في الجلسة المخصصة في العام 1789 لمناقشة الفيتو الملكي في فرنسا جلس أنصار الفيتو على اليمين وخصومهم على اليسار، من هنا بدأت أسطورة اليمين واليسار، وبدأت معها هذه الثنائية... وإلى اليوم وصلنا، ولن ننتهي!
عن أية مساواة يتحدثون، فالعنف دائما ما ينتهي لرعب لا مساواة فيه، وعن أي تقدم يتكلمون فالأحلام الزراعية لـ «سان غوست»، وطوباويات الحفاظ على البيئة هي قمة الرجعية. أما عن العقل، سنجد أن روسيا الستالينية لم تكن سوى حكم الخيال كما يعبر عن ذلك «اوسيب ماندلستام». اليساريون يتبادلون الأدوار مع اليمين، فاليسار الذي ناضل لصالح الحرية الفردية طوال القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن العشرين تحول أخيراً لما يسميه اليساريون اليوم بالاشتراكية، وقس على ذلك القوميات والهويات والخصوصيات الثقافية، هذه الألاعيب السياسية تناقلها اليمين واليسار، تبدأ الاطروحة «يسار» وتنتهي في اليمين، والعكس قائم، نحن نعيش زمن النسبية في زمن كأنه واضح المعالم. اليسار السياسي في البحرين، ليس في معزل عن كل هذا القلق، بدأ في مطلع الخمسينات، نما وكبر وأنتج النظم السياسية المستنسخة من دفاتر موسكو، وهو اليوم على ما هو عليه، نخبه منقسمون، يقطعون بعضهم بعضاً، ليس ثمة يسار سياسي واضح بيننا، وكذلك هو اليسار في العالم أجمع، مفاهيم متداخلة لا حدود لها، «التشويش» في المعنى، هو رفيق كلمة «يسار»، إن ما نسميه يسار، هو يسار لأننا نسميه كذلك، وكأننا نعود لنقطة البداية. «الوسط» تفتح ملف «اليسار السياسي»، تقلب آخر الأوراق، من هنا وهناك... من اليسار إلى اليمين
العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ
