العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ

قد نقبل بالجعفري إذا لبى الشروط!

محسن عبدالحميد لـ «الوسط»:

قال رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي العراقي محسن عبدالحميد إن اعتراضات بعض القوى العراقية على تسمية مرشح «الائتلاف» إبراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة المقبلة ترجع أسبابها إلى عدم نجاحه في حل مشكلات الشعب العراقي الأمنية والاقتصادية، وأيضاً مشكلة التوازن بين أطراف السلطة التنفيذية، فالانفراد بالقرارات كان يسود الحكومة السابقة، نافياً أن يكون هذا الرفض جاء بضوء أخضر أميركي.

من جهة أخرى، نفى عبدالحميد الذي ترأس مجلس الحكم السابق في حوار مع «الوسط» وجود حرب أهلية في العراق، «ولكن هناك جماعات إرهابية سنية وشيعية كلها تحظى بدعم دول خارجية»، مؤكداً أن الإرهاب والميليشيات وجهان لعملة واحدة.


«الوسط» تحاور رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي العراقي

محسن عبدالحميد: قد نقبل بالجعفري في نهاية المطاف

المنامة - حيدر محمد

قال رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي العراقي محسن عبدالحميد إن اعتراضات بعض القوى العراقية على تسمية مرشح الائتلاف إبراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة المقبلة ترجع أسبابها الى عدم نجاحه في حل مشكلات الشعب العراقي الأمنية والاقتصادية، وأيضاً إلى مشكلة التوازن بين أطراف السلطة التنفيذية، فالانفراد بالقرارات كان يسود الحكومة السابقة، نافياً أن يكون هذا الرفض جاء بضوء أخضر أميركي. من جهة أخرى نفى عبدالحميد الذي ترأس مجلس الحكم السابق في حوار مع «الوسط» وجود حرب أهلية في العراق «ولكن هناك جماعات إرهابية سنية وشيعية وكلاهمها تحظيان بدعم دول خارجية» مؤكداً أن الإرهاب والمليشيات وجهان لعملة واحدة. وقال عبدالحميد الذي يرأس أبرز الأحزاب الإسلامية السنية في العراق (الإخوان المسلمين) ان عموم السنة يؤيدون محاكمة صدام حسين في الجرائم التي ارتكبها بحق العراقيين، «ونحن نؤيد ذلك، فهذا الرجل دمّر العراق»، فإليكم نص الحوار...

بعد قرابة أربعة اشهر من الانتخابات لايزال تشكيل الحكومة أمرا عسيرا، وكأن شيئا لم يكن؟ كيف تفسر ذلك؟

- في الحقيقة إن تأخير تشكيل الحكومة جاء أولا من تأخير إعلان نتائج الانتخابات مصدقة من المفوضية المستقلة المشرفة على الانتخابات، لان كثيرا من الأطراف طعنت في نزاهة الانتخابات، وفعلا حدثت خروقات كثيرة في نواح عدة من العراق. أما السبب الثاني، فالاتفاق على البرنامج الحكومي لم يصل الى نتيجة حاسمة، لان وضع العراق معقد ولاسيما الوضع الأمني والاقتصادي، لذلك فان من الطبيعي أن تتباين وجهات النظر بشأن هذا البرنامج، ثم موضوع الدستور الذي لم يحقق آمال الشعب العراقي كله في أن يكون دستورا موحدا بين العراقيين جميعا.

ومن هنا فإن الاتفاق على البرنامج الحكومي الواحد لمعالجة هذه الأمور مهم جدا، وهذه العملية تحتاج الى جهود مضنية، وجميع الأطراف الآن دخلت في حوارات جدية ومعمقة للتوافق على رؤية مشتركة.

ولكن ما حكمة اعتراضكم كأحزاب سنية، وكذلك الأكراد على شخص رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري، فهل تعتقدون أن عادل عبدالمهدي اقرب إليكم؟

- كلا، الأمر ليس كذلك... هنالك اعتراض من جهات معينة على شخص إبراهيم الجعفري، فهؤلاء يرون أن هذه الحكومة السابقة برئاسة الأخ الجعفري لم تتوفق في حل مشكلات الشعب العراقي الأمنية والاقتصادية، وأيضا مشكلة التوازن بين أطراف السلطة التنفيذية، فالانفراد بالقرارات في نظر أطراف متعددة كان يسود الوزارة السابقة، فبعض القرارات المهمة (مثلا) صدرت من دون علم مجلس الوزراء أو من دون أن تكون له إرادة حقيقية في إقرارها.

ولكن تحدثت عن عدم نجاح أو لنقل فشل الحكومة بين قوسين، ما هي مآخذكم تحديداً على أداء الحكومة السابقة؟

- الحكومة السابقة لم تستطع توفير الخدمات اللازمة كحل المشكلة الأمنية والكهرباء ومشتقات النفط، فاليوم ينتظر العراقي ساعات طوال للحصول على الوقود، وهي لم تتمكن كذلك من حل مشكلة البطالة.

وهل كل هذه الإنجازات يمكن تحقيقها في حكومة استثنائية في ظرف زمني قصير لا يتجاوز اشهر محدودة؟

- هذه الحكومة سبقتها حكومتان أيضا هما حكومة مجلس الحكم وحكومة الجمعية الوطنية، وليست الفترة الزمنية هي المعيار الوحيد في القضية، فالخدمات في زمن رئيس الوزراء السابق إياد علاوي كانت أفضل، ولكن الآن تقف (مثلا) 24 ساعة بانتظار البنزين!

سمعنا ان الرئيس الاميركي جورج بوش يشاطركم الرأي في تغيير الجعفري، فهل يمكننا أن نستشف من ذلك أن موقفكم كان بإيحاء خارجي؟

- نحن نرفض أي تدخل خارجي من أي دولة كانت في الشئون الداخلية للعراقيين، ونقول إننا قادرون على حل مشكلاتنا بأنفسنا. والعراقي الشريف لا يقبل بالتدخلات الأجنبية.

ألا تعتقدون أن هناك من يعارض الجعفري طمعا في المعارضة فقط؟

- المسألة ليست شخصية كما تتصور، فالمسألة أكثر عمقا من هذا الأمر، فالجعفري فاز على نظيره عادل عبدالمهدي بصوت واحد فقط، وهذا يدل على حجم الانقسام على شخصية الجعفري في داخل الائتلاف نفسه الذي يعد اكبر كتلة عراقية في البرلمان (تحوز على 47 في المئة من الأصوات).

وهل ستقبلون بالجعفري في نهاية المطاف إذا تغيرت بعض المعادلات؟

- لم لا، كل شيء جائز... فالسياسة هي فن الممكن!

وهل تتوقع حلا قريبا لازمة تشكيل الحكومة؟

- إنني آمل أن وضع العراق المتردي جدا سيدفع الجميع الى إيجاد حلول متفق عليها تمهيدا لتشكيل حكومة وطنية تمثل العراقيين جميعا، لتكون مسئولة أمام الشعب ممثلا في المجلس النيابي.

في إطار هذه التجاذبات... بعض القوى تتحدث عن ان مجلس الأمن القومي الذي اتفق عليه الفرقاء أخيرا يخالف الدستور؟

- هذا المجلس لا يخالف الدستور، لأن الدستور يتضمن نصوصا يمكن أن تدعم رأينا في تشكيل هذا المجلس، وحتى الاخوة في الائتلاف يقرون بأهمية وجود هذا المجلس، لكنهم يقترحون أن تكون قراراته استشارية وغير ملزمة للمجلس النيابي.

هذا المجلس يراه البعض مقلصا لصلاحيات النواب الذين انتخبهم الناس في استفتاء مباشر؟

- نحن في جبهة التوافق نرى ان القضايا الاستراتيجية الكبيرة يجب أن يناقشها الكبار وحكماء القوم، ولا يجب أن تترك لعامة أعضاء المجلس النيابي الذين ليس لكثير منهم إلمام معمق بالقضايا الاستراتيجية.

هل تعتقد ان هناك حربا طائفية في العراق؟

- لا، في العراق لا توجد حرب طائفية، فإذا كنتم تقصدون السنة والشيعة فهما يعيشان في العراق منذ مئات السنين جنبا الى جنب، وهم متداخلون اجتماعيا، بل ان أبناء العشيرة الواحدة ينتمون إلى المذهبين الكريمين، وكلهم مسلمون وعرب، إذاً بناء على ذلك يمكنني أن أؤكد بثقة انه لا توجد حرب طائفية في العراق، ولكن تأتي المشكلة من أتون إرهابيين من كلا الطرفين، والاثنان مدعومان من الخارج، فالحرب هي بين متطرفي الجانبين، ولكن مع الأسف ففي كل مرة يكون الضحية هو هذا الشعب المسالم والمضطهد.

ومن هم هؤلاء الإرهابيون؟

- الاميركان احتلوا العراق وفتحوا الحدود، فدخل من دخل من خارج العراق، فمنهم مقاومون مع العراقيين ممن يسمون بالمقاومة، وهؤلاء لا يوجهون أسلحتهم الى العراقيين، ومنهم إرهابيون يقتلون السنة والشيعة معا والعرب والأكراد، وهؤلاء هم الذين يفخخون السيارات ويقتلون قتلا عشوائيا، وهذا لا يقره عقل ولا دين.

وهل لديكم صلة تعاون مع المقاومة المسلحة؟

- كلا، الحزب الإسلامي، ليس حزبا مسلحا، فلا علاقة لنا بالمقاومة العسكرية، فنحن اتبعنا مقاومة سياسية ضد الاحتلال من خلال دخولنا في عضوية مجلس الحكم ومن خلال قنواتنا الإعلامية المختلفة.

ولكن يبدو أن القتل ليس عشوائيا، بل هو منظم على الهوية؟ وهناك استهداف للمقدسات كما حدث في قضية تفجير مرقد الإمامين العسكرين أخيرا؟

- إننا نشجب العمل الإرهابي الذي نال من مقام الإمامين الهادي والعسكري، ونؤكد ان هذا العمل هو محل إدانة من قبل أهل السنة، وهؤلاء قتلوا عشرات القيادات السنية حتى، وجاء الرد عنيفا من بعض ميليشيات الجهة الأخرى الذين يقتلون الآن على الهوية. وغالبا ما تجري الدولة تحقيقات لكنها من دون نتيجة ومن دون تنفيد.

وهل هؤلاء مدعمون من الخارج؟

- كلا الفريقين موجهان من الدول الخارجية التي لا تريد خيرا للعراق وأهله.

وهل التقيت المرجع الديني الشيعي السيد علي السيستاني؟

- سابقا التقيت بعدد كبير من المرجعيات الشيعية، فنحن السياسيون لا توجد مشكلة فيما بيننا، ولكن المشكلة في الجهلة من القواعد التي تتبع المرجعيات، فالشعب العراقي ما ان تخلص من بطش البعثيين حتى وقع في فك الزرقاوي والميليشيات الأخرى.

وهل يمكننا أن نسأل عن الزرقاوي، إن كان شخصية إعلامية وهمية أم انه حقيقة؟

- الزرقاوي شخصية موجودة في العراق، وهناك من يحميه.

كيف تصف علاقات العراق مع دول الجوار حاليا؟

- نحن في الحزب الإسلامي العراقي أعلنا مبدأين منذ أول الاحتلال: فأولا نحن نريد أن نقيم أفضل العلاقات مع دول الجوار، وثانيا نقول لدول الجوار: لا تتدخلوا في شئوننا تدخلا سلبيا، نريد للعلاقة أن تقوم على أساس التعاون بالمعروف.

لقد شاركتم في حوارات المؤتمر العالمي لنصرة النبي الذي عقد في البحرين، كيف تقيمون نتائج هذا المؤتمر؟

- المؤتمر الذي عقد في البحرين بشأن مناقشة موضوع نصرة النبي (ص) كان مؤتمرا ايجابيا جامعا لكثير من العلماء والكتاب والمفكرين الذين بحثوا هذا الموضوع بشمولية وفي إطار التفكير في وضع الأسس اللازمة للحوار مع شعوب العالم وإيصال حقيقة الإسلام إليهم حتى لا يتكرر ما حدث في الدنمارك وغيرها، وحتى لا يتكرر ما لحق بالمسيرات من عنف واعتداءات على سفارات ومرافق الدول الموجودة في بلاد الإسلام، لان هذه الأعمال قد تسيء الى الإسلام والمسلمين. وآمل أن يكون هذا المؤتمر مرجعا للنظر في كل القضايا التي ستأتي في المستقبل

العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً