العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ

قريبا... حملة «كلنا نقرأ» في الساحة البحرينية ضمن «تاء الشباب»

مفاجآت ثقافية عديدة بحضور نخبة من المثقفين العرب والبحرينيين...

أوشك فريق العمل الشبابي لمبادرة «كلنا نقرأ» على إنهاء استعداداته من أجل إطلاق الحملة على مستوى البحرين، في دعوة عامة لتشجيع الشباب على القراءة وتوعيتهم بأهميتها في تكوين ثقافات واسعة وخلق تغييرات جذرية تتجاوز الحدود الفردية إلى المجتمعية. هذا وتنطلق المبادرة في أول حضور لها خلال مهرجان تاء الشباب الذي سيفتتح تحت رعاية وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، يوم السبت الموافق 11 يوليو/ تموز الجاري في الساعة الرابعة عصرا عبر احتفال عام في مجمع السيف، حيث سيتم تدشين أولى أنشطة الحملة وإطلاق قائمة منوّعة من البرامج والفعاليات من تنظيم مجموعة من شباب المملكة، وبمشاركة العديد من الأسماء والشخصيات المرموقة المهتمة بالشأن الثقافي، وستستمر الحملة طيلة أيام المهرجان.

تعتبر حملة «كلنا نقرأ» إحدى المبادرات المتميزة هذا العام، إذ اتخذت طابعا منفردا يهتم بتكوين نواة تغيير جذري في المجتمع، وقد اختارت الكتاب تحديا جديدا تنفرد بطرحه، وتشجع من خلاله جميع الفئات بصورة عامة والشباب بصورة خاصة على القراءة وخلق مدارك جديدة من أجل الاستعداد للتغيير.

وقد اعتمدت الحملة العديد من الفعاليات التي تدعم التوعية والتشجع على ممارسة القراءة عبر تدشين بعض الكتب البحرينية في المجمعات التجارية، وإقامة حفلات التوقيع، وإقامة العديد من الندوات والجلسات النقاشية لعدد من الكتب في حوارات ودية وهادفة مع المؤلفين والكتّاب. كما ستنظم الحملة عددا من الزيارات للمكتبات العامة والخاصة بهدف تكوين ثقافة تربط بين القرّاء ومصادر الكتب. إضافة إلى تشجيع الأطفال على ممارسة الفعل ذاته عن طريق حلقات قراءة خاصة بهم في منتزه عذاري، في بيئة مرحة تجذب الطفل وتحثه على الاستمرار في ذلك مستقبلا.

ومن ضمن المفاجآت التي ستقدمها الحملة، تناول عميق لعملية الكتابة وحيثياتها، وكيفية تفكيكها إلى عناصرها المختلفة عبر ورشة إبداعية بقيادة الروائيين اللبنانيين حسن داود ومحمد أبي سمرا، اللذين سيطرحان المادة المعرفية، بناء الشخصيات، أدوات الكتابة الإبداعية، توظيف الخيال في الكتابة، كسر التقليدية في الأنماط إلى جانب الوقوف على تجربة الصحافة الثقافية والآفاق التي امتدت لها. كل تلك التفاصيل ستجرّد العملية الكتابية والصحافية أمام المشاركين من الكتّاب الشباب خلال حلقات ستستمر ثلاثة أيام بدءا من الجمعة الموافق الرابع والعشرين من يوليو الجاري، وستنتهي بيوم رابع حيث سيجتمع الشباب مجددا بالكاتب/ حسن داود في قراءة عميقة لروايته «مئة وثمانون غروبا».

ومن منطلق الاهتمام بالنتاج الثقافي البحريني، حرصت المبادرة على تكوين جلسات نقاشية وحلقات قراءة تضع الكتب البحرينية تحت المجهر، مثيرة بذلك العديد من الحوارات الهادفة والتحليلات العميقة مع الكتّاب للجوانب المطروحة في الكتب، ومن ضمنها: «ترميم الذاكرة» للكاتب/ حسن مدن، في ارتحاله بين الأمكنة وحكاية اغترابه في أسلوب يجمع السيرة الذاتية بالراوية. وأيضا «هدوء ليس إلا» لكاتبه/ خالد الرويعي الذي وضع النص القصير في موازاة اللغة الضوئية، وأثار العديد من المونوجات الداخلية للتنقل في أفكاره وأحاسيسه. كما ستكون هنالك وقفة أخرى على الرواية الأولى للكاتب/ خالد البسّام، «لا يوجد مصوّر في عنيزة»، والذي أثار جدلا رغم لغته الدافئة، إذ يتناول أحداثا وشخصيات حقيقة من مدينة عنيزة السعودية، ويطرح العديد من الأبعاد في ضوء التغيرات التاريخية والهجرة، ويتابع في تواليه الروائي نمو الشخصيات والعلاقات الإنسانية ما بين الأفراد والمجتمع.

وجنبا إلى الكتب البحرينية، فقد أبدت الحملة اهتماما واضحا بالكتب العربية المنوّعة، إذ تتضمن الجلسات عمقا أدبيا وثقافيا يضم التجربة العربية إلى الواقع التحليلي الذي سيمارسه الشباب، بهدف فرد أبعاد شاسعة، وخارطة ثقافية تتجاوز الحدود الداخلية. وقد اختارت الحملة نخبة من هذه الكتب من بينها: رواية للكاتب المصري/ يوسف زيدان بعنوان «عزازيل»، والتي حازت على جائزة البوكر كأفضل رواية عربية للعام 2008م، كما أثارت ضجة واسعة وجدليات حول مضمونها الذي طرح الانشقاق داخل الكنيسة والصراعات المذهبية خلال القرن الخامس الميلادي. إضافة إلى ذلك، ستتخذ الجلسة النقاشية حول «عمارة الفقراء» للمهندس المصري/ حسن فتحي طابعا مغايرا حيث ستكون الحوارات بمنظور معماري يناقش فيه المشاركون البعد الإنساني للعمارة، والعلاقة ما بينها وبين الظروف الاجتماعية، والسبيل إلى توفير بيئة ملائمة للفقراء. ومن بين الكتب العالمية، سيُطرح الكتاب الشهير «الرجال من المريخ... النساء من الزهرة» لمؤلفه الأميركي جون غراي على طاولة الحوار، لتناول العلاقة ما بين الطرفين، وسبل إيجاد الانسجام فيما بينهما.

وتعتبر مبادرة «كلنا نقرأ» الوجه الثقافي لمهرجان «تاء الشباب»، الذي يتضمن هو الآخر سلسلة من المبادرات الشبابية بعناوين وأهداف مختلفة، تندرج تحت شعار «تطوير... تجديد... تعمير». من ضمنها مبادرة «درايش» التي تستهدف العمارة البحرينية بصورة خاصة والعالمية بشكل عام، وتطرح مجموعة من المعارض الفنية والأفلام الوثائقية والأنشطة الترفيهية. في حين أن مبادرة «دوزنة» ستستكمل الدور الثقافي من خلال مجموعة من الجلسات الثقافية والأمسيات الشعرية وورش العمل التي ستستضيف نخبة من المثقفين العرب والمهتمين بالعملية الإبداعية الشبابية والثقافية. كما ستكون هنالك فعاليات أخرى مثل: «ولهان يا محرق» في إعادة للتراث المحرقي الأصيل، و»إصدارات» التي ستطرح مجموعة من الكتب الدورية الجديدة في حوارات سيرية مع شخصيات تركت بصماتها في تاريخ البحرين، و»حفاوة» حيث سيُسلط الضوء على عملاقة الفلسفة والفكر في العالم بدءا من الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا في ذكراه الخامسة. إلى جانب البرامج التلفزيونية الأخرى مثل: «تائيات» الذي سيُعلن من خلاله بدء المهرجان، و»كراكيب» الذي يقدم في صورة كوميدية وتنافسية مجموعة من المسابقات الشبابية.

العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:40 ص

      نعم

      اين يمكن ان نسجل اسمائنا للاشتراك في هذه الفعالية

اقرأ ايضاً