العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ

فهمي هويدي يهاجم رؤساء التحرير الجدد في الصحف المصرية

أوقف مقالاته لـ «الأهرام» بسبب تعرضها للحذف من دون علمه

أكد الكاتب الصحافي المعروف فهمي هويدي أنه امتنع عن تسليم مقاله الأسبوعي لصحيفة «الأهرام» المقرر أن ينشر اليوم (الثلثاء) الموافق 11 أبريل/ نيسان بعد أن ضاق ذرعاً من الحذف الذي تعاني منه مقالاته من أشخاص مجهولين من دون الرجوع إليه كما يقتضي العرف الصحافي.

وقال هويدي في حديث مع «العربية. نت» إنه لن يسلم أيضاً مقاله للأسبوع المقبل إلى أن يتم الوصول إلى اتفاق على قاعدة يتم الرجوع بمقتضاها إليه عندما ترى رئاسة التحرير حذف شيء من كلامه، وهو ما تم إقراره قبل أسابيع من دون أن يتم الالتزام به.

وشكك الكاتب المصري في الشرعية المهنية لرؤساء تحرير الصحف القومية الجدد، قائلاً: «إنهم جاءوا إلى مواقعهم بفعل رضى الجهات العليا عنهم، وبالتالي فإنهم حريصون على هذا الرضى على حساب الأداء المهني»، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى انحدار في التوزيع، وهروب القراء إلى صحف المعارضة، وتحول صحافيين مغمورين هم رؤساء التحرير الجدد إلى كتاب كبار يكتبون في الصفحات الأولى لصحفهم.

وعندما سأله مراسل «العربية نت» عما حصل بالتفصيل قال فهمي هويدي: «الحقيقة أنه يحذف كثير من مقالاتي منذ زمن، وقد ضاق بي ذلك، إلى أن جاء وقت منذ نحو ثلاثة أو أربعة أسابيع كتبت خطاباً شديد اللهجة لرئيس التحرير وقلت له: «يفترض عند الشطب من مقالي أن أكون على علم بذلك، وخصوصاً أن الشطب وصل لدرجة سخيفة، فاتفقنا على أنه لن يتم حذف شيء إلا بالتفاهم معي».

استهتار وقلة قيمة

وأضاف: «لم يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه. شعرت بأن في الأمر استهتاراً وقلة قيمة، فأنا سبق أن قلت لهم: ليست عندي مشكلة في أن يحذف شيء، بشرط أن يكون بالتفاهم معي، وهو ما جرى عليه العرف الصحافي، بحيث نضبط الكلام أو نخفف ما نرى أنه يحتاج إلى تخفيف». واستطرد: «كتبت ورقة لرئيس التحرير أسامة سرايا قلت له فيها، إنك لم تلتزم بما اتفقنا عليه، وقد وضعني ذلك في موقف حرج لن أستسلم له، وبالتالي لن أعطيكم المقال إلا إذا جددنا الاتفاق وأصبح قاعدة صريحة، كما أنني أريد أن أعرف من هو الذي يقوم بالشطب، فالإجابة بأن «الديسك» هو الذي يفعل ذلك ليست إجابة شافية، فالديسك يضم نحو 12 محرراً فمن هو الذي يفعل ذلك؟».

وقال فهمي هويدي: «على رغم مضي أربعة أو خمسة أيام لم يرد أسامة سرايا، فلم يكن أمامي خيار، إلا عدم تسليم مقالي هذا الأسبوع لـ «الأهرام» وسيتكرر ذلك في الأسابيع المقبلة إلى أن نصل إلى حل. طبعاً لم أتوقف عن الكتابة فمقالي سينشر في بعض صحف الخليج في اليوم نفسه كما هو معتاد».

«الأهرام» لم تتصل بي إلى الآن

واستطرد: «عليك أن تتصور ردود الفعل على ذلك، الكل يكلمونني ويستفسرون، فيما عداهم في «الأهرام» لم يتصلوا بي حتى الآن، فقد توقعت أن يتكلم أحد ويطلب مثلاً التفاهم في الموضوع. من هنا لابد أن يدافع الشخص عن كرامته. لن يظهر مقالي اليوم وكذلك الأسبوع المقبل، إذ إنني سأسافر إلى إيران غداً (الأربعاء) الموافق 12 أبريل، في حين سيظهر في 8 دول عربية أخرى تنشره في اليوم نفسه».

ومضى فهمي هويدي قائلاً: «لم تعطنِ «الأهرام» خيارات، فإما أن أقبل ما يفعل في مقالي، أو أمتنع عن تسليمه إليهم. إنهم يحتجون بأن الحذف يتم منذ مدة وقبل رئاسة التحرير الجديدة، لكن حتى لو كان هذا الافتراض قائماً فهو لا يبرر الغلط».

وأضاف: الحذف ليس له علاقة برئاسة التحرير الجديدة، لكنها أضفت على الحذف درجة من الغباء، فنحن هنا نتكلم عن حذف ذكي وحذف غبي. لقد استمر الحذف وأعطاه حساسية أكبر أن الحكاية نفسها حصلت مع أحمد رجب فتوقف عن الكتابة في صحيفة أخبار اليوم».

رؤساء التحرير الجدد يفتقدون الشرعية المهنية

ويحلل فهمي هويدي ما يحدث «بأن رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد ليست لهم شرعية مهنية، لم يأتِ كل منهم لأنه كاتب كبير بل لأنه مرض عنه، فبالتالي هو يسعى لأن يثبت هذا الرضا، بحيث أنه عندما يشعر بأن أي سطر يخصم من هذا الرضى عنه درجة أو درجتين فإنه يقرر أن حذفه أفضل، أي أن رئيس التحرير من هؤلاء معني باسترضاء الذي أتى به وليس استرضاء القارئ». ويرى هويدي أن هناك مناخاً سيئاً فيما يتعلق بالحريات الصحافية قائلاً: «أظن أن ذلك كان لابد أن يحصل، وقد نشر لي حديثاً حوار في صحيفة «المصري اليوم» قلت فيه: إنه لن يتم إلغاء قانون الطوارئ ولا قانون حبس الصحافيين، فقانون الطوارئ سيتحول مضمونه إلى قانون الإرهاب، وقانون حبس الصحافيين سيستبدل بنقاط أخرى تخنقهم، بمعنى أنه إذا كانت مخططات التوريث يجري تفعيلها فلابد أن تلم (الدور)، لا تطلق العنان وإنما تقيد الحركة».

جرأة في تقييد الحريات الصحافية

وقال: «إن المؤشرات تدل على أن هناك درجة من الجرأة في تقييد حريات الصحافيين، ففي صحيفة أخبار اليوم عندما تدخل رئيس تحريرها في مقال أحمد رجب، ما جعله يتوقف عن الكتابة، نشرت صحيفة «الدستور» أن رئيس التحرير يقول إن ما أقدم عليه محل تقدير من الجهات العليا، ثم حصل بعد ذلك قيام رئيس التحرير بإجراء حوار مع رئيس الجمهورية، فأعطى ذلك صدقية لهذا الكلام. الحديث جاء كأنه رسالة ثقة، فلو لم يكن مرضياً عنه ما تم إجراء الحوار».

وشدد هويدي على أن «الأوضاع ليست مبشرة وتشكل ضغوطاً على المناخ الصحافي ويتجلى هذا في الحالات التي نمر بها حالياً». وأوضح أن «رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد لم يأتوا من خلال شرعية مهنية، وقد انعكس ذلك سلباً على أوضاعها، فهناك تراجع في توزيع كل تلك الصحف، وهذا ربما يرجع لسببين؛ الأول أن كفاءات غير مهنية تولتها، والثاني أن هناك تسخيناً في صحف المعارضة، وكلما زادت في التسخين استقطبت المزيد من القراء، وهذا يخصم من قراء الصحف القومية».

وقال: «مثلاً هناك شريحة تقول إنها لم تعد تقرأ في الأهرام سوى صفحة الوفيات والإعلانات المبوبة، بينما تبحث عن المعلومة والخبر والمقال في صحف مثل صوت الأمة والدستور والأسبوع والعربي، وهذا كله طبعاً ناتج عن مستوى التحرير في تلك الصحف القومية».

ونفى هويدي أن تكون جهات عليا تفرض كتاب الرأي في صحيفة «الأهرام»، قائلاً: «هذا ليس صحيحاً، تلك الجهات لا تحدد كتاباً، من الجائز أنها ترشح أسماء معينة، فمثلاً عندما كتبنا نحن لم يحددنا أحد. هذه مبالغة، لكن الواقع أن رؤساء التحرير الذين لم يأتوا من شرعية مهنية، يتحولون من مغمورين إلى كتاب كبار لأنهم يكتبون مقالاتهم في الصفحة الأولى. أما صفحات الرأي فلا أظن أن هناك كتاباً يتم تحديدهم بواسطة جهات عليا»

العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً