية للأفراد والمجموعات. والآلية المستخدمة هنا هي المحاولة والخطأ ويكون أكثر وضوحا أثناء التغير البيئي السريع.

3 - الانتشار الأولي

وقد عرفناه سابقا أنه هجرة جماعة من الأفراد من منطقة لأخرى حاملين معهم لغتهم وثقافتهم. في كثير من الأحيان يستخدم علماء الآثار هذا النموذج لتعليل التشابه في الميمات بين الحضارات، ولكنهم في نفس الوقت لا ينكرون دور التجديد والتأقلم، بينما الباحثون في الأنثروبلوجيا الثقافية لا يحبذون نموذج الانتشار الأولي لتعليل التشابه في الميمات بين شعوب مختلفة وخاصة في العصر الحديث، فهم يرجحون نموذج الانتشار الثقافي دون حدوث أي هجرة للشعوب وهذا واضح في العصر الحديث فقد لعب التلفزيون والإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام في نشر ميمات الشعوب الأخرى دون حدوث حركة للشعوب.

عندما تهاجر مجموعة وتستقر في جوار جماعة جديدة هناك عدة احتمالات قد تحدث، أن تكون الجماعة الجديدة تمتلك التقنية فتتزاوج مع الجماعة الأخرى التي لا تمتلك التقنية، وبهذه الصورة تنتقل الميمات للجماعة الجديدة عن طريق النقل العمودي وعن طريق تأثير الجماعة. ولكن يحدث هذا في حال أن تكون البيئة ثابتة غير متغيرة، في حالة هجرة جماعة من بيئة لبيئة أخرى جديدة عليها كأن تنتقل قبيلة من بيئة تشجع على حياة البداوة لبيئة زراعية تشجع حياة الاستقرار في هذه الحالة جميع آليات النقل ممكن أن تحدث، نقل عمودي ونقل أفقي وتأثير الجماعة وتأقلم أو تكيف محلي. وهذا ما حدث عندما نزحت القبائل العربية للبحرين، حدث اندماج كامل بين القبائل والشعب الحضري القديم وهو البقية الباقية من الحضارات السابقة التي قامت في البحرين، وقد حدث نقل جيني وميمي بين الشعبين وكونوا شعبا حضريا واحدا يمتلك مزيجا من الميمات والجينات.


الجينات والمقارنة بين الميمات بين الجماعات

حتى نتمكن من المقارنة في المحتوى الميمي بين جماعتين أو شعبين مختلفين نأخذ عدة أمور في الاعتبار، كالتقارب الجيني واللهجوي والجغرافي. وللتبسيط يمكننا رسم جدول يحتوي على الاحتمالات المختلفة في عملية المقارنة (جدول رقم (2)). ولكي نعطي مثالا توضيحيا نفترض مجموعتين متقاربتين في المحتوى الجيني ولكنهما متباعدتين جغرافيا، هذا يعني أنه كان في الماضي نقل جيني وكذلك نقل ثقافي عمودي بين الجماعتين.

هناك نتائج شاذة قد نتوصل لها كأن نعثر على جماعتين متقاربتين جغرافيا بل ويعيشا في نفس الحدود السياسية وتوجد بينهما ميمات مشتركة لكنهما تختلفان في المحتوى الجيني واللهجوي والعقائدي. لو كانت تلك الميمات هي ميمات تأقلمية لها علاقة بالبيئة فلربما أرجعنا أسباب التشابه للتشابه البيئي، لكن قد تكون ميمات غير تأقلمية. مثال على ذلك طقوس «الناصفة» أو الگرگعان فهناك جماعتان تمارسه، أحداهما تزعم أن هذا الطقس مرتبط بمناسبة ذات خصوصية لها، والأخرى تعتبره طقس عام، فيا ترى ما هي آلية النقل في هذه الحالة؟. هذا يجرنا للسؤال الثالث الذي طرحناه في الحلقة السابقة وهو، هل ينتقل جوهر الميمة ومظهرها معا؟ أو المظهر فقط؟ هناك عدة اعتبارات للإجابة على هذا السؤال نوضحها بالتفصيل في الحلقة القادمة.

العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً